سلق الدوري يضر بمستقبل كرة القدم الأردنية
جو 24 :
"الدوري القوي يفرز منتخباً قوياً"، هي المقولة التي يتداولها الخبراء في الأردن، بهدف تطوير كرة القدم الأردنية التي شهدت تراجعاً ملحوظاً، ولعل التراجع الأخير الذي أصاب منتخب النشامى بالتصنيف الدولي خير دليل على ذلك
ورغم إن الاتحاد الأردني اجتهد في وضع حد لتراجعه، إلا أن غياب الكفاءة الفنية عنه جعلته يواصل تكرار ذات الأخطاء، فبعد موسم مأساوي مضى كان الأسوأ بتاريخ الكرة الأردنية، فإن القادم قد يشهد تحسناً لكنه ليس بحجم الآمال المنشودة.
ولأن بطولة الدوري أضحت على الأبواب وهي التي تعد الأهم، فإن المتأمل لجدول مبارياتها، يتلمس جلياً حجم الضغط الكبير الذي سيقع على الفرق في ظل ضغط المباريات، وكأن الهدف من إقامتها أصبح التخلص من أهم بطولة بأسرع وقت ممكن واقامتها على طريقة "سلق البيض".
لابد من الوضع في عين الاعتبار بأن الأندية أصبحت تنفق الكثير من المال على فرقها ولاعبيها ومدربيها في عصر الاحتراف، وبالتالي ليس من المعقول أن تنفق كل ذلك لتشارك في النهاية ببطولة تقام على طريقة "سلق البيض".
كما أن بطولة الدوري تشهد تأجيلات عديدة، ورغم الوعود التي قطعت بأن أجندة البطولة ستحافظ على مواعيدها، إلا أنه تم تأجيل موعد انطلاقها أسبوعاً، لتسجل أول حالة تأجيل للبطولة قبل أن تبدأ.
وبعث الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني في جلسة جمعته مع عدد من وسائل الإعلام المحلي اليوم الأحد، برسائل اطمئنان للمهتمين بشأن كرة القدم ،حيث سيكون هنالك تغييرات على كوادر الاتحاد، ووضع برامج جديدة تهدف إلى التطور على الصعيدين الإداري والفني.
ولعل أحوج ما تكون له كرة القدم الأردنية إن أردت التطور الحقيقي فعلاً وبخاصة مع تطور البنية التحتية وتوفر الملاعب المناسبة، هو تحقيق التوازن في الاهتمام بين المنتخبات الوطنية والمسابقات المحلية على حد سواء، بحيث لا يكون الاهتمام منصباً أكثر على جهة أكثر من أخرى.
كما أن كرة القدم الأردنية افتقدت على امتداد السنوات الماضية الكثير من المواهب التي تبشر بالخير، في ظل اعتماد الأندية على اللاعب الجاهز واستقطابه من أندية أخرى على حساب اللاعب الصاعد، لتغيب المواهب الجديدة عن ملاعب الكرة الأردنية، ما يتطلب من اتحاد كرة القدم وضع استراتيجية جديدة تعالج السلبيات.
ولعل من المقترحات المهمة التي يجب أن يضعها الاتحاد الأردني على طاولة النقاش، التفكير الجدي بإشهار بطولة لفئة تحت "22" عاماً، للمحافظة على هذه المواهب الصاعدة من الاندثار، وبما يعزز من صفوف المنتخب الأردني بكم جيد من المواهب القادرة على ترجمة الطموحات التي أضحت محصورة بحلم الوصول لمونديال كأس العالم.