إلى روح سعيد العمرو..

كتبت هبة ابو طه - عاد مرفوع الرأس، ورائحة المسك منه تفوح، هو لم يمت يوما ولم يسقط، نحن من سقطنا في هذا العالم المهترء والمجزء، نحن من نموت كل يوم بهتك أعراضنا واستباحة أراضينا، هو الصادق و الحي هو الذي رفض الخنوع، ونحن الصامتون نلتزم مواقعنا و تفكيرنا متحجر، نحن الجسد وهو الروح التي ارتقت لخالقها لتعيد جزءا من كرامتنا.

ليس غريبا على هذه الارض ان تروى بدم سعيد العمرو فترابها اعتاد على ان تطهره دماء الشهداء، الكرك الأبية انموذجا للكرامة و الحرية فهذه المدينة تقف دوما شامخة تفاخر الكون كله بشهدائها ومناضليها، فهي التي انجبت من رحمها ابطالا عشقو الوطن العربي باقطاره واقسموا ان يعيدوا لهذه الأمة مجدها.

الشهادة ليست مؤلمة لانها فرح وعرس تتعالى به الزغاريد و تتعانق به المدن، لكن المؤلم حقا هو الصمت المخيف احقا وصلنا لهذه المرحلة من البلادة، كيف يقتل ابن لنا و لا نحرك ساكنا، لماذا يهب المجتمع الأردني لاجل امور تافهة و سخيفة و لا يهب لثاره و لاجل بطل وقف امام الميليشيات الصهيونية، أحقا سنصمت على دم عمرو ورائد!!!، الم يعد المحتل الصهيوني عدوا!!!!!.

لماذا حكومتنا لا تغضب؟ لماذا يقبع أحمد الدقامسة في معتقله لليوم؟! ادمهم اغلى من دمنا؟!!، لماذا لا تبطل معاهدة الذل والعار وادي عربة كنوع من رد الاعتبار؟ ماذا تنتظر بعد لتاخذ موقفا يعادي المحتل، فهذه "الدولة" الصديقة قتلت ابناءها و سلبت اراضي العروبة و انتهكت حرمة الاقصى والقيامة، ان كان اصحاب القرار يظنون لليوم ان العدو يتحول لصديق فهم واهمون، كم من الدماء يريدون ليعلموا ان السلام استسلام وهوان، كم من الذل يريدون ليعلموا ان الاستمرار في المساومة على الوطن سيوقعنا جميعا بالهاوية.

خطورة الامر تكمن بتضليل الراي العام، و اشغال الناس بالتناحرات الطائفية و الاقليمية، و ابعاد الانظار عن عدو الامة العربية الرئيسي، و خلق اعداء جدد لادخالنا في معارك لا تغني ولا تسمن من جوع لحرف البوصلة عن القضية المركزية، فعندما يصبح العدو صديقا نمسي امام كارثة حقيقية.