قتل شقيقه انتقاماً لطفله!
ذات يوم شتوي، كان أفراد العائلة الواحدة يتسامرون في منزل الأهل الجبليّ.. أجواء السعادة كانت تعمّ أرجاء البيت.. وفرحة الأخوة الكبار انسحبت على أبنائهم الصغار، الذين ضجّ الدار بهم وهم يلعبون سويّا، فيما يلتفّ الآباء والأمهات حول المدفأة في غرفة الجلوس. وحده الخلاف الطفولي الذي نشب بين ولدي "عصام" و"مسعود"، قلب الأجواء رأساً على عقب، وسرعان ما انتقلت شرارته إلى والديهما الشقيقين، فحوّلت أحدهما قتيلاً والآخر قاتلاً.
فصول هذه الجريمة أوردها القرار الظنّي الصادر عن قاضي التحقيق في جبل لبنان ربيع الحسامي، الذي روى وقائع ذاك اليوم المأساوي. فبينما كان الشقيقان "عصام" و"مسعود.غ" وعائلتيهما مجتمعين في منزل الوالد "داوود.غ" في بلدة بتاتر (قضاء الشوف)، أقدم ابن "مسعود" على ضرب ابن "عصام"، فما كان من الأخير إلّا وأن ضرب ابنه عقاباً له على سماحه لإبن عمّه أن يضربه. هذا الأمر نقل الخلاف الى الشقيقين اللذين تبادلا الشتائم والتهديد، وعلى الأثر خرج "مسعود" من المنزل وأحضر مسدّساً حربيّاً، في الوقت الذي كان "عصام" أخرج بندقيّة حربيّة من نوع كلاشنكوف غير مرخّصة من داخل الكنبة التي يجلس عليها ووضعها على الطاولة أمامه.
عاد "مسعود" مع مسدسه، واقترب من نافذة الغرفة التي كان يجلس فيها أخاه "عصام" وأطلق عياراً ناريّاً على الأخير أصابه في بطنه، عندها أقدم "عصام" وتحت تأثير الغضب الذي سيطر عليه على إطلاق النار في المقابل وأصاب شقيقه "مسعود" بثلاث طلقات أودت بحياته.
تقرير الطبيب الشرعي بيّن أنّ المجني عليه، أُصيب بثلاث طلقات ناريّة في أعلى الرقبة وأعلى القفص الصدري وفي منتصفه أدّت إلى الوفاة على الفور، وأنّ "عصام" أُصيب بطلق ناريّ في منتصف المربّع العلوي الأيسر من جدار البطن.
باستجواب الجاني، صرّح أنّ خلافا حصل بين ابنه وابن شقيقه "مسعود"، وأنّ الأخير أثناء خروجه من المنزل، أقدم على تهديده بأنّه سيُطلق النار عليه، فأخرج بندقيّة حربيّة من صندوق الكنبة، وبعد أن أطلق "مسعود" النار عليه وأصابه في بطنه ردّ بالمثل وذلك دفاعاً عن نفسه. وأعطى كل من والدي المغدور والجاني وشقيقتهما إفادة مماثلة، وقد أسقط والد المجني عليه وزوجته "آمنة.ع" حقوقهما الشخصيّة عن "عصام".
قاضي التحقيق في جبل لبنان ربيع الحسامي طلب في قراره الظنّي عقوبة الأشغال المؤقتة بالمدعى عليه، بعد منحه الأسباب المخفّفة نظراً لظروف القضيّة (ردّ على إطلاق النار بالمثل) وأحاله للمحاكمة أمام محكمة الجنايات في جبل لبنان. 24