آمنة تقهر سرطان الثدي بالإرادة والعزيمة
"عليك أن لا تفكر بان مرض السرطان سينهي حياتك، فالعمر مقدر من الله سبحانه سواء أكنت مصابا بمرض السرطان او غيره" بهذه الكلمات استهلت آمنة محمد الفالح قصتها مع سرطان الثدي مضيفة: "انني قبلت مصيري لكني تعهدت بالكفاح ضد مرض السرطان بكل ما يمكنني ربي من قوة، مؤكدة ان الانسان لا يمكن ان يعرف كيف ومتى سيغادر هذه الدينا لذلك عليه مواجهة التحديات بقوة الايمان بالله سبحانه وتعالى وعزيمة وارادة قويتين ".
آمنة ام لخمسة اطفال وتسكن في منطقة بعيدة عن قرية جمحا في محافظة إربد حيث تقوم بمساعدة زوجها من اجل توفير متطلبات الحياة بتربية الاغنام والقيام ببعض الاعمال الزراعية مثل قطف الزيتون وزراعة بعض المحاصيل.
تابعت آمنة: شعرت فجأة بالم تحت الابط، ولوهلة اعتقدت ان هذا الالم ناتج عن التهاب بسيط ويمكن ان يزول بعد تناول بعض الادوية والمضادات الحيوية، وعندما تطور هذا الالم ولحظت ظهور بعض التغييرات في حجم الثدي وجلده الخارجي المصحوبة بألم شديد تحت الابط ، قررت مراجعة طبيب مختص، اذ قرر فورا اجراء اشعة الماموجرام وبعض الصور والتحليل الطبية الاضافية التي اخبرني بعدها الطبيب بانه يتوقع اصابتي بسرطان الثدي ".
وبعد العديد من الفحوصات شخص الاطباء حالة آمنة " بوجود ورم سرطاني في الثدي الايمن، اذ تروي: "اخبرني الطبيب دون مواربة انني مصاب بورم سرطاني في الثدي الايمن وانه لا مجال لإضاعة الوقت، و طلب مني مراجعة احد المستشفيات المتخصصة على وجه السرعة للبدء بعملية العلاج فورا دون تأخير ، وتم تشخيص المرض من قبل الاطباء في مرحلته الثانية".
من تلك اللحظة، بدأت رحلة معاناتي ومواجهتي مع سرطان الثدي وعلاجه، ودعم الاصدقاء لي الذين حثوني على الإيمان بالله الرحمن الرحيم والعزيمة للتغلب على هذا المرض، وذلك قبل ان يقرر الاطباء علاجي بالجلسات الكيماوية، حيث تابعت رحلة العلاج التي لم تكن سهلة بطبيعة الحال، "فقد خضعت لنحو 30 جلسة كماوية "، رافقتها معاناة وآلام.
بفرح وسعادة تقول آمنة ان يوم 5 ايار من العام الحالي كان يوم سعادة وانتصار وتأكيد لأثر قوة الايمان بقدرة الله سبحانه وتعالى والعزيمة الصادقة في هزيمة المرض ومعاناته، موضحة" ان اليوم وهذا التاريخ، كان عيد ميلادي الجديد لي، اذ عندما قرر الاطباء بناء على التقارير الطبية بأنني تعافيت تماما من المرض"، وبعد هذا التاريخ بدأت امنة حياة جديدة.
بعد هذا التاريخ احست برغبة آمنة برغبة شديدة في مساعدة مرضى السرطان، مضيفة: "بدأت ازور كل المرضى النساء اللواتي اصبن بسرطان الثدي وغيره من انواع السرطانات في قريتي جمحا لأنني أتفهم اكثر من غيري ما يشعرن به: لشحن هممهن وعزيمتهن لمواجهة هذا المرض" .
وتشدد آمنة على كل السيدات بالا يعتمدن على خبرات المرضى الآخرين في أثناء العلاج خاصة في الأعراض التي تتعرض لها المريضة أثناء مراحل العلاج الكيماوي او الإشعاعي أو الجراحي قائلة " ليس من الضروري أن تصابي بتلك الأعراض التي أصيبت بها مريضة أخرى فكل مريضة ظروفها المرضية تختلف عن الأخرى".
وتناش السيدات وبخاصة اللواتي تجاوزت اعمارهن 30 عاما باجراء الكشف المبكر عن سرطان الثدي لان هذا المرض الاكثر انتشار بين النساء في الاردن وان نسبة الشفاء منه في مراحله الاولى تتجاوز 95 المائة بحسب الاطباء الذين اشرفوا على معالجتها. (بترا)