الكرة الأردنية تصطدم بالواقع الأليم بعد رحيل الجوهري
جو 24 :
منذ رحيل محمود الجوهري، وكرة القدم الأردنية تعاني الأمرين، تخبط ما بعده تخبط، وضياع في دروب مجهولة، والتشائم يسود المتابعين، فكما يقال في الأردن "الطاسة" تبدو "ضايعة".
ويسلط "" في هذا التقرير الضوء، على بعض القضايا التي لا تزال تعاني منها كرة القدم الأردنية، وتعيدها إلى الوراء من بعد تقدم.
ويتفق الكثيرون بأن كرة القدم الأردنية تعاني منذ رحيل الجوهري "المخطط الفعلي" ، فإن كثيراً من الأمور السلبية أصبحت تلازم عمل الاتحاد الأردني لكرة القدم، فالمجاملات في تشكيل اللجان، والتخبط في إصدار القرارات والتعامل مع القضايا، والإصرار على التعاقد مع مدراء فنيين وبخاصة من إنجلترا بات يثير التساؤل ويضع العديد من علامات الاستفهام وراء مسيرة الكرة الأردنية في الوقت الراهن.
الفراغ الذي تركه الجوهري برحيله، جعل الاتحاد الأردني يفتقد الخبرة في إدارة شؤونه الفنية والإدارية الخاصة بمنتخباته الوطنية وبطولاته المحلية، فضاعت البوصلة، لترتطم الكرة الأردنية بصخرة الواقع الأليم.
كان الجوهري -رحمه الله- يعمل بإخلاص وأمانة ويعيش التحدي الكبير مع النفس، سواء عندما كان مديراً فنياً للمنتخب الأردني أو حين تم تعيينه مستشاراً فنياً للاتحاد الأردني، بل وكان يخطط لكرة القدم الأردنية بتفكير عميق، كمن يكتبُ قصيدة شعر، أو كمزارع يسعى لزراعة أرض جرداء بأحدث الطرق العلمية، وبما يضمن قطف الثمار في نهاية المشوار.
لم يجد الاتحاد الأردني حتى الآن الرجل القادر على تغطية مكان ومكانة الجوهري، وإن كان البعض قد تمنى في مرحلة سابقة أن يتم التعاقد مع مواطنه حسن شحاتة أو الجزائري رابح سعدان، أو العراقي عدنان حمد أو الأردني نهاد صوقار من منطلق أن التجربة السابقة والناجحة، كشفت عن أن الخبرة العربية الوحيدة التي نجحت في دفع عجلة الكرة الأردنية إلى الأمام.
وبعد مسلسل من المد والجزر، أعلن الاتحاد الأردني عن التعاقد مع سيتورات جيلينج، وانتقدت وسائل إعلام عديدة في حينها التعاقد معه بعد مرحلة عاشت فيها كرة القدم الأردنية أسوأ حالاتها بعهد المدراء الفنيين الأجانب، من أمثال ويلكينز وبول بوت وهاري ريدناب، فجاء الاتحاد فبدلاً من أن يكحلها، تعاقد مع أجنبي جديد.
وتعرضت سياسة العمل التي انتهجها ستيورات لانتقاد الكثيرين من المدربين الأردنيين المعروفين، وبخاصة فيما يتعلق بالطريقة التي انتهجها لتعيين مدربي منتخبات الفئات العمرية، وظهر بأن عدم امتلاكه للمعرفة الكاملة عن كرة القدم الأردنية قد أوقعه بأخطاء، قد يتم تلافيها بعد نهاية كأس العالم للسيدات بحسب الأخبار المتسربة من معقل الاتحاد الأردني.
ومن المآخذ التي لازمت مشوار سيتورات، عشقه للسفر حيث يحرص على حضور مباريات المنتخب الأردني وهو يرافقه في أكثر من رحلة، وذلك ما لم يكن يفعله المرحوم محمود الجوهري الذي كان يثق بعمل المدراء الفنيين الذين يقوم بتعيينهم، ويحافظ على استقلالية عملهم ويحترمها.
أبو زمع ليس مسؤولاً
وحمّل الكثيرون أسباب تراجع نتائج المنتخب الأردني في الوقت الحالي، للمدرب الوطني عبدالله أبو زمع، وتحديداً بعد الخسارة الأخيرة أمام المنتخب المغربي للاعبين المحليين بنتيجة "1-2"، علماً أن التراجع ليس محصوراً بالمنتخب الأول، وإنما يشمل كامل منظومة كرة القدم الأردنية، وهي الحقيقة المُرة.
ولعل المتأمل للواقع بشفافية، يرى أن المنتخب الأردني يمر حالياً بمرحلة انتقالية، تتطلب اختبار قدرات اللاعبين، وبالتالي احتاج أبو زمع لعدة مباريات لاختبار قدرات نحو "50" لاعباً، قبل أن يقوم في المرحلة المقبلة بالبدء بعملية تثبيت التشكيلة، لكن البعض يحاسب أبو زمع على النتائج، ولا يُسجل له جرأته في تجربة عناصر شابة لأول مرة.
ويعرف الكثيرون بأن عملية الإحلال والتبديل تتطلب تضحية وصبراً على النتائج، فالهدف الأولي يتمثل بضرورة التوصل للتشكيلة الأكثر عطاء وقدرة على تحقيق المطلوب، وذلك لن يتحقق إلا باختبار أكبر عدد من اللاعبين، ومنح كل منهم الفرصة المناسبة لإثبات نفسه من خلال دفعه للمشاركة في المباريات الودية، في ظل أن الوقت المتاح يعطي أبو زمع الفرصة لتجربة أكبر عدد من اللاعبين ،حيث أن موعد الدور الثالث والمؤهل لكأس آسيا سيقام في شهر أذار/ مارس من العام المقبل.
ولهذا، فإن أبو زمع يستحق على ما فعله الشكر والتقدير، وليس الإنتقاد والمطالبة برحيله، فهو وافق على تسلم المهمة بظروف صعبة وقاهرة تلبية لنداء الوطن وحفظ ماء وجه الإتحاد بعد قضية البلجيكي بول بوت، ويقود حالياً تدريبات المنتخب ولا يعرف مصيره أصلاً، حيث يعمل وهو مهدد بمغادره منصبه بأي لحظة، فبالتالي المدرب يعمل وفق ظروف غير مريحة له نفسياً.
نجزم بأن لا أحد من المدربين الأجانب يوافق على العمل "المؤقت"، بإستثناء أبو زمع والمدربين الوطنيين، ولذلك فمن الإنصاف تحميل المسؤولية للإتحاد الأردني وليس لأبو زمع، فالاتحاد هو الذي يماطل في حسم مصير أبو زمع مع المنتخب الأردني، وهو من يهدر الوقت دون مبالاة أو جدية في حسم ملف الجهاز الفني للمنتخب الأردني، وهو نفسه الذي يصر على تكرار الأخطاء عبر التعاقد مع المدربين الأجانب بعقود مالية كبيرة، رغم أن التجارب برهنت حجم اخفاقهم.
ويسلط "" في هذا التقرير الضوء، على بعض القضايا التي لا تزال تعاني منها كرة القدم الأردنية، وتعيدها إلى الوراء من بعد تقدم.
ويتفق الكثيرون بأن كرة القدم الأردنية تعاني منذ رحيل الجوهري "المخطط الفعلي" ، فإن كثيراً من الأمور السلبية أصبحت تلازم عمل الاتحاد الأردني لكرة القدم، فالمجاملات في تشكيل اللجان، والتخبط في إصدار القرارات والتعامل مع القضايا، والإصرار على التعاقد مع مدراء فنيين وبخاصة من إنجلترا بات يثير التساؤل ويضع العديد من علامات الاستفهام وراء مسيرة الكرة الأردنية في الوقت الراهن.
الفراغ الذي تركه الجوهري برحيله، جعل الاتحاد الأردني يفتقد الخبرة في إدارة شؤونه الفنية والإدارية الخاصة بمنتخباته الوطنية وبطولاته المحلية، فضاعت البوصلة، لترتطم الكرة الأردنية بصخرة الواقع الأليم.
كان الجوهري -رحمه الله- يعمل بإخلاص وأمانة ويعيش التحدي الكبير مع النفس، سواء عندما كان مديراً فنياً للمنتخب الأردني أو حين تم تعيينه مستشاراً فنياً للاتحاد الأردني، بل وكان يخطط لكرة القدم الأردنية بتفكير عميق، كمن يكتبُ قصيدة شعر، أو كمزارع يسعى لزراعة أرض جرداء بأحدث الطرق العلمية، وبما يضمن قطف الثمار في نهاية المشوار.
لم يجد الاتحاد الأردني حتى الآن الرجل القادر على تغطية مكان ومكانة الجوهري، وإن كان البعض قد تمنى في مرحلة سابقة أن يتم التعاقد مع مواطنه حسن شحاتة أو الجزائري رابح سعدان، أو العراقي عدنان حمد أو الأردني نهاد صوقار من منطلق أن التجربة السابقة والناجحة، كشفت عن أن الخبرة العربية الوحيدة التي نجحت في دفع عجلة الكرة الأردنية إلى الأمام.
وبعد مسلسل من المد والجزر، أعلن الاتحاد الأردني عن التعاقد مع سيتورات جيلينج، وانتقدت وسائل إعلام عديدة في حينها التعاقد معه بعد مرحلة عاشت فيها كرة القدم الأردنية أسوأ حالاتها بعهد المدراء الفنيين الأجانب، من أمثال ويلكينز وبول بوت وهاري ريدناب، فجاء الاتحاد فبدلاً من أن يكحلها، تعاقد مع أجنبي جديد.
وتعرضت سياسة العمل التي انتهجها ستيورات لانتقاد الكثيرين من المدربين الأردنيين المعروفين، وبخاصة فيما يتعلق بالطريقة التي انتهجها لتعيين مدربي منتخبات الفئات العمرية، وظهر بأن عدم امتلاكه للمعرفة الكاملة عن كرة القدم الأردنية قد أوقعه بأخطاء، قد يتم تلافيها بعد نهاية كأس العالم للسيدات بحسب الأخبار المتسربة من معقل الاتحاد الأردني.
ومن المآخذ التي لازمت مشوار سيتورات، عشقه للسفر حيث يحرص على حضور مباريات المنتخب الأردني وهو يرافقه في أكثر من رحلة، وذلك ما لم يكن يفعله المرحوم محمود الجوهري الذي كان يثق بعمل المدراء الفنيين الذين يقوم بتعيينهم، ويحافظ على استقلالية عملهم ويحترمها.
أبو زمع ليس مسؤولاً
وحمّل الكثيرون أسباب تراجع نتائج المنتخب الأردني في الوقت الحالي، للمدرب الوطني عبدالله أبو زمع، وتحديداً بعد الخسارة الأخيرة أمام المنتخب المغربي للاعبين المحليين بنتيجة "1-2"، علماً أن التراجع ليس محصوراً بالمنتخب الأول، وإنما يشمل كامل منظومة كرة القدم الأردنية، وهي الحقيقة المُرة.
ولعل المتأمل للواقع بشفافية، يرى أن المنتخب الأردني يمر حالياً بمرحلة انتقالية، تتطلب اختبار قدرات اللاعبين، وبالتالي احتاج أبو زمع لعدة مباريات لاختبار قدرات نحو "50" لاعباً، قبل أن يقوم في المرحلة المقبلة بالبدء بعملية تثبيت التشكيلة، لكن البعض يحاسب أبو زمع على النتائج، ولا يُسجل له جرأته في تجربة عناصر شابة لأول مرة.
ويعرف الكثيرون بأن عملية الإحلال والتبديل تتطلب تضحية وصبراً على النتائج، فالهدف الأولي يتمثل بضرورة التوصل للتشكيلة الأكثر عطاء وقدرة على تحقيق المطلوب، وذلك لن يتحقق إلا باختبار أكبر عدد من اللاعبين، ومنح كل منهم الفرصة المناسبة لإثبات نفسه من خلال دفعه للمشاركة في المباريات الودية، في ظل أن الوقت المتاح يعطي أبو زمع الفرصة لتجربة أكبر عدد من اللاعبين ،حيث أن موعد الدور الثالث والمؤهل لكأس آسيا سيقام في شهر أذار/ مارس من العام المقبل.
ولهذا، فإن أبو زمع يستحق على ما فعله الشكر والتقدير، وليس الإنتقاد والمطالبة برحيله، فهو وافق على تسلم المهمة بظروف صعبة وقاهرة تلبية لنداء الوطن وحفظ ماء وجه الإتحاد بعد قضية البلجيكي بول بوت، ويقود حالياً تدريبات المنتخب ولا يعرف مصيره أصلاً، حيث يعمل وهو مهدد بمغادره منصبه بأي لحظة، فبالتالي المدرب يعمل وفق ظروف غير مريحة له نفسياً.
نجزم بأن لا أحد من المدربين الأجانب يوافق على العمل "المؤقت"، بإستثناء أبو زمع والمدربين الوطنيين، ولذلك فمن الإنصاف تحميل المسؤولية للإتحاد الأردني وليس لأبو زمع، فالاتحاد هو الذي يماطل في حسم مصير أبو زمع مع المنتخب الأردني، وهو من يهدر الوقت دون مبالاة أو جدية في حسم ملف الجهاز الفني للمنتخب الأردني، وهو نفسه الذي يصر على تكرار الأخطاء عبر التعاقد مع المدربين الأجانب بعقود مالية كبيرة، رغم أن التجارب برهنت حجم اخفاقهم.