عندما أثار زيدان "عش الدبابير"

علامات عدم الرضى والامتعاض واضحة علىرونالدوالذي صافح مدربه ببرود كبير، حتى أنه أشاح ناظريه عنه لحظة المصافحة في رسالة واضحة بعدم الرضى عن هذا التبديل، لم تكتمل الحكاية بعد، تابعت الكاميرات انفعالات وردود فعل البرتغالي على دكة البدلاء وكان واضحاً عدم تقبله القرار بروح رياضية، ولسان حاله "ما زلت قادراً على تقديم المزيد في اللقاء"

الفصل الاخير وهو اخر الفصول واصعبها على زيدان كان بعودةلاس بالماسبنتيجة اللقاء في الدقيقة 84، وهنا عادت الكاميرات مرة أخرى لتتركز على ردود فعل الدون الذي ظهر بحالة غضب على تعديل النتيجة.

الفرنسي زيدان تعامل مع الأمور بطريقة فنية، وارتأى بأن رونالدو ليس بطبيعته، فهو ليس رونالدو الذي اعتدنا عليه، ونظراً لحاجته الى تنشيط الجبهة الامامية وتعزيز منطقة الوسط بروح جديدة جاء قرار الزج بفاسكيز، وحتى نكون أكثر واقعية فان ما قام به زيدان كان عبارة عن "مقامرة" كان من الممكن ان تأتي بنتائج ايجابية في اداء الفريق وعندها لن يتعرض للانتقادات او الاعتراضات من قبل الجماهير وحتى ادارة النادي على قرار استبدال رونالدو، ولكن في الوقت ذاته ندرك جميعاً القدرات الفنية للبرتغالي رونالدو حتى وان كان دون مستواه الطبيعي، فان مجرد وجوده على ارضية الميدان من شأنه ان يدفع لاعبي لاس بالماس الى التمركز الدفاعي وعدم الاندفاع الهجومي، كما أن رونالدو وبكرة واحدة قادر على انهاء اللقاء سواء برأسية او بركلة ثابتة.

اذاً، غامر زيدان وفشل في مغامرته وسقط الفريق في فخ التعادل الذي سيسعد منافسيه، وسيشعل المنافسة بشكل أكبر في الجولات القادمة، ولكن ما شاهدناه اليوم من اداء سلبي وتراجع كبير في اداء الفريق بشكل عام قد يكون احد الاشارات القاتمة في اداءالميرنغي.

بالتأكيد، فان الفريق افتقد الى جهود مجموعة من لاعبيه من شأنها ان تؤثر على اداء الفريق بشكل عام، ولعل الغياب القسري لأهم لاعبي منطقة الوسطكاسيميرووالظهير البرازيليمارسيلوالى جانب الحارس الاساسيكيلور نافاسفضلاً عن المدافع البرتغاليبيبي، هذه الغياب الاربعة المهمة في تشكيلة الفريق الملكي من شأنها ان تقلل من المردود العام للفريق.

الا ان هذه الغيابات لم ولن تكون مقنعة لعشاق الفريق الملكي الذين يرون في التشكيلة الكاملة للميرنغي بأنها الأجهز والأكمل في الليغا، لما يتملكه من مجموعة من اللاعبين الشباب المتميزين اضافة الى لاعبي الخبرة القادرين على احداث الفارق والاضافة في الفريق في الوقت الذي يكون بحاجة اليه.

نعتقد بأن ريال مدريد الان مطالب بتجاوز مباراة اليوم والنظر الى الجولات المقبلة، وعدم الالتفات الى ما ستتناوله الصحافة خلال الايام المقبلة حول حادثة رونالدو وزيدان، وكم التأويلات والتوقعات التي سيتم البناء عليها والتي من شأنها ان تزيد الهوة بين البرتغالي ومدربه.

فهل سيتعامل زيدان مع حادثة اليوم؟

ام سيكون بالفعل قد أثار عش الدبابير؟