الاردن: مسلم يتبرع بقطعة ارض لبناء مسجد.. وزميله المسيحي تعهد بفرشه بالسجاد
أحمد عكور - لا يمكن لمفردة في قاموس اللغة العربية أن تعطي واقع الحياة الاجتماعية في الأردن حقّه أبدا، ومهما تحدثنا ووصفنا وشرحنا وصوّرنا، فإن الحقيقة تبقى أكبر من كلّ الكلمات..
اليوم نقل لنا صديق عزيز قصة رأينا ضرورة نقلها في ظلّ الهجمة البائسة التي ترمي لتفتيت مجتمعنا عبر ضرب أحد أساسات بنائه، وهي فرصة كي نقول لاولئك البائسين أن جميع محاولاتكم ستتحطم على صخرة تعايشنا.
وفي التفاصيل، فقد زفّ أحد العاملين في شركة ملاحة لزملائه نبأ شرائه قطعة أرض في شمال المملكة وعزمه تخصيص دونمين اثنين من مساحة الأرض الاجمالية لبناء مسجد كبير يلبي احتياجات المنطقة، طالبا منهم دعمه بما تيسّر من مال لاعمار ذلك المسجد.
تبرّع أحدهم بخمسين دينارا واخر بمئة وثالث بعشرين ورابع بمئتين.. وهكذا، حتى إذا سمع صديقهم المسيحي عن ذلك الأمر وسارع بالقول: "وأما أنا فأتكفّل بفرش المسجد كاملا بالسجاد الفاخر"..
الأصدقاء أكبروا في زميلهم عطاءه، وحاولوا التخفيف عليه بطلب تحديد مبلغ مالي يسير إذا ما أراد المشاركة، فكان الجواب الحاسم بأن "السجاد عليّ مهما بلغت كلفته".. ليُجسّد بموقفه هذا حقيقة المجتمع الأردني بعيدا عن محاولات التشويه التي نسمعها في كلّ حين، وبعيدا أيضا عن أي "شبهة استعراض" فلم يكن شاهدا على الأمر غير عدد قليل من الموظفين في شركة الملاحة تلك.
ربما كان الأردنيون قد شهدوا مؤخرا بعض الهنات هنا وهناك، لكنها بالتأكيد ليست ظاهرة ولا تمثّل إلا شخوص من يرتكبها، وأمام الحقيقة فهي هذه القصة والعديد من القصص المشابهة لها والتي نذكر منها تبرّع أحد رجال الأعمال "المسيحيين" بـ"الصبّة الخرسانية" لمسجد كبير أقيم شرقي العاصمة عمان وبالمجّان.
تابعو الأردن 24 على 
