جنازة بيريز.. ضمائر ميتة ووجوه عابسة!
جو 24 :
هبة أبو طه - ذهبوا بضمائرهم الميتة و بوجوههم العابسة و الدموع بأعينهم و كأن القدر خطف عشيقا لهم.. هكذا هو العشق يغيب عقل الانسان ويُضلّ بصيرته ويصيره لما تريده المشاعر، ولا شك بأن "الطيور على اشكالها تقع" فالوضيع يعشق وضيعا مثله والخائن والمجرم كذلك، فلا تذرفوا الكثير من الدموع يا مرهفي الاحساس، فقط عودوا بذاكرتكم لمجازر بيريز وانظروا امامكم لمذابحه هو ومن خلفه وتذكروا أن الارض التي تقفون عليها عربية علّ ضمائركم تستيقظ وتدركوا ان من ذهبتم لتقدموا لهم فروض الولاء والطاعة هم الأعداء الذين استباحو فلسطين واغتصبوها، فيا لعاركم.. يا لنجاستكم.
قلبت صفحات الجريدة أكثر من مرة لعل هنالك صورة لا يبكون بها، لعل هناك خبرا يدين فعلتهم النكراء فلم اجد بين الحروف و الصور سوى الذل، فها هو التاريخ يعيد نفسه الانظمة الوظيفية التابعة لا تنجب من رحم قذارتها للسلطة سوى الخونة مثلها، ليس غريبا على هؤلاء الجبناء الذهاب لتعزية من سفك دماء ابناء امتهم؛ فأسلافهم المقبورين كانوا يذهبون ويرسلون وفودا لتعزية المحتل عند سقوط احد قادة ميليشياته الاجرامية.
الحالة التي وصلنا لها من الخنوع و الاستمرار بالخطيئة على حساب الامة و الاجهار بالخيانة ليس سوى نتيجة طبيعية لسياسات الانظمة المتواطئة مع العدو، التي همشت ومزقت الهوية العربية وبذلت قصارى جهدها لتجعل هذه الامة مستضعفة ومجهلة، هذه الانظمة الموظف حكامها عند المحتل كانت وما زالت تصفق و تبارك الاستعمار الذي نهش لحم امتها واغتصب اراضيها و ثمل من شرب دماء شعوبها.
في الفترة الاخيرة، بدأت أصوات المنادين بالسلام تتعالى و الانكى من ذلك انهم يدافعون عن الخونة من شاكلتهم الذين ذهبوا للبكاء على بيريز، حقا استغرب من هؤلاء أي سلام هذا الذي تريدونه المعادلة واضحة ولا تقبل التجزئة الصهيوني محتل ولا سلام مع الاعداء، ها انتم تفاوضون من عقود، وابرمتم مع الكيان الغاصب المعاهدات والاتفاقيات و لم نجنِ سوى المزيد من الاسى لامتنا، عليكم ان تحددوا وجهتكم اما الدول الامبريالية والصهيونية واما العروبة، فالورود وكلمات السلام لن تعيد فلسطين و لن تسدد حساب الدم معهم، واذكر هنا ما قاله الشاعر امل دنقل من سنين "لا تصالح، ولو قيل ما قيل من كلمات السلام، اتنسى ردائي الملطخ بالدماء، تلبس فوق دمائي ثيابا مطرزة بالقصب، انها الحرب، قد تثقل القلب، لكن خلفك عار العرب، لا تصالح، ولا تتوخّ الهرب".
بالعودة لعشاق المحتل الذين القوا كرامتهم بالقمامة هل نسيتم جرائم بيريز بحقنا؟، هل نسيتم عصابات الهاجانا، وقانا، وعناقيد الغضب، وغزة، و النكبة و النكسة، والمستوطنات!!! ألم تصحوا من غفلتكم وانتم في الارض التي قدسها الاله؟، الم تتوجعوا حين مررتم على جثثنا وذهبتم لقاتلنا؟، الم تبصروا جنوده وهم يصوبون السلاح على الطفل والمراة؟، الم تخجلوا من الشهداء؟ ألم تخجلوا من فلسطين؟ انتم من ماذا خلقكم الاله أأنتم بشر مثلنا؟! لا اظن انكم من جنس البشر كما اشكك باصولكم التي تنحدرون منها، هل أنتم عرب مثلنا، كم اتمنى لو تجري الآن محاكمات ثورية لنحكم بالاعدام عليكم جميعا ونبرأ امتنا من امثالكم لنجعلكم عبرة لمن تنصل من العروبة ورضخ للعدو.
شمعون بيريز، انا غضبت ايضا رغم شعور الفرح الذي اعتراني عند سماع خبر خروج روحك اللعينة، ليس لاني احبك مثل الخونة منا بل لان موتك بسلام هكذا اوجعني، تمنيت لو اجتمع العرب عليك وقتلوك بايديهم لكنا اخذنا حينها جزء من ثأرنا ولغفرت فلسطين لنا بضع من ذنوبنا بحقها.