jo24_banner
jo24_banner

إهمال العقل.. إهمال الروح

إهمال العقل.. إهمال الروح
جو 24 :
كتبت شذى خالد الخلفات - 

إهمال العقل.... إهمال الروح ... بنظري هذا النوع من الإهمال هو أقسى أنواع الظلم بحق الذات... بحق ذاتنا ....
عندما يكون جل اهتمام الفتاة هو شكلها.... عندما يكون أكبر مشاكلها هو ماذا تريد أن ترتدي غداً ... أن تكون الحيرة الوحيدة التي تواجهها ... هو أي لون المناكير تختار... عندما تقضي ساعات على النت والفيس بوك في معرفة أحدث الصيحات والأغاني الجديدة ... عندما تقضي أغلب أوقاتها في مراقبة الفتيات لمعرفة ماذا فعلت فلانة وماذا ارتدت ... من نظر لها وهي تمشي ...ولماذا تجاهلها فلان ؟ هل بسبب شيء خاطئ في شكلها ... عندما تذهب إلى الجامعة متأنقة ومتبرجة بأفضل وأحدث ما يمكن.... هل انت تذهبين إلى الجامعة للبحث عن العريس أم للدراسة ؟!
عندما يهتم الشاب بمظهره أكثر من عقله... لا أقصد أنه لا يجب عليه أن يهتم بمظهره أقصد الاهتمام المبالغ فيه؛ أن يكون جل اهتمامه مظهره... بعض الشباب وصل بهم الحال لاستخدام (الميك أب) ...عندما يتظاهر الشاب بالتفاهة ... ويجعل من نفسه ومن أصحابه أضحوكة .... كي يجذب نظر الفتاة ... عندما ينتقي كلمات الحلوة بعناية ويقضي وقته بالتفكير كيف يغازل فلانة أو بالعامية " يزبطها "... عندما يذهب إلى الجامعة ... ويتجاهل محاضراته .... ويقضي وقته جالساً على المقاعد العامة وفي الممرات الضيقة لمراقبة كل فتاة تذهب وتأتي... هل هو يذهب للجامعة للبحث عن عروس أم للدراسة ؟!
عزيزتي ... لم تجعلين المظهر جل اهتمامك...لم تتناسين العقل الذي خلقه الله لكِ ... لم تهتمين بشكلك الخارجي على حساب داخلك ... لم تعتقدين أن الجامعة وجدت من أن أجل البحث عن عريسك .... وعن الحب... لم تربطين نفسك بهذه الأمور التافهة... لا بأس أن تكوني جميلة ... ولا ضير في ذلك... المشكلة هي أن تكوني مثل دمية الباربي ... جميلة من الخارج وجوفاء من الداخل ... لم لا تكونين جميلة من الداخل والخارج ... جمالك الداخلي سيشرق وينعكس على خارجك ... لما لا تهتمين بعقلك وروحك وتصنعين أحلامك الخاصة وتحققيها ... أنت سيدة نفسك وكفى ... لست بحاجة إلى فارس أحلامك لتثبتي ذاتك .... أخرجي الفكرة التي وضعها المجتمع بداخلك... فكرة أن الأنثى هي مجرد سلعة تشترى إذا كانت جميلة وترمى إذا كانت غير ذلك ... لا أحد لديه الحق في تحديد جمالك... أنت جميلة بعقلك ... بروحك... بحيائك ....
أما أنت أيها الذكر ... فقد خلقك الله ذكراً ... وأعطاك صفة الرجولة وخصك بها... الرجولة لم ترتبط قط بالمظهر ... الرجولة هي أن تضع الله في قلبك... في تصرفاتك ... الرجولة هي تمسكك بالأخلاق الحميدة.... الرجولة هي أن تجعل الصحابة قدوتك.... الرجولة هي أن تغض البصر عن النساء ... حتى لو تخلين عن حيائهن ... لا تتخلى عن دورك في غض بصرك ... هذا معنى أن تكون رجلا بحق وليس مجرد كلمة " ذكر " مكتوبة على الهوية..
أعرف أن كلامي سيزعج الكثيرين ... ومنهم من هو مقرب مني ..لا يهمني ذلك فأنا لم أقل سوى الحقيقة ... قبلتموها ام رفضتموها ... فإن رفضتم رأيي فهذا دليل قاطع على أن كلامي صحيح ... وفي النهاية فإن هذا الكلام ليس سوى رأيي الشخصي وملاحظاتي على مشاهداتي خلال دراستي في الجامعة والكلية .

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير