النمر الوردي .. تفاصيل مثيرة عن العصابة التي سرقت كيم
جو 24 :
باحترافية شديدة وبطريقة تشبه أفلام هوليوود نفذ لصوص ملثمون عملية سرقة نجمة تلفزيون الواقع كيم كارديشيان واستولوا خلالها على مجوهرات تقدر قيمتها بنحو 9 ملايين دولار دون ترك أي أثر وراءهم، بعد أن غادروا مسرح الجريمة باستخدام الدراجات. الطريقة الماكرة التي نفذت بها العملية والتخطيط الدقيق أشار بأصابع الاتهام إلى عصابة النمر الوردي، فما هذه العصابة؟ ولماذا يعتقد أنها المسؤولة عن هذه الجريمة التي روعت النجمة وجذبت الاهتمام في العالم كله؟
عضو قديم في العصابة قال لموقع "ذا ديلي بيست" الأميركي إن تفاصيل عملية السطو تشبه أسلوب زملائه القدامى في عصابة "النمر الوردي". بالف بنش ستانيميروفيك هذا العضو السابق في عصابة النمر الوردي وسارق الخزائن شرح كيف ولماذا يعتقد بأن أعضاء عصابته السابقة هم الفاعلون. وهذه العصابة تمكنت من الإفلات بسرقات تربو على 357 مليون دولار أميركي من المجوهرات في سلسلة سرقات منذ عام 1984 وفقاً لتقرير لصحيفة "دايلي ميل" البريطانية.
ميراث من اللصوصية
لقد اعتاد بنش التخطيط لعمليات سرقة تنفذها عصابة YACS، التي ينتمي أعضاؤها لعدد من دول أوروبا الشرقية (يوغوسلافيا وألبانيا وكرواتيا وصربيا). وتعد هذه العصابة سلف لعصابة النمر الوردي الحالية.
في عام 1971، قام والد ستانيميروفيك ويُدعى "فويسلاف" بسرقة قطع أثرية فضية، تقدر قيمتها بحوالي 250 ألف دولار، من متحف فيزكايا بمدنية ميامي الأميركية، لتتوالى بعده السرقات على يد عصابات السطو المسلح القادمة من شرق أوروبا. يقول بنش لموقع "ذا ديلي بيست" الأميركي: "العديد من الناس لا تعرف جيداً عصابة النمر الوردي. هم يعتقدون أنها منظمة واحدة بها 400 عضو وقائد لهم".
ويدعي الناس أن زعيم هذه العصابة هو دراغان ميكيك البالغ من العمر 33 عاماً، أي في مثل عُمر كارديشيان تقريباً. وتتكون العصابة من مجرمين من البوسنة وكرواتيا وصربيا بالإضافة إلى أفراد جيش سابقين من يوغسلافيا. وفقاً للعضو السائق فقد "كان هؤلاء الأعضاء جزءاً من الجيش اليوغسلافي. لكن بعد تفككه، باتوا يعملون بالجريمة المنظمة بلا قائد" (عكس ما يشاع). وأردف قائلاً: "إذا كنت لا أزال عضواً عاملاً في عصابة النمر الوردي، سأنفذ عملياتي في مونت كارلو وباريس. لقد نفذت هذه العملية بنفس الطريقة التي كنت قد أجريها بها".
فإذا كنت المسؤول عن هذه السرقة كنت سأرتدي زي شرطي. سيدخل اثنان إلى العقار ويبقى 3 في الخارج للمراقبة. لقد غادروا المكان باستخدام درجات عادية وليست نارية وهو أمر شائع الاستخدام في باريس.
لا يقتلون
في عام 1994 اقتحم 3 رجال مقنعون فندق كارلتون بمدينة كان بينما ظل اثنان في الخارج للمراقبة. تمكنوا من الهرب وبحوزتهم مجوهرات تقدر قيمتها بحوالي 60 مليون دولار. لقد أمطروا المكان بوابل من الرصاص بأسلحتهم الآلية. لم يكن هناك أثر لهذه الطلقات. لقد كان الأمر كله تمثيلاً. هذا ما يجعل عصابة النمر الوردي مذهلة. من الصعب القبض عليهم. هم موجودون على الأرجح الآن في جزيرة إيبيزا الإسبانية برفقة نجمة تلفزيون الواقع الأميركي باريس هيلتون، حسب قوله. ويلفت بنش النظر إلى أنه ينتشر العديد من الكروات والصرب في صناعة الخدمات بباريس ومختلف أنحاء أوروبا. هم يعملون كندلاء وحراس عقارات وعمال نظافة وفي صناعة الأزياء. لذا فمن السهل على عصابة كالنمر الوردي الحصول على المعلومات. ويقول أيضاً: "لا يجرؤ أحد على القيام بعمليات سرقة من هذا النوع في باريس بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت مدينة نيس وجنوب فرنسا، ما لم يكونوا متواجدين أصلاً في باريس أو مسافرين ضمن طواقم عروض الأزياء أو كلاعبين رياضيين".
لماذا تم استهداف كارديشيان في باريس؟
يرى اللص السابق أن سبب استهداف كارديشيان أنها تتواجد بكثافة على الشبكات الاجتماعية وتحب التباهي بما تمتلكه. فهي تمتلك خاتم من الماس قيمته 4 إلى 5 ملايين دولار. تعرض كارديشيان كل هذا على مواقع التواصل الاجتماعي لذا فالجميع لديه هذه المعلومات. ويضيف: "الجميع يعلم أن كارديشيان هدف سهل تعرف العصابة الفندق لأنها أقامت فيه سابقاً عدة مرات. لقد انتظروا قدومها إلى أسبوع الموضة في باريس".
وكانت العصابة المسلحة قد قيّدت كيم كارديشيان وسرقت مجوهراتها، التي تقدر قيمتها بنحو 9 ملايين دولار بينما كانت تقيم في فندق دي بورتاليز في باريس بفرنسا. وتواجدت كارديشيان بفرنسا لحضور أسبوع موضة باريس وكانت تقيم في مبنى سكني مكون من 8 شقق، يعتاد الأثرياء الإقامة فيه.
سر هذا الاسم الغريب
حسب اللص السبق فإن اسم "النمر الوردي" التصق بالعصابة لأن أحد أفرادها كان يخفي المجوهرات في علبة كريم تماماً مثلما كان يحدث في أحد أفلام سلسلة "النمر الوردي" الفرنسية للممثل بيتر سيلرز.
واللافت أنه في الفيلم تفوق اللص بذكائه على غباء المحقق الفرنسي الذي أدى دوره الممثل بيتر سيلرز، حسب صحيفة "الديلي ميلي" البريطانية، ويبدو أن هذا ما حققته العصابة في الواقع حتى الآن.
ووفقاً لما رواه بنش لموقع "ذا ديلي بيست" فإن عصابة النمر الوردي نشأت في مدينة نيويورك الأميركية منذ وقت طويل. وتعد امتداداً لعصابة YACS. هم نفس العصابة مع تغير في الأسماء.
وجاء أعضاء عصابة YACS من يوغسلافيا وألبانيا وكرواتيا وصربيا. وقد نفذوا مئات السرقات المسلحة في مدينة نيويورك خلال تسعينيات القرن الماضي. كانوا ينفذون كل أنواع السرقات بدءاً من السطو على ماكينات الصرف الآلي، ومتاجر التجزئة، ومراكز التسوق ووصولاً إلى سرقة البنوك. وبدأت الشرطة في استهدافهم والقبض على بعض منهم في مدينة نيويورك.
ويمتلك أعضاء عصابة النمر الوردي شهادات جامعية ويتحدثون أكثر من لغة بطلاقة. وقادرون على الاندماج وادعاء أنهم من السكان المحليين. ولا تلجأ العصابة إلى استخدام العنف في عمليات سطوها.
ويقول بنش عن زملائه السابقين: "لا يتعرض أعضاء النمر الوردي للقبض لأنهم يقضون أكثر من أسبوعين لتنفيذ خطتهم ويبقون على اتصال دائم ببضعهم بعضاً. يعرفون بعضهم من الجيش أو السجون ويستهدفون المدن الثرية كدبي وطوكيو وباريس".
جرأة تماثل عصابات الأفلام
جرأة عصابة النمر الوردي صادمة ودقة تخطيطهم لجرائمهم تماثل العصابات التي تظهر في أفلام هوليود المعقدة. ورصد تقرير لصحيفة "دايلي ميل" البريطانية رصد أبرز عمليات السرقة التي نفذتها هذه العصابة منذ عام 1984. وشبكة الإجرام هذه أعضاؤها لصوص من صربيا وجمهورية الجبل الأسود (مونتي نيغرو)، وهي عصابة معروفة بتخطيطها التفصيلي واستخدامها للتنكر وعامل المفاجأة قبل التغلب على ضحاياهم دون مقاومة وباستخدام أقل قدر ممكن من العنف.
وقد تنكرت العصابة بزيّ الشرطة لاقتحام شقة كارديشيان وانتظر أعضاؤها الـ5 حتى خفّ الأمن من حول كارديشيان، كما أنهم تحدثوا بلكنة إنكليزية ثقيلة. واستهدفت العصابة ضحايا في عدة أماكن حول العالم مثل كايين وطوكيو وسنغافورة ودبي، وشبكتها واسعة تضم حوالي 200 مجرم، حسب "الديلي ميل".
أما عن خدعهم المستخدمة لاقتحام أماكن الجريمة فتضم التنكر بأزياء الغولف وسياح من هاواي وعمال ورجال شرطة، وأما عن وسائط النقل المستخدمة في الهرب فقد استعملوا كل وسيلة ممكنة من مثل الدراجات الهوائية في طوكيو وقوارب الجيت سكي في سانت تروبيه بالريفيرا الفرنسية. في عام 1984 اقتحم 3 مجرمين محل مجوهرات مدججين بأسلحتهم في فندق كارلتون بمدينة كان الفرنسية وأفرغوا الأرفف من محتوياتها الماسية ومن الأحجار الكريمة التي بلغت قيمتها حوالي 50 مليون دولار.
ولعل أحد أشهر جرائم العصابة وأكثرها جرأة كانت في مول واي فاي بدبي عام 2007 عندما اقتحموا المول بسيارتين ضخمتين هشمتا واجهة المول، ثم وثب من إحدى السيارتين رجل يرتدي بدلة غطس سوداء وقناعاً أسود، ثم رجعت السيارة بسرعة إلى الوراء لتهشم باب محل Graff Diamonds للماس.
وبمساعدة مطرقة وسلاح بيده جمع الرجل ما تسنى له من ماسات قيمتها 2.6 مليون دولار ثم انطلق مع عصابته يسابقون الريح، حيث لم تدم مدة العملية أكثر من 170 ثانية. وفي عام 2014 ألقت الشرطة الإسبانية القبض على بوركو إلينتشيك، صربي الجنسية في الـ33 من العمر، في مدينة ألكالا دي هيناريس على أطراف مدريد.
(هافنغتون بوست)