jo24_banner
jo24_banner

حكاية الشهيدة التي عادت للحياة !!

حكاية الشهيدة التي عادت للحياة !!
جو 24 : وسط أنقاض بيته المدمر بمنطقة الحشاش شمال غرب محافظة رفح جنوب قطاع غزة جلس المسن محمود الحشاش يتفقد ما تبقى من منزله، محاولاً رفع الركام الذي سقط فوق رأسه وزوجته الخمسينية التي عادت لها الحياة بعد الإعلان استشهادها داخل غرفة النوم، وابنه العشريني الذي يعاني من أمراض نفسية.

وبدا الحشاش غير مصدق ما حل بعائلته وببيته المتواضع الذي لا يتعدى 100 متر من "الزينجو" بعدما انهار بأكمله على رؤوسهم وهم نيام، عندما ضرب صاروخ من طائرة حربية إسرائيلية الأرض الفارغة الملاصقة له، إبان الحرب الأخيرة.

نجاة العائلة بأعجوبة

وفي تمام الـ11 ليلا تقريبًا من يوم الأحد 18 /11، استفاقت العائلة على صوت انفجار قوي تلاه سقوط المنزل ليخرج رب العائلة من تحت الركام، راكضًا للشارع وسط الغبار الكثيف، غير مصدق ما حدث، وبنفس الوقت لا يعلم بعد مصير زوجته ونجله.

وفجأة خرج نجله زياد (23 عامًا) الذي يعاني من اضرابات نفسية من تحت الركام لوحده مصابًا بوجهه بجرح بسيط، بعدما انهارت الغرفة، لكن جدارها النائم بجواره لم ينهار بالكامل، مما أتاح له فرصة النجاة.
واعتقد الوالد الحشاش بعدما شاهد نجله بخير أن زوجته التي كانت نائمة بجواره هي الأخرى بخير وهربت مثله لمكان أمن.

الشهادة والعودة للحياة
وبعد مرور نصف ساعة، قضاها الحشاش يتفقد أبناءه من زوجته الثانية، لم يجد زوجته الأولى صبحة بينهم، فسأل عنها وأخبروه بأن أحدا لم يرها.
عاد برفقة أقربائه وطواقم الإسعاف والدفاع المدني التي ما زالت بالمكان، للبحث عنها تحت الأنقاض، وما هي سوى دقائق حتى عثروا عليها جثة هامدة مُلطخ وجهها بالدماء، وملابسها مُقطعة بفعل الركام الذي تساقط على رأسها، دون تتحرك.
واعتقد الأطباء فور وصولها لمستشفى الشهيد أبو يوسف النجار أن صبحة قد فارقت الحياة، وبعد تفحصها جيدًا وقبل نقلها لثلاجة الموتى وإشاعة خبر استشهادها لاحظ طبيب بعض الحركة البسيطة عندها، ليتضح بأنها مازالت على قيد الحياة!.
ونقلت المواطنة الحشاش إلى مستشفى غزة الأوروبي بخان يونس، حيث اتضح للأطباء بعد أن أخضعت للعلاج بوجود انزلاق بعدد من فقرات العمود الفقري، وجروح بمختلف أنحاء الجسد، لتحول بصبيحة اليوم التالي للعلاج بمصر، ومازالت تخضع للعلاج وبانتظار تحسن حالتها لإجراء عملية جراحية في ظهرها.

وحشية بدون عقل
وبعدما شاهد الحشاش الذي اعتقل لدى الاحتلال عشرات المرات ما حل بمنزله من الدمار والخراب، والأذى الذي طال أفراد عائلته تيقن أن "إسرائيل" كانت تتصرف بوحشية وبدون عقل.
ويرثي بيته المدمر بأبياتٍ شعرية وهو جالس فوق ركامه قائلا: "بيتي قد دمر بالكامل.. فتطاول كالجبل الهائل، صعدت عليه يراودني.. رؤياك يا ولدي الذابل، شرقًا أبصرت الأقصى.. تعلو للكفر معاول، غربًا أبصرتك يافا.. يغمرها ليلاً مُتطاول، من بئر السبع هاتفني.. عن قبر جدودي مُتسائل".
"يا ولدي قد غبت طويلاً.. مالك عن نصري متثاقل، أرضيت بدنيا فانيةٍ .. أم زلزل أفكارك قاتل، أبشر يا جدي آزرني.. ربيع للعربِ تطاول، صاروخي اليوم بيميني.. وفجري من حولك هائل، سنحيل صحارينا مروجًا.. والغاصب من أرضك راحل".

ما ذنب المدنيين؟!
أما زوجة "الحشاش" الثانية روضة وابنتها اسيبة، فعلى الرغم من أن الضرر بمنزلهم المجاور كان أقل من المنزل الأول، إلا ان الضرر النفسي الذي انعكس عليهما لم يختلف، وتسبب بحالة فزع لهما، وهربهما من البيت دون أن يعيا على نفسيهما، وسط أجواء البرد القارص.
لم تعد الأم وابنتها تهنئان في بيتهما كباقي المدنيين بالعالم، بعدما استهدف منزلهم الصغير، وتيقنتا بأنه لم يعد هناك شيء أمن في القطاع، لأن العدوان الأخير وعلى مدار ثمانية أيام، أكد بأن جميع الفلسطينيين مستهدفين دون استثناء، وأي حرب قادمة سيكون ضررها أكبر بشريًا وماديًا.
ودفعهما هذا الشعور لمناشدة جميع الدول والهيئات والمؤسسات الحقوقية لتوفير الحماية لهم، وملاحقة "إسرائيل" على الجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين العزل الآمنين في بيوتهم، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وترويع الآمنين.

(السبيل)
تابعو الأردن 24 على google news