2024-12-25 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

خدعة راموس الكبرى .. إعادة تعريف وظيفة المدافع!

خدعة راموس الكبرى .. إعادة تعريف وظيفة المدافع!
جو 24 :

سيرجيو راموس، ربما يكون القصة الأكثر تعقيداً في عالم الكرة بشقيها الدفاعي والهجومي، فهو يحمل أرقاماً تاريخية بالنسبة للمدافع الهداف، ويمتلك أهدافاً حاسمة تجعله جزءاً لا يتجزأ من ذاكرة وقلبريال مدريد..

من ينسى لحظة العاشرة، أو هدفي البايرن فهما من مهدا الطريق لذاك النهائي، أو هدف التقدم في الحادية عشر، ومؤخراً رأسية إنقاذ السوبر الأوروبي؟ أمر بديهي أن يربط المشجع بلاعبه ولكن تلك القصة تأخذ أعقد أشكالها بمجرد النظر إلى أداءه الدفاعي.

نعم، مثلما يملك راموس أرقاماً تهديفية قياسية، يملك أيضاً رقماً لا منازع له في عصرنا هذا بـ21 بطاقة حمراء، لا أعرف كيف يدور الحديث عن العنف فتشير أصابع الاتهام إلىبيبيوتتجاهله.

راموس يمتلك رأساً خرافياً طالما أن وظيفته التسجيل، لكن حين يتعلق الأمر بالتفكير تختلف المسألة تماماً، فقد رأينا بيبي المفترى عليه لاحقاً يرتكب بعض الأخطاء لمنع هدف محقق لا سبب له سوى أن القائد أغراه التقدم وترك موقعه خالياً وراءه، أو لأنه تمركز بشكل خاطئ كعادته.

في واقعة كاسكييرو الشهيرة، كاد بيبي أن يقتل لاعباً هذا صحيح، ولكن إن حصرنا ضحايا البرتغالي فهم قلة أمام قائمة القائد الذي لا يتورع أبداً عن الإطاحة بالخصم داخل المنطقة أو خارجها لمجرد أنه لم يستطع كبح جماح قدمه في لحظة ما، أو لأنه سبب بتمركزه أو تقدمه خطأ ما فتلك أحياناً ما تكون فكرته عن التدارك، أو لأن لاعب ما ارتكب جرم مراوغته فبالتالي لن يرحمه.

وصفة بسيطة ولكنها مريحة.. "كلنا نخطئ، حينما تخطئ اعتذر أو اصمت"، الأمر بسيط للغاية، ولكن ذلك ليس جزءاً من قاموس مَن يراه البعض -ويا للغرابة- مِن طينة المدافعين الكبار، فبعد ركلة الجزاء التي ارتكبها أمام إيطاليا، وهي بالمناسبة الرابعة له هذا الموسم في 12 مباراة فقط -على ذكر الأرقام القياسية-، لا يمكن للتبرير أن يقل سذاجة عن الفعل نفسه إن لم يزيد، لن ألومكم إن مللتم تكراري لذلك الأمر فقد مللته أنا أيضاً..

خرج راموس منفعلاً بعد المباراة يتحدث عن الانتقادات وصافرات الاستهجان قائلاً:"الفارق الوحيد بين إيطاليا وإسبانيا هو أن الجميع يصفق لك في إيطاليا لتعود لمستواك وتتناسى الخطأ لكن هنا فالجميع يطلق الصافرات ضدك!"

عام واحد فقط قد مضى، وتحديداً في سبتمبر 2015 حين انطلقت صافرات استهجان مدرجات لا روخا ضد زميله في المنتخب وغريمه في برشلونةجيرارد بيكيه، حمله راموس مسئولية تلك الصافرات ولم يرى فيها أي خطأ من الجماهير قائلاً:"كلنا نخطئ، وأنا أولهم، ويجب على شخص تحمل خطئه، ولكن باعتقادي أن تصرفات بيكيه الأخيرة لم تساعد على حل المشكلة، وبغض النظر هل نتفق مع تصرف بيكيه أم لا، المهم هو المنتخب، ويجب عدم خلق الجدل الذي قد يضر هذه المنتخب".

عظيم، الكل يخطئ وأنت أولهم، نعلم ذلك بالفعل، ويجب على كل شخص أن يتحمل مسئولية خطئه، يا للحكمة إن كنت تتبعها، هل فكرت بذلك قبل أن تهاجم الجماهير والنقاد وتعد بإخراس الألسنة؟ بتلك المناسبة كيف تفكر في إخراس الألسنة؟

دعني أخمن، هل ستسجل هدفاً ما يُنسي الجماهير ما فعلت سابقاً؟ مثل هدف فياريال الذي محى ركلة جزاء الباليه التي سبقته؟ لن ألومك إن فكرت بذلك فقد حققت المعادلة الصعبة وأقنعت الكثيرين أن وظيفة المدافع هي التسجيل وأن الدفاع نفسه ميزة ثانوية في ذلك المركز!

بالطبع لم تكن تلك هي النهاية فلا زال القائد يملك المزيد من البلة لإضفاءها على ذاك الطين بقوله:"الجميع يرتكب الأخطاء في عالم كرة القدم حتىجيانلويجي بوفوننفسه!"

يا رجل.. بوفون؟! بصرف النظر عن هزلية مقارنة مركز قلب الدفاع بحارس المرمى، هل حقاً لم تجد سوى بوفون المقبل على عامه التاسع والثلاثين ومجمل أخطاء مسيرته قد لا يتعدى ما تفعله أنت في الموسم الواحد؟ ترتكب 4 ركلات جزاء في 12 مباراة أي بمعدل قنبلة موقوتة كل 3 مباريات وتريد حقاً الدخول في مقارنة مع جيانلويجي بوفون؟ احسبوا معارككم قبل خوضها بالله عليكم..

سيرجيو راموس ليس النقاد والجماهير هم من بحاجة لمراجعة ما يقولوه عنك، بل أنت من بحاجة لمراجعة مدى صلاحيتك لمركز قلب دفاع فريقين بحجم ريال مدريد وإسبانيا بل وشارتي قيادتهما، فالقائد ليس مجرد روح وضجيج، أعتقد أن مركز الظهير الأيمن كان يليق بك أكثر بصرف النظر تماماً عن رونالدينيو فهو استثناء، وعلى الأقل فرص تدارك الهفوة على الرواق أعلى من العمق فهي لا تسفر دائماً عن انفراد.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير