الطفلة لمى: أنا من سوريا.. وسأعود إليها يوماً
جو 24 :
جاءت بها عائلتها إلى تركيا وهي طفلة بذاكرة غضة توشك على طي عامها الرابع، ومنذ أيام؛ باشرت السورية "لمى" عامها التاسع بعيدة عن مدينتها الأصلية، فهي تعيش مع أسرتها في مدينة كيليس التركية.
ولا تحمل لمى من الذكريات التي عاشتها في مدينتها مارع في ريف حلب الشمالي؛ إلا وجه فاطمة، إحدى رفيقاتها التي تكبرها بنحو عامين، والتي تحرص على الاتصال بها بشكل شبه يومي عبر تطبيق "واتساب"، وتحدثها الأخيرة عن أشياء كثيرة تجهلها لمى، من بينها أن شجرة التين الشامخة في بيت جدها، والتي كن يلعبن وبنات الحارة حولها، قد تكسرت أغصانها، وأن جدتها ماتت فور إصابتها بشظايا قذيفة مدفعية.
تقول والدة لمى "دائماً ما تسألني عن منزلنا هناك، وعن أسماء رفيقاتها، وعن وقت عودتنا إلى مدينتنا، وذلك بعد كل مرة تتحدث فيها إلى فاطمة".
أما والدها فقال: "لن نعود إلى سوريا أبدا.. نحن أتراك، وعما قريب سنحصل على الجنسية التركية".
وأضاف على مسامع ابنته لـ"عربي21": "في العام الدراسي المقبل؛ ستدرسين الصف الرابع في مدرسة تركية".
وحينها؛ ارتسمت معالم الغضب على وجه لمى، وقالت بصوت ممزوج ببكاء: "أنا من سوريا، وأنت، وأمي كذلك، وسنعود إلى هناك، ولن أدرس في مدرسة تركية أبدا".
وأضافت: "أنا لا أعرف لغتهم، وأنا سورية الأصل، فلماذا أدرس في مدرسة تركية؟".
وقال والد لمى إنها نالت الدرجة الأولى في صفها الثاني، وتعلمت في المدرسة الأحرف التركية، وبعض أغاني الأتراك، ولكنها قالت غير آبهة بحديث والدها: "لم أتعلم شيئا، ومن الآن فصاعدا لن أتعلم شيئا باللغة التركية.. أريد العودة إلى سوريا".
حلم العودة
ويشاطر لمى في حلم العودة كثير من اللاجئين السوريين في تركيا، والذين يقارب عددهم 3 ملايين نسمة "أكثرهم يعيشون الفقر بكل تفاصيله، ومن يعمل منهم فإنه يعمل بصفة مؤقتة"، بحسب الباحث السوري أحمد سعيد.
وقال سعيد لـ"عربي21" إنه "عدا عن الدوافع الغريزية التي استوطنت في داخلهم؛ تقف القرارات التركية الأخيرة المتعلقة بدمج التعليم التركي بالسوري (التتريك)، والأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشها غالبيتهم؛ وراء رغبة اللاجئين الملحة بالعودة".
ولكنه رجّح بقاء عدد كبير منهم في تركيا، في حال انتهاء الحرب، وأضاف: "قد يتحول كثير من اللاجئين السوريين من لاجئي حرب إلى لاجئين اقتصاديين؛ لأنه لا يوجد في سوريا بنية اقتصادية، ولا فرص عمل، بفعل الحرب الطويلة".
وتوقع ألا يعود أصحاب الأموال من السوريين المقيمين في تركيا إلى بلادهم في السنوات القليلة المقبلة، موضحا أنهم "إنْ عادوا؛ فستكون سوريا لهم بمثابة المحطة الثانوية لاستثمارتهم، وسيحتفظون بموطئ قدم لهم في تركيا".
ولا تحمل لمى من الذكريات التي عاشتها في مدينتها مارع في ريف حلب الشمالي؛ إلا وجه فاطمة، إحدى رفيقاتها التي تكبرها بنحو عامين، والتي تحرص على الاتصال بها بشكل شبه يومي عبر تطبيق "واتساب"، وتحدثها الأخيرة عن أشياء كثيرة تجهلها لمى، من بينها أن شجرة التين الشامخة في بيت جدها، والتي كن يلعبن وبنات الحارة حولها، قد تكسرت أغصانها، وأن جدتها ماتت فور إصابتها بشظايا قذيفة مدفعية.
تقول والدة لمى "دائماً ما تسألني عن منزلنا هناك، وعن أسماء رفيقاتها، وعن وقت عودتنا إلى مدينتنا، وذلك بعد كل مرة تتحدث فيها إلى فاطمة".
أما والدها فقال: "لن نعود إلى سوريا أبدا.. نحن أتراك، وعما قريب سنحصل على الجنسية التركية".
وأضاف على مسامع ابنته لـ"عربي21": "في العام الدراسي المقبل؛ ستدرسين الصف الرابع في مدرسة تركية".
وحينها؛ ارتسمت معالم الغضب على وجه لمى، وقالت بصوت ممزوج ببكاء: "أنا من سوريا، وأنت، وأمي كذلك، وسنعود إلى هناك، ولن أدرس في مدرسة تركية أبدا".
وأضافت: "أنا لا أعرف لغتهم، وأنا سورية الأصل، فلماذا أدرس في مدرسة تركية؟".
وقال والد لمى إنها نالت الدرجة الأولى في صفها الثاني، وتعلمت في المدرسة الأحرف التركية، وبعض أغاني الأتراك، ولكنها قالت غير آبهة بحديث والدها: "لم أتعلم شيئا، ومن الآن فصاعدا لن أتعلم شيئا باللغة التركية.. أريد العودة إلى سوريا".
حلم العودة
ويشاطر لمى في حلم العودة كثير من اللاجئين السوريين في تركيا، والذين يقارب عددهم 3 ملايين نسمة "أكثرهم يعيشون الفقر بكل تفاصيله، ومن يعمل منهم فإنه يعمل بصفة مؤقتة"، بحسب الباحث السوري أحمد سعيد.
وقال سعيد لـ"عربي21" إنه "عدا عن الدوافع الغريزية التي استوطنت في داخلهم؛ تقف القرارات التركية الأخيرة المتعلقة بدمج التعليم التركي بالسوري (التتريك)، والأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشها غالبيتهم؛ وراء رغبة اللاجئين الملحة بالعودة".
ولكنه رجّح بقاء عدد كبير منهم في تركيا، في حال انتهاء الحرب، وأضاف: "قد يتحول كثير من اللاجئين السوريين من لاجئي حرب إلى لاجئين اقتصاديين؛ لأنه لا يوجد في سوريا بنية اقتصادية، ولا فرص عمل، بفعل الحرب الطويلة".
وتوقع ألا يعود أصحاب الأموال من السوريين المقيمين في تركيا إلى بلادهم في السنوات القليلة المقبلة، موضحا أنهم "إنْ عادوا؛ فستكون سوريا لهم بمثابة المحطة الثانوية لاستثمارتهم، وسيحتفظون بموطئ قدم لهم في تركيا".