فقدان إبرة «أدريمايسين» يهدد استمرارية تقديم العلاج لمرضى السرطان
يشكل فقدان إبرة «أدريمايسين» المستخدمة في العلاج الكيماوي للسرطان من مستشفيات القطاعين العام والخاص، تهديداً لحياة مرضى يحتاجونها كدواء كل ثلاثة أسابيع.
وأقرت وزارة الصحة بعدم توفر إبرة «ادريمايسين» لعلاج مرضى السرطان في مستشفياتها، بعد أن اشتكى ذوو مرضى لــ»السبيل» نفادها من مستشفيات حكومية.
وتحدث أبو محمد المبيضين عن معاناتهم في البحث عن تلك الإبرة المفقودة في مستشفى البشير، الذي تتلقى فيه مريضتهم علاجا كيماويا لمرض سرطان أصابها.
وقال لـ»السبيل» إن دواء «ادريمايسين» اللازم لعلاج المريضة غير متوافر في البشير، ولأول مرة، منذ أسبوع تقريبا، مشيرا إلى محاولته الحصول عليه من مستشفيات الصحة الأخرى ومركز الحسين للسرطان، لكنها باءت بالفشل؛ لعدم توفره فيها.
وتباع إبرة «ادريمايسين» الواحدة في مستشفيات وزارة الصحة بـ 2.5 ديناراً، يضيف المبيضين الذي استدرك قائلا:»إن فقدانها لدى مستشفيات الصحة اضطرنا لشرائها من إحدى الصيدليات في عمّان بـ 60 ديناراً».
وعلمت «السبيل» من مصدر رسمي أن الوكيل المستورد لهذه الإبرة لم يلتزم بتوريدها لصالح وزارة الصحة.
وأكد المصدر أن وزارة الصحة ستتخذ كافة الإجراءات لضمان توفير علاج «ادريمايسين» لمرضى السرطان.
وتعطى إبرة «ادريمايسين» مخلوطة مع المادة الكيماوية التي يتعرض لها مرضى سرطان كل ثلاثة أسابيع، إلا أن فقدانها لدى مستشفيات حكومية وخاصة يمثل تهديداً لحياة المرضى في حال استمرار انقطاعها أو عدم توفر البديل اللازم لاستكمال العلاج.
واعتبر الناطق الإعلامي في وزارة الصحة حاتم الأزرعي أن نقص إبرة «ادريمايسين» مشكلة عامة، مؤكدا عدم توفرها في مستشفى البشير، لكنه نفى فقدانه في كافة مستشفيات الصحة التي تقدم العلاج لمرضى السرطان.
وقال الأزرعي لـ»السبيل» إن وزارة الصحة بالتعاون مع مستشفيات القطاعات الأخرى ستوفر إبرة «ادريمايسين» لمرضى السرطان في مستشفى البشير خلال الأيام القليلة المقبلة.
غير أن المبيضين يلفت إلى أن استمرار فقدان تلك الإبرة لدى مستشفيات الصحة، يفضي بالضرورة لعدم تلقي مريضتهم بالسرطان للعلاج الكيماوي.
وأشار إلى اضطرارهم لشراء إبرتي «ادريمايسين» من صيدلية بقيمة 120 دينارا، ولدى طلبه فاتورة بذلك رفض الصيدلاني منحه إياها.
مديرة مديرية الصيدلة في وزارة الصحة لمى الحمود، والتي تولت سابقا إدارة مديرية الدواء في المؤسسة العامة للغذاء والدواء، أكدت لـ»السبيل» أن إبرة «ادريمايسين» من ضمن أدوية المستشفيات المباعة من قبل الوكيل المستورد لها للمستشفى مباشرة، لكنها لا تباع في الصيدليات.
ولدى سؤالها عن شراء المبيضين للإبرة من إحدى الصيدليات، أشارت الحمود إلى أنها دواء مهرب، وتباع بشكل غير قانوني وبسعر باهظ الثمن، لافتة إلى مخالفة الصيدلية للقانون ببيعها هذا النوع من العلاج.
ويتفق نقيب الصيادلة الدكتور محمد العبابنة مع ما ذهبت إليه الحمود حول عدم قانونية بيع إبرة «ادريمايسين» في الصيدليات، لكنه يؤكد فقدان هذا العلاج في كافة مستشفيات المملكة.
وقال العبابنة لـ«السبيل»:»هذا العلاج لمرضى السرطان غير متوافر في مستشفيات وزارة الصحة ومركز الحسين للسرطان». السبيل