المسيحي الذي تربع على قلوب المسلمين
ديمة طهبوب
جو 24 :
«حبيت كلامه»
«روعة هالزلمة»
«مش معقول شو رهيب»
«اشقناله»
«والله انو زلمة عنده مبادئ وشرف»
هذا قليل مما كان يقال عن الدكتور عودة قواس في ظهره كلما استمع اليه جمهور معظمه من المسلمين فرأوا به حالة تستفز كل مكامن الاعجاب والاحترام! وما زلت اذكر تلك المرأة بالخمار الاسود وهي تقول له: «انت منا ولن نخذلك وسنصوت لك وللقائمة كلها».
في جو الانتخابات المحمومة والمتوترة كانت تحالفنا نقطة من نور أصبح اختلاف الدين فيها عامل قوة ووحدة لا عامل تفريق! مع الدكتور عودة لم يكن الدين قضية خلافية ولا مساحة نزاع، تعمقت فينا معاني الاحترام ورأيناها جزءا من ديننا وتعلمنا ان ما يجمعنا اكثر مما يفرقنا، مع الدكتور عودة لم نحس ان الدين منتهك او منتقص او اننا بحاجة ان ندافع عنه، لقد اجتمعنا على قيمة دينية عظيمة لا يختلف عليها اي متدين مسلم او مسيحي الا وهي حب الوطن وخدمة أهله.
أصبحت افتتاحية «باسم الاله الواحد الذي نعبده جميعا» ترسم على ثغرنا ابتسامة فقد اصبحت ماركة مسجلة للدكتور عودة وحفظناها عنه، وكنا نصلي أمامه ونتلوا القرآن وهو ينجز أعمال الكتلة ويتابع شؤونها دون اي حرج.
كان قوي المنطق، غزير الحجة، محنك العبارة، متعاونا الى أقصى الحدود ومبادرا يسبق الجميع، يستوعب الاخطاء ولا يقف عندها.
أحببناه كما كان ولم نحاول استمالته للاسلام فقد عرفنا مع المدة انه متدين ومتمسك بدينه بل يمارسه بقناعة واخلاقية، وان المسيحية عقيدة له كما الاسلام بالنسبة لنا.
في فترة اصبحنا نغبطه فقد نافسنا على قلوب شبابنا وفي بداية اعلان النتائج اصبح صوته مرتبطا بمزيد من الفوز والبشرى وحتى عندما افترقنا مرحليا ظلوا يذكرونه ويشتاقون كما يشتاق صديق الى صديق قد مشى معه طريق وعرة ولم يتركه حتى بلغه بر السلامة.
لا أظن أبدا أن د.عودة قواس ظاهرة فردية، واعتقد ان مثله كثرا، وان علاقتنا وتعاوننا قابل للتكرار والامتداد؛ لأننا بها عشنا وحدة وطنية حقيقية لا تنفذ لها معاول الفرقة او الشائعات او الانقسام وأصبح معه لشعار «كلنا أردنية، اسلام ومسيحية» معنًى آخر.
كنت مكسبا كبيرا للوطن ولفكرة التحالف والتآلف والاخوة الوطنية، ويا لتعاسة من لم يرَ ذلك، ولم يرَ في وجودك في هذا الموقع فرصة ذهبية واجب استثمارها.
شكرا د.عودة قواس ايها المسيحي الاورثوذكسي ان أحييت صفحة جدك صفرونيوس (العفيف) عندما وضع يده في يد عمر، وسلمه أمانة القدس واستودعه مستقبلها.
التاريخ شاهد والحاضر يشهد لك فهل يشهد لنا المستقبل بالاستمرار بشق الطرق وفتح القنوات ورفع الستائر وازالة الغشاوات؟!
لن نفقد الأمل، هكذا كان نهجنا في كتلة الاصلاح، وهكذا سيبقى بإذن الله.