وادي الكرك معلم سياحي وسلة غذاء كركية
تمثل منطقة وادي الكرك احدى أهم المعالم السياحية والأثرية في محافظة الكرك وسلة غذاء كركية على مدار العام .
وقد أكسبت الطبيعة الوادي جمالا بفضل خضرتها وزاد من روعتها نبع ماء عين سارة العذب المتدفق من السفح الغربي لمدينة الكرك، حيث الماء المتدفق حول أعمدة رومانية تشهد على فترات ذهبية تحكي فصول ماض تليد.
وتستمد منطقة الوادي شهرتها من نبع عين سارة الذي سمي باسم السيدة سارة زوجة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام التي يقول اهالي المنطقة أنها وقفت على العين وشربت منها لتنسج بعد ذلك الكثير من حكايات العشق والجمال وليصبح المكان موئلا لزوار المنطقة التواقين للراحة والاستجمام واقامة الافراح والولائم تحت أغصان اشجار الصفصاف الباسقة وعلى أنغام تساقط شلالات المياه وزقزقة العصافير وضوء القمر المتدلي من على سفح قلعة الكرك الشماء المتربعة على تلة ميشع المؤابي، ليشعر الزائر بمتعة قلَ مثيلها في مكان آخر.
ويشير المؤرخ واصف جوهرية في كتابه (القدس العثمانية في المذكرات الجوهرية ) الى اهتمام جمال باشا السفاح بهذه العين التي يصفها بأنها من اطيب ينابيع الشرق وانه قد امر بنقل مياهها إليه اينما حل خلال الحرب العالمية الاولى.
ويؤكد ان اطباء ألمان اشاروا على القائد جمال باشا استعمال ماء هذا السيل فكانت تنقل الماء ضمن اوعية خاصة تعرف (بالغناطيس) تحمل على الدواب وترسل الى المكان الذي كان يتواجد فيه طيلة مدة الحرب.
ويذكر المعمرون في المنطقة ان نبع عين سارة كان يستقطب أهالي الكرك لغسل الأصواف وتهيئتها للشباب المقبلين على الزواج، كما كانت الفتيات يترددن عليها زرافات حين زواج احداهن حيت توجد صخرة منبسطة بجانب النبع تسمى بـ "مقعد العروس" تغطيها أغصان الصفصاف يزعمون انها الصخرة التي كانت العروس تجلس عليها.
وتشكل منطقة وادي الكرك الممتدة من نبع عين سارة شرقا الى مقطع الخرزة غربا سلة غذاء لأهالي مدينة الكرك وما حولها حيث تقدر المساحات المزروعة بالأشجار المثمرة من زيتون وتين وكرمة ورمان بنحو 12 الف دونم اضافة الى ما مساحته 8 الاف دونم تزرع بالخضروات والفواكه.
وتعاني عين سارة والأعمدة الرومانية المحاذية لها حاليا من الاهمال من قبل الجهات المختلفة حيث اصبح طرفا السيل الذي يشكل متنفسا لأهالي الكرك مكرهة صحية في غياب الرقابة الصحية وانتشار الروائح الكريهة التي تسببها محطة تنقية الكرك المقامة في المنطقة. بترا