كلام نقيب الجيولوجيين.. ما بين الحلم والواقع!
م. مدحت الخطيب
جو 24 :
صرح نقيب الجيولوجيين صخر النسور «ان النقابة لن تتراجع عن مطالبتها بخصوص تطبيق قرار اتحاد الجيولوجيين العرب باضافة لقب مهندس لمنتسبيها..
واضاف النسور في تصريح الى «الرأي» برغم التعميم الصادر عن وزير الأشغال سامي هلسه الذي بني على راي ديوان التشريع والراي بعدم جواز اضافة لقب مهندس للجيولوجيين ما زلنا ننتظر حكم القضاء في هذا الخلاف...
كلام نقيب الجيولوجيين يتثر الدهشه والاستهجان خصوصا بعد تعميم السيد الوزير والمنبثق عن قرارواضح لا يحمل اللبس صادر عن ديوان التشريع والراي...فبذلك الرد قضي الامر الذي كنا فيه نستفتي من قبل......لن ادخل في التفصيل العلمي والعملي و الفرق بين طالب الهندسة وطالب العلوم...من حيث عدد الساعات والمساقات التي يحتاجها كل منهم...فهذا الامر لا يخفى على احد....ولي في رده هذا قولان...
اولا.....ان اعادة طرح الموضوع من جديد وبهذه الطريقة خصوصا بعد قرار وزير الاشغال المستند الى الحقائق العلمية والعملية والقانونية ....يرشدنا كنقابيين بان الامر قد خرج عن موضوع الاعتماد القانوني والعلمي... وتحول الى جدلي لن ياتي باي جديد... فما هو الا مجرد ذر الرماد في العيون ولن يتعدى الامر اكثر من ذلك... هو تهدئة للاعصاب من قبل النقيب للجيلوجيين للتخلص من الضغوطات التي فرضها على نفسه بسبب الوعود التي قطعها من قبل.....وقد يكون من باب استرضاء الهيئة العامة للنقابة..فهم على اعتاب انتخابات نقابية يأمل نقيب الجيولوجيين ان يعاد انتخابه من جديد.....
وثانيهما.... لم تلجأ نقابة المهندسين الى القضاء الا بعد ان ضرب نقيب الجيولوجيين بعرض الحائط كل القوانين والاعراف النقابية.. فعن اي قضاء يتحدث الان... وما هي طريقة الاحتكام للقانون من وجهة نظره ...الم يتسرع نقيب الجيولوجيين في اصدار بطاقات عضوية تحمل لقب مهندس جيولوجي قبل البت في القرار من قبل القضاء الاردني ..وهذا مخالف للقانون... الم يستنجد بقرار اتحاد الجيلوجيين العرب فكيف يلجأ الان للقضاء الاردني ما دام لا يقبل بحكم ديوان التشريع ..والراي ...
في الختام ولكي نطوي هذه الصفحة..أقول أثبتت لي الحياة أن الألقاب لا تجدي نفعاً ...فهي لا ترفع شان ولا تنقص قدر ..فكل مخلوق في مكانه قنطار ان احسن رعاية نفسه وهذبها وعلمها فلو كانت الالقاب تباع وتهدى الى الغير لوهبناها لكم بكل سرور..
اختم مقالي بقول ان الناس من حولنا صنفان:صنف يعيش وكل همه البحث عن( المكان ): الالقاب من الزعامة والصدارة والرئاسة والسلطة بشتى الوسائل , وصنف آخر غايته البحث عن ( المكانة ) عند الله وعند الناس. و شتان بين المكانة و المكان في أدبيات الأحرار من أبناء المجتمع الواحد... .
سُئل الصحفي المصري الشهير محمد حسنين هيكل: هل تشعر بالحزن لخروجك من جريدة الأهرام هذا المنصب الكبير والقريب من دائرة النفوذ والسلطة؟! فردّ بقوله: " تستطيع السلطة( مانحة الالقاب ) أن تمنحك مكانًا، ولكنها لا تستطيع أن تمنحك مكانة".وهذا صحيح...
اتمنى على نقيب الجيولوجيين المحترم ان يتفهم الموضوع على حقيقته وان يسعى الى تطوير العمل المهني والنقابي للاخوة الجيلوجيين.. فهم لبنة اساسية و ركيزة في بناء الوطن والمحافظة عليه ... لهم منا كل الاحترام والتقدير...
* الكاتب عضو مجلس شعبة هندسة المناجم والتعدين والهندسة الجيولوجية والبترول-نقابة المهندسين الأردنيين