الرجال ايضا.. يتابعون «المسلسلات التركية» !
تقول «نيفين» ان السبب الذي ادى الى نشوب شجار مؤخرا بينها وبين زوجها هو اصرار الاخير على عدم الخروج من المنزل والسبب هو متابعته لمسلسل تركي مدبلج الى العربية يبث على احد القنوات الفضائية. مداخلة نيفين هذه جاءت ردا على سؤال طرحناه من خلال هذا الاستطلاع، فيما اذا كان الرجال يتابعون المسلسلات سيما التركية والكورية المدبلجة باللغة العربية، والتي باتت تزخر بها قوائم برامج الغالبية العظمى من الفضائيات.
الزوجة اوضحت ان الزوج يتابع المسلسل التركي «ايزل»، بحيث ان المتابعة تعني ان موعد بث المسلسل وقت محجوز مسبقا لا يمكن تخطيط اي فعالية قبل او خلال بثه. وتضيف «لم يتابع زوجي اعمال درامية من قبل ولكنه تعلق بهذا المسلسل تحديدا، وهو امر طارىء وجديد، اذ طوال سنوات زواجنا لم اعهد فيه متابعا الا لمباريات كرة القدم المحلية والعالمية.
لماذا ايزل؟
الشاب الجامعي يزن سامر اوضح انه يتابع ذات المسلسل، مؤكدا انه لا يتابع على الشاشة الفضية اي من البرامج او المسلسلات الاخرى. ولماذا هذا المسلسل تحديدا قال «هناك سبب لتعلقي بهذه المسلسل وهو طريقة الكتابة والمعالجة والمواقف الدرامية غير التقليدية، التي تختلف تماما عن مسلسلاتنا العربية التي نتوقع نهايتها بعد حلقتين من بث المسلسل على ابعد تقدير». واوضح الشاب يزن ان قصة الخيانة بين الاصدقاء لربما هي اكثر ما شده الى متابعة هذا المسلسل تحديدا، منوها الى ان طريقة سرد الاحداث قد جذبت انتباهه ايضا».
النقاد ارجعوا تعلق الرجل العربي بهذا المسلسل ومتابعته تحديدا الى الطريقة التي تقدم من خلالها قصة البطل «ايزل» وهي طريقة السرد اللاتتابعي بحيث تروى الحكاية دون الالتزام بالتتابع الزمني، وهذه مدرسة جديدة عن الأعمال التلفزيونية بتركيا وايضا علينا كمشاهدين في العالم العربي. وبحسب نقاد فان القصة الأصلية للمسلسل جيدة جدا وهي مستوحاة من أحد كلاسيكيات الروايات العالمية (مونتي كريستو) للكاتب والروائي الفرنسي. (أليكسندر دوماس) وبطبيعة الحال تم تناولها في أكثر من عمل سينمائي وتلفزيوني وبين روسيا وأمريكا والعديد من الدول اللاتينية وحتى اعمال درامية عربية.
حديث في العمل
بدورها قالت سحر الناصر،ان المسلسلات التركية ومتابعتها لم تعد حكرا على النساء، بل انها تسمع زملائها في العمل يتحدثون في احداث بعض هذه المسلسلات ويتناقشون بتفاصيلها كذلك، الامر الذي يدل، وبحسب حديثها، بوضوح على ان الرجال يتابعون ايضا هذه المسلسلات. وتزيد» في مكان عملي يتناقش الشباب في احداث مسلسل هو «وادي الذئاب»، واعرف ان بعضهم تابع المسلسل منذ بدايته التي تعود لاعوام خلت وفي كامل اجزائه التي عرضت.
وادي الذئاب
وعن هذا المسلسل تحديدا قال يونس سعادة انه تابع الاجزاء كاملة، وزاد انه كان يحضر الحلقات التي لا يتمكن من متابعتها في موعد بثها،من خلال مواقع الانترنت التي تبث هذه الحلقات مسجلة. من جانبه قال ابراهيم أمجد «صاحب مقهى» أنه لا يتابع في العادة المسلسلات على اختلاف انواعها، الا ان طبيعة عمله وجلوسه في المقهى جعلت منه متابعا لهذا العمل التركي تحديدا، والسبب بحسب كلامه « هو طلب الزبائن بتحويل القناة التي تلك التي تبث هذا المسلسل، لذا اضطررت لمتابعة «وادي الذئاب»، واعجبت به واصبحت من متابعيه».
المعالجة التلفزيونية والسيناريو
وفي الوقت الذي جاء فيه مسلسل «وادي الذائاب» في المرتبة الاولى بالمسلسلات الاكثر متابعة من قبل الشباب بحسب صفحته على الفيسبوك وبمجموع 19 الف معجب من الفئة العمرية من 18 الى 24 عاما بحسب احصائيات الموقع، ارجع الناقد ظافر محمد الاعجاب الى كون المسلسل يتحدث بشكل ميلودرامي عن عالم يستهوي هذه الفئة العمرية تحديدا والرجال عموما وهي قصص المافيا. وأضاف «ان المسلسل كذلك يحوي جرعة من العنف، لا نراها عادة في مسلسلاتنا العربية، كما ان المسلسل قائم على النزاع بين العصابات وهو امر غالبا ما يشد الرجال لمتابعته».
واقعي وليس رومانسي
الاربعيني شاهر راضي أكد انه يتابع بعض وليس كل ما يبث من هذه المسلسلات، مشيرا الى انه ينجذب للمسلسل الواقعي في احداثه، ولا يتابع ما هو رومنسي
وتدور احداثه حول العلاقات فقط. وقال راضي انه تابع مسلسل وادي الذئاب، اذ شكل لديه افكارا هامة وصور احداثا بشكل مباشر وغير مسبوق عن دراما سابقة.
تابعت المسلسل مع زوجي
فريال مسنات، قالت ان تسمر زوجها امام شاشة التلفاز لمتابعة المسلسل التركي، دفع بها الى مشاطرته حضور المسلسل. وزادت «بعد المتابعة اكتشفت أهمية هذا العمل، وايقنت انه يختلف كثيرا عن الأعمال التركية الأخرى كونه يُصوّر واقعنا العربي.
احذروا!
الى ذلك دقت دراسة ناقوس الخطر في ان تهديدا موجها للعلاقات الزوجية يتسبب فيه إدمان أحد طرفي العلاقة أو كلاهما لمتابعة المسلسلات والتفاعل مع العلاقات العاطفية التي تحفل بها. الدراسة التي أجريت في معهد «ألبيون» وشارك فيها أكثر من 390 زوج وزوجة وجهت إليهم أسئلة عن مدى رضائهم عن علاقتهم العاطفية بالشريك، وعن توقّعاتهم المنتظرة من تلك العلاقة، ومدى التزامهم بها، وعن مدى تصديقهم للعلاقات التلفزيونية،ودرجة تكرار مشاهدة الحلقات التلفزيونية، كشفت نتائجها عن أن الأكثر تصديقاً للعلاقات التلفزيونية كانوا الأكثر اعتقاداً أن (تكلفة) علاقاتهم الزوجية عالية، ويعنون بهذا حرمانهم من الحرية الشخصية، ومن وقت الفراغ، أو اضطرارهم لتحمل عيوب الطرف الآخر. الدستور