jo24_banner
jo24_banner

إنريكي وإدمان الخطأ.. الغاية لم تعد تبرر المداورة

إنريكي وإدمان الخطأ.. الغاية لم تعد تبرر المداورة
جو 24 :

بين طرق اللعب المختلفة وتنوع تكتيكات الساحرة المستديرة .. نجد أنفسنا اليوم في حاجة لمناقشة بعض البديهيات الكروية، والتي نسي السيد لويس إنريكي المدير الفني لبرشلونة الإسباني كماً لا بأس به منها، مرتكباً جريمةً كروية بكافة المقاييس تحت مسمى المداورة.

*المداورة الكلية: تلك التي تستخدم لإراحة العناصر في زحام المباريات، ويستغل أسهلها أو أقلها تأثيراً في إشراك عدد كبير من البدلاء دفعة واحدة، مثل مباريات الإياب بعد حسم الذهاب بنتيجة كبيرة، أو المباريات السهلة في الدوري ويُفَضَّل أن تكون على ملعبك.

"خاض البلوغرانا اللقاء بمانويل نوير، عفواً، تير شتيغن في حراسة المرمى أمامه ألفيس وبارترا وفيرمايلين وأدريانو، وفي خط الوسط ماسكيرانو وسيرجي روبرتو ورافينيا تحت الثلاثي الهجومي ميسي وسواريز وبيدرو."

..

يرجع ما سبق إلى مقالين في أغسطس 2015 وما أشبه الليلة بالبارحة، فالمباراة المشار إليها هي فضيحة السوبر الإسباني الرباعية أمام أتلتيك بيلباو، وما كدنا نفيق من اختراع إشراك باكو ألكاسير يميناً في المباراة الماضية أمام غلادباخ، لم تكن جعبة "اللوتشو" قد خلت بعد..

نفس ما فعله ونفس ما حدث ونفس العبقرية في اختيار توقيت المداورة، بل وبلا أي عذر تلك المرة، حين اتخذ قراره الغريب بذهاب السوبر الإسباني على ملعب سان ماميس المزعج، كانت الحجة أنه خاض 120 دقيقة مرهقة قبلها بـ3 أيام أمام إشبيلية في السوبر الأوروبي (5-4)، ولديه مواجهة أخرى مع بيلباو في الإياب على ملعبه قبل انطلاق الليغا، ولكنه تلك المرة وفي "لوس بالايدوس" الذي خسر عليه 4-1 الموسم الماضي.. قرر إراحة اللاعبين قبل التوقف الدولي مباشرةً!

كيف كانت مداورة إنريكي تلك المرة؟ جيريمي ماثيو الذي كلفه مباراة فياريال أواخر الموسم الماضي بمشاركته بديلاً في الشوط الثاني، والذي زين المباراة بتسجيل هدف سيلتا الثالث في مرماه.. وأندريه غوميز ورافينيا على حساب إيفان راكيتيتش وأندريس إنييستا، إنييستا.. نصف قوة الفريق تفقدها 45 دقيقة تحيةً منك لمنتخب إسبانيا؟ أيعقل ذلك؟

 

 

مبدأ آمنت به ولا تزال الحياة تنتصر له يوماً تلو الآخر، لا يوجد ما هو أسوأ من التصرف الأحمق سوى تبريره، فكانت تلك إجابة مدرب البارسا بسؤاله عن إجلاس إنييستا:"لا تطرح سؤالاً سهلاً، أنا يجب أن أقرر قبل المباراة وليس بعدها، لست نادماً وأتقبل ذلك كجزء من عملي"، أما عن تير شتيغن فقال:"سؤال سهل آخر، حراس برشلونة يجب أن يخاطروا دائماً وأن يشاركوا في اللعب."

مهلاً سيد إنريكي .. أولاً هذا التبرير قد يكون مقبولاً للغاية إن كان الحديث عن هدف سان خوسيه في السوبر أو هدف فلورينزي الشهير، لكن "المخاطرة" لا تنطبق على تسديد الكرة في وجه بابلو هيرنانديز يساراً والجهة اليمنى خالية، هذه ليست مخاطرة يا سيدي المدرب هذه حماقة متكاملة الأركان.

ثانياً.. الكل يعلم أنك تتخذ تلك القرارات قبل المباراة، لكن إن كانت نتائجها العكسية التي شاهدتها المرة تلو الأخرى لم تنجح في منعك من تكرارها فماذا تنتظر من الصحفي الذي سألك؟ لا يريدك أن تندم فما نفعه إن كنت تبرع كل مرة في اختيار أسوأ الملاعب الممكنة لإفراز أفكارك؟ أي باكو ألكاسير هذا الذي كنت تريد منه النجاح على الجناح الأيمن لأول مرة وفي بوروسيا بارك معقل مونشنغلادباخ الذي عذب بيب غوارديولا كثيراً مع بايرن ميونيخ وهو مدرب لا تبلغ أنت نصفه؟

لويس إنريكي كفاك ابتكاراً، الليغا تمنحك ما لا يقل عن 10 مباريات سهلة في ملعبك يمكنك فيها أن تفعل ما شئت، تشرك باكو جناحاً، تشرك بيكيه مهاجماً، تشرك روح فيكتور فالديس الساكنة في تير شتيغن أينما يحلو لك.. رجاءً التزم بتشكيلك الأساسي في المباريات الصعبة، أمر يفعله معظم المدربين الكبار والصغار لا عيب فيه على الإطلاق.

يوماً ما قيل عن المداورة أنها وسيلة لإراحة الأساسيين وتجهيز البدلاء، ولكن ميكيافيلية الغاية والوسيلة لم تعد تصلح بتاتاً في تلك الحالة بعد أن أصبحت المداورة العرجاء هي الغاية بحد ذاتها.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير