تأخر أسبوعاً كاملاً.. أطفال غير المسلمين أيضاً يحتفلون بعيد الأضحى بمدينة كندية
فرحة العيد يفتقدها الأطفال المسلمون الذين يعيشون في الدول الغربية، حيث يبتعدون عن أجواء العيد في بلادهم الأصلية.
في البلدان العربية والإسلامية العيد يستمر لعدة أيام، أما في الغربة فإجازة العيد تكون يوماً واحداً فقط، ولذلك لا يستمتع الأطفال بفرحته بالشكل الكافي، ولهذا قرر القائمون على جمعية "زبيدة تلاب" الخيرية في كندا أن يقيموا حفلات للأطفال لكي يستمتع الأطفال بفرحة العيد.
وتأخرت الحفلات أسبوعاً كاملاً في كندا لكون المدارس لا تسمح إلا بيوم عطلة واحدة للأطفال، كما أن الحجز لدى المراكز الاجتماعية لم يُسمح به إلا في نهاية الأسبوع.
ولكن ما يميز هذه الحفلات هذا العام (2016) أنها لا تقام للأطفال المسلمين فقط، وإنما مفتوحة للأطفال المسلمين وغير المسلمين .
الدكتور حسين قستي مؤسس ومدير جمعية زبيدة تلاب (جمعية خيرية كندية) يقول لـ"هافينغتون بوست عربي"، إن الجمعية أقامت 99 حفلة منذ عام 2007 حضرها حوالي 30 ألف طفل، ولكن ككرنفال عيد الأضحى للأطفال فهذه هي المرة الأولى.
وأوضح الدكتور حسين أن الغاية من ذلك إدخال الفرحة على قلوب الأطفال وجعلهم يشعرون بفرحة العيد وفهم معناه.
المسجد
ويقول الدكتور حسين "الحفلات السابقة من 2007 حتى 2015 كنا نقيمها في المسجد حتى نعلِّم الأطفال أن المسجد مكان محبب لهم ممكن يلعبوا ويمرحوا فيه ولكن عندما يحين وقت الصلاة لا بد من أدائها في أوقاتها".
ويضيف "وبعد ذلك أحببت أيضاً أن يشارك الأطفال الآخرون مع غيرهم من أبناء المجتمع المسلم هذه الحفلات خاصة بعد الأحداث المؤلمة التي يشهدها العالم، والتي للأسف أعطت انطباعا غير صحيح عن المسلمين؛ لذا أردنا أن نُفهم المجتمع الذي نعيش فيه أن المسلمين هم ناس كغيرهم يمارسون حياتهم الطبيعية ويشاركون غيرهم في الأفراح والاحتفالات".
وقال إن هذه الحفلات المخصصة للأطفال مجانية، وهذا أمر غير معتاد في كندا ولذا استأجرنا مركز المدينة الاجتماعي لإقامة هذا الحفل، ووجهنا الدعوة لكل أطفال المدينة ووزعنا الإعلان على كل المدارس الابتدائية في الإدارة الإقليمية للمنطقة (School Division) في مدينة وينييبغ في مقاطعة منتوبا في كندا، وكتبنا أن الكل مرحب بهم وكتبنا على الإعلانات "كرنفال العيد" Eid Carnival .
نطاط القلعة Bouncy
وذكر الدكتور حسين أن أهم ما تم تقديمه للأطفال هي 12 لعبة، منها نطاط القلعة وهي لعبة يقفز عليها الأطفال ويتزحلقون، إضافة إلى الرسم على وجوه الأطفال وتلوينها وأيضاً عروض مهرجين لإدخال الفرحة على قلوب الأطفال، والحصان الصغير Pony Horse حيث قام الأطفال بالركوب عليه وأيضاً قدمنا بالونات تحمل أشكال حيوانات لأطفال، وكل تلك الفعاليات مجانية على نفقة الجمعية.
ألف طفل حضر الحفل
يقول الدكتور حسين إن عدد الحضور كان 3 آلاف شخص وان الاطفال كان عددهم نحو 1000 طفل، بينهم قرابة 400 طفل من غير المسلمين.
"هذا أفضل شيء يستطيع المجتمع المسلم تقديمه لنا"، بهذه العبارة شكر الكنديون في مدينة وينبينغ المسلمين القائمين على كرنفال العيد للأطفال قائلين للدكتور حسين (وفق تصريحاته لـ"هافينغتون بوست عربي" إن هذا أفضل شيء قدمه المسلمون لنا فشكراً للمجتمع المسلم الذي قدم لنا عملاً جميلاً ورائعاً أسعد الاطفال وأسرهم.
وأكدوا أن هذا الحفل يساهم بشكل فعال في كسر وتغيير الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين لأن الحضور بمختلف أطيافه يجتمعون سوية ويأخذوا نظرة عن بعضهم البعض وأيضاً نظرة عن المسلمين كيف أنهم يساهموا في إسعاد الآخرين وخاصة الأطفال .
الأطفال الكنديون
وقالت بيفار وهي سيدة كندية حضرت الحفل إنها تشعر بالسعادة لمشاركة أطفالها للآخرين في احتفالاتهم.
وأضافت لـ"هافينغتون بوست عربي" أنها حضرت مع أطفالها الأربعة الذين تتراوح أعمالهم بين عام وخمسة أعوام، مشيرة إلى أنها اعتادت على الحضور مع أطفالها للحفلات التي تقيمها جمعية زبيدة.
وتضيف: "من الضروري المشاركة في الحفلات التي تجمع المجتمع الكندي ككل لأنها تساعد على بناء مجتمعات قوية ومتماسكة".
وقالت إنها تشعر بالسعادة لمشاركة الآخرين أعيادهم ومناسباتهم، ولأن أطفالها يلعبون ويمرحون مع غيرهم من أبناء المجتمع الكندي، وإنها تشجع أبناء مجتمعها ككل على حضور مثل هذه الحفلات .
كما قالت فاي ابنة السيدة الكندية بيفار ( 4 سنوات ) إنها تشعر بالسعادة لحضور حفل الأطفال وانها استمتعت كثيراً بلعبة القفز، قبل أن تركض لتكمل اللعب مع أقرانها.
لبنانيون
غسان الطسي كندي لبناني ورجل أعمال، اصطحب أطفاله الثلاثة للحفل، قال لـ"هافينغتون بوست عربي" إنه من الجميل إقامة مثل هذه الفعاليات "لأن الاطفال يشاهدونها من خلال وسائل الإعلام فقط، وعندما تخصص حفلة لهم بهذا الشكل فهو عمل يسعدهم".
ويضيف: "نحن هنا مشغولون بأعمالنا حتى في يوم العيد ولكن تخصيص يوم للاحتفال بالعيد ومن أجل الأطفال عمل يساعد على تعريفهم به ويساعدهم على عيش فرحته".
ويُشير غسان إلى أن هذه المرة هي الأولى التي يشارك فيها بهذا الحفل، مؤكدا أن اهتمام المسلمين في كندا بإقامة حفلات بمناسبة العيد للأطفال يجعل المجتمع الكنديين من غير المسلمين أيضا يهتمون بمثل هذه المناسبات.
نور ابنة السيد غسان (6 سنوات) عبرت لـ"هافينغتون بوست عربي" عن استمتاعها بالحفل وخاصة اللعب مع بقية الاطفال وأنها تحب العيد وتحب المشاركة مع أطفال كثيرين بهذا الحفل وأنها أيضا ستحضر أي حفل آخر تقيمه الجمعية.