الملك وميركل يبحثان المستجدات الاقليمية والدولية
جو 24 :
أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في برلين اليوم الجمعة، مباحثات ركزت على سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، والمستجدات الإقليمية والدولية.
وفي تصريحات صحفية مشتركة، قبيل المباحثات التي جرت في مقر المستشارية الألمانية، أكد جلالة الملك حرص الأردن على تعزيز العلاقات مع ألمانيا والبناء عليها في شتى الميادين، وإدامة التنسيق والتشاور بين البلدين حيال مختلف القضايا الإقليمية، وبما يخدم المصالح المشتركة.
وفيما يلي النص الكامل لتصريحات جلالة الملك: "شكرا جزيلا فخامة المستشارة. يسعدني أن أزور برلين مجددا، وأن ألتقي مع فخامتكم، وأود أن أتقدم بالشكر لك، وللحكومة والشعب الألماني على دعمكم لبلدنا وشعبنا على مدى السنوات الماضية، وأيضاً من خلال ما تقدمتم به مؤخرا من تعهدات لمؤتمر لندن للمانحين لدعم اقتصادنا، خاصة في ظل الأعباء الهائلة التي نتحملها بسبب استضافة اللاجئين.
ففي مطلع هذا العام تقدمت ألمانيا مجددا في مؤتمر لندن بحزمة دعم سخية للأردن، الذي يحتاج دعما عاجلا لمساعدة الشباب الأردني بالإضافة إلى اللاجئين. ذلك أن 20 % من السكان هم من اللاجئين السوريين الذين يقيمون في بلدنا، كما تعرفين فخامة المستشارة ميركل. وسيكون بمقدورنا تحسين ظروف معيشة هؤلاء اللاجئين من خلال دعمكم للأردن، وبما يمكننا من المضي قدما.
وأود أن أشيد بدور بلدكم في هذا المجال، خاصة الدور القيادي الذي أظهرته ألمانيا وفخامتكم على صعيد أوروبا والمجتمع الدولي فيما يتعلق بدعم اللاجئين، ودوركم بالارتقاء بمستوى الالتزام الأخلاقي نحو قضيتهم، بالإضافة إلى جهودكم في مجال العمل الإغاثي لمساعدة اللاجئين والعالم بأسره.
ولولا الدور الألماني في هذا المجال لكان الشرق الأوسط وإفريقيا في وضع أصعب بكثير. وعليه، فإنني هنا اليوم لأشكركم على ما تقدمونه من دعم للأردن وللإقليم أيضاً.
أعلم أن فخامتكم بصدد القيام بزيارة لإفريقيا قريبا، والتحدي الرئيسي الذي يواجهنا هو اتباع منهج شمولي لمواجهة التحديات، وهو الأمر الذي لطالما دعونا إليه. فالتحديات التي نواجهها لا تنحصر بالعراق وسوريا، بل تشمل شمال إفريقيا بالإضافة إلى شرقها وغربها.
وهنا أود أن أشيد بالدور الذي تقوم به المستشارة ميركل، فهناك قلة من القادة في العالم يتعاملون مع التحديات التي تواجه أجيال الحاضر على أنها تحديات دولية. ولا أعتقد أن هناك أصواتا دولية كافية تقدر الجهد الذي تبذله المستشارة ميركل في مواجهة مثل هذه التحديات.
أتطلع قدما إلى العمل معكم فخامة المستشارة، مستفيدين من هذا الزخم الجديد وحماسكم الشديد في التصدي للتحديات التي تواجه منطقتنا والعالم بأسره. والأردن مستمر بالوقوف إلى جانب ألمانيا تقديرا لدعمكم المتواصل، ونقدر عاليا دوركم في منحنا العزم على المضي قدما. وأجدد الشكر باسمي، وباسم الوفد المرافق والشعب الأردني على جهودكم لدعم الأردن، ويسعدني كثيرا أن أزوركم مجددا في ألمانيا. فخامة المستشارة، شكراً جزيلا على ما تبذلونه من جهود".
من جانبها، رحبت المستشارة الألمانية بزيارة جلالة الملك إلى برلين، مؤكدة مواقف بلادها الداعمة للأردن لتمكينه من التعامل مع مختلف التحديات الإقليمية وتداعياتها، خصوصا ما يتصل بأزمة اللجوء السوري.
وفيما يلي تصريحات المستشارة ميركل: "يسعدني أن أرحب بجلالة الملك عبدالله الثاني، ملك الأردن، الذي يزورنا في ألمانيا. وتتضمن الزيارة تسلمه جائزة ويستفاليا للسلام غداً، وأود أن أعبر له عن أصدق مشاعر التهنئة. بالأمس كان لجلالة الملكة رانيا العبدالله كلمة في يوم الصناعة الألماني.
يسعدني أن يتاح لنا اليوم الاستمرار في محادثاتنا السياسية، وبشكل أساسي التطرق إلى وثيقة التعهدات نحو الأردن (ضمن مؤتمر المانحين في لندن)، ففي ظل الظروف الصعبة التي تحيط بالأردن واضطراره لاستضافة الكثير من اللاجئين، سنبحث كيف يستطيع الأردن التقدم اقتصاديا، وكيف بإمكان الدول الأوروبية وغيرها من دول العالم المساعدة في هذا الشأن.
تأسيسا على مؤتمر لندن للمانحين، سينصب حديثنا اليوم على كيفية تطبيق مخرجات المؤتمر. وسوف نناقش بالتفصيل القطاعات التي تم إحراز تقدم فيها، فالمزيد من الأطفال يرتادون المدارس، وهناك المزيد من فرص العمل المتاحة.
ولكن، في ضوء الحجم الكبير للاجئين السوريين، خاصة مع وجود أكثر من 700 ألف منهم، وفي ظل وضع اقتصادي داخلي صعب، فإن هذه الإجراءات تمثل خطوة أولى، وسوف ننظر في خطوات إضافية يمكن تنفيذها.
لا شك أن للوضع الإقليمي دور كبير، خصوصا المآسي الإنسانية في سوريا والعراق، وهي الدول التي تجاور الأردن، ما يظهر حجم التحدي الصعب الذي يواجهه الأردن. وبالرغم من ذلك، فإنني أعلم الجهد الكبير الذي يبذله جلالة الملك عبدالله الثاني لتحسين الظروف الاقتصادية بما يمنح الشباب الأمل، ونود أن نكون شركاء في هذا الجهد. ويسعدنا جدا أن نرحب بكم، جلالة الملك، بيننا".
وجرى، خلال المباحثات الموسعة، وبحضور كبار المسؤولين في البلدين، بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والدفاعية.
وأعرب جلالته، في هذا الصدد، عن تقديره للدعم الذي تقدمه ألمانيا لمختلف المشاريع التنموية التي تنفذها المملكة، خصوصا بعد أن أقرت الحكومة الألمانية قبل أيام تقديم مساعدات جديدة للأردن بقيمة (7ر272) مليون يورو لعام 2016.
وأشار جلالته إلى تطلع المملكة للاستفادة من الخبرات الألمانية في مجالات التدريب التقني، وإمكانية إنشاء مراكز تدريب تقنية متخصصة في عدد من محافظات المملكة، لرفد الشباب الأردني بالمهارات اللازمة لدخول سوق العمل.
وفيما يتعلق بالقضايا الملحة دوليا وإقليميا، تم استعراض جهود مختلف الأطراف الفاعلة في الحرب على الإرهاب والتصدي لعصاباته، حيث أكد جلالته ضرورة تكثيف هذه الجهود، ضمن نهج شمولي تشاركي.
وشدد الزعيمان على أهمية سرعة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، وتمكين دول الجوار، وفي مقدمتها الأردن، من التعامل مع تداعيات هذه الأزمة.
واستعرض جلالته الجهود التي تبذلها المملكة في تقديم الرعاية والخدمات للاجئين السوريين على أراضيها، وما يشكله ذلك من ضغط على مواردها وقطاعاتها الخدمية، مثمنا جلالته، في هذا الصدد، الدعم الذي تقدمه ألمانيا، ومن خلال الاتحاد الأوروبي، للاقتصاد الأردني والمساهمة في توفير فرص عمل للشباب الأردني، ولخطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية، والتعامل مع تداعيات اللجوء الناتجة عنها.
كما تطرقت المباحثات إلى التحديات التي تمر بها بعض دول المنطقة، ومنها العراق وليبيا واليمن، حيث تم التأكيد على ضرورة التوصل إلى حلول سياسية تحفظ استقرارها ووحدة أراضيها وأمن شعوبها.
وحضر المباحثات رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، والسفير الأردني في برلين، فيما حضرها عن الجانب الألماني عدد من كبار المسؤولين. بترا