أندورا تمهد الطريق لعودة رونالدو في مدريد
لم تلقِ جماهير العاصمة المدريدية بالاً بحجم االمنتخب المنافس في لقاء المنتخب البرتغالي في التصفيات المؤهلة الى كأس العالم 2018، ولم تترد في اظهار فرحتها برباعية نجم فريقها البرتغالي كريستيانو رونالدو في هذا اللقاء، فالأهداف جاءت في توقيتها المناسب، وعودة نجمها لمعانقة الشباك كانت مهمة في انتظار ما سيقدمه رونالدو في قادم الجولات مع فريقها في منافسات الليغا.
البعض قلل من شأن هذه الرباعية كونها جاءت أمام منتخب ضعيف،غير قادر على مواجهة القوة الهجومية لأبطال الكأس الاوروبية الأخيرة، الا أن الحقيقة بأن هذه الاهداف ودون النظر الى المنتخب المنافس، فقد كانت مهمة جداً للنجم البرتغالي الذي يعيش أوقات صعبة مع فريقه، في ظل صيام واضح عن التسجيل مع انتهاء الجولة السابعة منالليغا، حيث لم يتمكن من التسجيل الا في مناسبة وحيدة، وهو أمر لم تعتد عليه جماهير الميرينغي من قبل نجمها الأول وهدافها التاريخي.
نعم، فقد ظهررونالدوفي أربع مناسبات في هذه المباراة، وهو الأمر الذي لم يتمكن من القيام به في منافسات الليغا، وامام فرق متواضعة نسبياً،فالفريق الملكي خرج متعادلاً في ثلاث مواجهات على التوالي امام كل من فياريال، لاس بالماس، ايبار. وهي فرق لا تعتبر من فرق الصف الأول في الليغا الاسبانية، وعلى الرغم من ذلك فقد عجز رونالدو عن صناعة الفارق في هذه اللقاءات لينصاع وزملائه الى منطق التعادلالذي منح أتلتيكو مدريد صدارة الترتيب بفارق الأهدافوقلص الفارق مع الغريم التقليلديبرشلونةالى نقطتين.
على الرغم من كم الانتقادات التي وجهت الى النجم البرتغالي سواء من مشجعي الفريق الملكي او حتى من منافسيه، والحديث الدائر حول المستوى المتواضع الذي اظهره منذ عودته من الاصابة ومشاركته فريقه في 4 جولات من الليغا حتى الآن، الا انه وفي كل مرة يعود رونالدو ليظهر معدنه النفيس وقدرته على العودة الى مستواه وقيادة فريقه الى انتصارات مهمة في أوقات مهمة.
قد تكون بدايته في هذا الموسم هي الأسوء منذ انضمامه الىريال مدريدحيث شارك في 318 دقيقة حتى الان ولم يتمكن من تسجيل سوى هدف وحيد، في حين كان الموسم الماضي وهو الذي شهد بداية ايضاً غير موفقة للنجم البرتغالي،حيث بلغ معدل تسجيله مع انتهاء الجولة السابعة هدف في كل 126 دقيقة لعب، الا انه ومع مرور الوقت ودخول الفريق في خضم المنافسات سواء المحلية أو الاوروبية، فقد تمكن رونالدو من العودة الى مستواه وقيادة فريقه الى عديد الانتصارات،فقد تمكن من تحسين معدله التهديفي ليصل في نهاية الموسم الى هدف في كل 88 دقيقة لعب. ونافس بقوة على لقب هداف الليغا رفقة النجم الاوروغويانيلويس سواريزالذي حسمه في نهاية المطاف لصالحه.
هذه الارقام والاحصائيات تأتي لتؤكد القيمة الكبيرة للنجم البرتغالي، على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها مع فريقه ريال مدريد على وجه الخصوص، والظروف الصعبة التي يعيشها الفريق الملكي بشكل عام، فلا يمكن لنا بأي حال من الأحوال ان نشير الى الدور السلبي للنجم البرتغالي دون الحديث عن دور باقي زملائه ومستوياتهم المتراجعة في هذا الموسم، ولا يمكن لنا كذلك ان نعفي مدرب الفريق الفرنسي زين الدين زيدان من مسؤولياته تجاه الفريق وعدم قدرته على اعادته الى طريق الانتصارات مدركين تماماً بأن حجم الاصابات التي تعرض لها الفريق في الآونة الأخيرة كان لها دور كبير فيما آلت اليه الأمور.
نعود الى صلب الموضوع، وسعادة جماهير الميرينغي برباعية رونالدو في مرمى منتخبأندورافيالتصفيات الأوروبية المؤهلة الى مونديال روسيا 2018، والدور الكبير الذي قد تضطلع به هذه الرباعية في استعادة نجم الفريق كريستيانو رونالدو لقيادة الكتيبة البيضاء في قادم الجولات في الليغا.
فاللاعب النجم مهما بلغت نجوميته وموهبته، الا انه يكون في بعض الاحيان بحاجة الى استعادة ثقته بنفسه وتأكيد علاقته القوية مع الشباك، وهذا لا يتأتى الا من خلال مواجهات سهلة نسبياً وامام فرق او منتخبات متواضعة بعض الشئ، لتكون البوابة التي تساهم في استعادة المستوى والثقة ليكون كما كان دائماً الرقم الصعب في تشكيلة الفريق الملكي.
فهل تكون رباعية أندورا هي بوابة استعادة الميرينغي لنجمها الأول؟
أم يعود الى سباته في الليغا؟ ويكون زيدان هو ضحية بيريز القادمة؟