ليست حادثة السوري المنتحر في ألمانيا فقط.. مسلسل هوملاند تنبأ بعدة وقائع حدثت في الحقيقة
جو 24 :
تم العثور على السوري جابر البكر ليل الأربعاء الماضي منتحراً في زنزانته بمدينة لايبزيغ شرق ألمانيا، بعد إلقاء 3 من مواطنيه القبض عليه وتسليمه إلى الشرطة، بعدما علموا أن ضيفهم ليس سوى واحد من أكثر المطلوبين للسلطات الأمنية في ألمانيا على خلفية اتهامه بالتحضير لاعتداء إرهابي.
هذا السيناريو كان مفاجئاً بالنسبة للكثيرين، لكن ليس بالنسبة لمشاهدي المسلسل الأميركي "هوملاند"، حيث سيلاحظون تشابهاً كبيراً بين ما حدث على أرض الواقع وبين ما عرض في الموسم الخامس من حلقات المسلسل التليفزيوني.
ويعرف عن المسلسل، الذي يحظى بمتابعة كبيرة، ويتناول قضايا الاستخبارات ومكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة والشرق الأوسط وأوروبا، أن بعض الأحداث التي تناولها في مواسمه الخمسة حتى الآن تحققت على أرض الواقع في وقت لاحق.
حبكة واقعية
وجمع موقع صحيفة "بيلد" أبرز هذه الأحداث، وعلى نحو خاص قضية "جابر البكر" التي لا تزال تتصدر عناوين الأخبار في مختلف دول العالم، كأحدث حلقات الاعتداءات التي كان من المخطط أن تستهدف ألمانيا.
وبحسب الصحيفة، كانت الحبكة في المسلسل على النحو التالي: تقوم خلية إرهابية، بين أعضائها سوريون أيضاً بالتحضير، لهجوم كبير في برلين، وكان الهدف المحتمل مطار برلين، (الفارق بين المسلسل والواقع هنا أن مطار "برلين براندنبورغ الذي جاء ذكره بالمسلسل" لم يتم افتتاحه بعد)، يتم تحضير العبوة الناسفة خارج برلين ثم جلبها إلى العاصمة، لكن الهجوم يُحبط لأن سوريين شجعان لا يريدون موت الكثير من الناس في ألمانيا يقومون بإبلاغ الشرطة.
homeland
وفي السيناريو الحقيقي أو الواقعي قام الشاب (جابر البكر) المتهم بالارتباط بتنظيم "داعش" بتحضير عبوة ناسفة باستخدام متفجرات شديدة الانفجار من نوع "تي آي تي بي" في مدينة كمنتز، وكان يحضر على ما يبدو لهجوماً على محطة القطار (كما في المسلسل) أو مطاري برلين بحسب رئيس المخابرات الداخلية الألمانية.
فرّ "البكر" من الشرطة عندما انكشف أمره وجاء للإقامة في شقة مع سوريين آخرين (تماماً كما حدث في المسلسل) في مدينة لايبزغ، وعندما عرفوا حقيقته في وقتٍ لاحق قرروا منع حدوث حمام دماء في المدينة، فقيّدوه واستدعوا الشرطة.
حوادث متشابهة
وضمن سياق المسلسل التلفزيوني عُرض في الموسمين الثالث والرابع على التوالي حدثان وتحققان أيضاً في الواقع بعد فترة، الأول في الموسم الثالث، الذي يتشابه تشابهاً كبيراً مع ما حدث في الواقع فيما يعرف بـ"الصفقة النووية الإيرانية مع الغرب". فبحسب المسلسل يتمكن عميل محنك من المخابرات الأميركية ويؤدي دوره في المسلسل "ماندي باتينكن" من تجنيد مسؤول إيراني كبير لنقل معلومات قيمة عن استراتيجية إيران في المفاوضات النووية.
وبسبب سيناريو مسلسل "هوملاند" شعر مسؤولو النظام الإيراني بالارتياب، حيث كانوا يشكون في أن تكون هذه الأحداث متعلقة باستعراض قوة خفي للحكومة الأميركية، في إشارة إلى إمكانية التغلغل في النظام الإيراني.
وفي مشهد من هذا الجزء من المسلسل، يجلس عميل سابق لوكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه" على شرفة فوق سطح بناء فيما يتناول الفطور، ويقرأ النسخة الدولية من صحيفة "نيويورك تايمز"، حيث يتصدر الغلاف عنوان: "الولايات المتحدة وإيران توصلتا لاتفاق نووي"، وكان هذا قبل قرابة عام من توصل الولايات المتحدة وإيران لاتفاق بشأن النقاط الرئيسية للاتفاق النووي في الواقع.
أما الحادث الثاني فيظهر "هنجرا" للطائرات في مكان غير معلن كما يقول جهاز الاستخبارات، ويتحضر عملاء "سي آي إيه" وقوات عسكرية خاصة لعملية في سوريا، بما في ذلك تجهيز أسلحتهم الهجومية والتزود بذخيرة إضافية، فيما يقول أحد الرجال إن لديهم وقتاً قصيرا صغيرة لتحقيق الهدف.
وتبدو الطائرات جاهزة للإقلاع. ويتوجه عميل "سي آي إيه"، بيتر كوين، الذي يلعب دوره "روبرت فريند" مع فريق من جنود النخبة لتحييد "هدف ذي قيمة عالية" في حلب، حيث يتواجد الإرهابي في مبنى مكوّن من عدة طوابق، وتتوقع قوات النخبة مقاومة عنيفة.
1
وعلى أرض الواقع تمت عملية مشابهة تقريباً في مايو/أيار من عام 2015، حين هبط فريق من القوات الأميركية الخاصة "دلتا فورس" مع عناصر شبه عسكرية من وكالة المخابرات المركزية شرق سوريا للقبض على "هدف ذي قيمة عالية" من تنظيم "داعش"، وكان الرجل المستهدف "أبوسياف" يختبئ في منزل من عدة طوابق.
وأبدى المكلفون بحمايته مقاومة عنيفة، أكثر مما كان الأميركيون يأملون أو يتوقعون، بحسب ما نقلت الصحيفة الألمانية عن مصدر مخابراتي أميركي، أوضح أيضاً أن قتل الرجل المستهدف مع حراسه وعودة عناصرهم سالمين، يظهر الدقة والحرفية التي يتم بها تنفيذ مثل هذه العمليات.
تكهن صار حقيقة
وكان الموسم الأول من "هوملاند" الذي عُرض عام 2011 تضمن تكهناً أصبح حقيقة فيما بعد، حيث يتم تحرير الجندي "نيكولاس برودي" (يلعب دوره داميان لويس) من قبضة طالبان ويعود للولايات المتحدة، وتم الاحتفاء به كبطل، لكن البعض اعتبره خائناً، عمل كعميل مزدوج.
هذا السيناريو الدرامي تحقق على أرض الواقع بعد 3 أعوام في الولايات المتحدة، حين تم تحرير الجندي بوي بيرغدال من أيدي جماعة طالبان.