عاصفة "الإهانة".. كونتي أم مورينيو؟
حين كانت النتيجة 4-0 لفريق تشيلسي، كان ستامفورد بريدج يضج بأصوات جماهير مانشستر يونايتد،لم يُعجب هذا كونتي (هو لم يعتد على هذا الأمر في يوفنتوس) ركض إلى جماهيره وطلب منهم التصفيق، التصفيق لأداء فريقهم المذهل في المواجهة الكبرى ولم يدم تصفيقهم سوى دقيقتين، وقال بعد المباراة: "لم أكن أسمع سوى أصوات جماهير مانشستر يونايتد والنتيجة كانت تقدمنا 4-0".
جملة كونتي في المؤتمر الصحفي جاءت بعدما توجه إليه مورينيو بالقول بعد المباراة"أن تطلب من جمهورك التصفيق والنتيجة 4-0، هي إهانة".انتهت المباراة وهبت عاصفة "umiliazione" (الإهانة كما لفظها مورينيو بالإيطالية عند حديثه مع كونتي). لكن أين تكمن الإهانة فيما حدث.
بعيداً عن لياقات المدربين، يمكننا البحث هنا في إهانتين حقيقيتين: الأولى شعر بها كانتي، أما الثاني فشعرت بها جماهير مانشستر يونايتد.
الإهانة الأولى هي جمهور تشيلسي،فالسؤال الكبير كيف يمكن لفريق يقدم مثل هذا الأداء أن يبقى جمهوره صامتاً خافتاً وكأن لا شيء يحدث في أرض الملعب؟ كيف يمكن للطرب الذي قدمه كونتي ألا يجعل الجماهير ترقص حتى الدقيقة تسعين مع لاعبيها وتترك المسرح لجماهير يونايتد تغني عن بطولاتها العشرين؟كيف يمكن للروح التي يملكها كونتي ألا تنتشر في أجواء ستامفورد بريدج. نعم شعر كونتي بخطأ ما وهو ما دفعه للقيام بكل هذه الحركات طالباً من الجمهور أن يصفق.شعر كونتي أنه طُعن من الجمهور أمام العالم، أراد أن يقول للاعبيه أن ما تقومون به صحيح وممتع ومميز، حتى لو كان صوت الجماهير الذي يصدح هو صوت جمهور "مانشستر يونايتد".
الإهانة الثانية كانت من مورينيو إلى جماهير مانشستر يونايتد،فالاصوات التي كان تشجع الفريق في ستامفورد بريدج استحقت أداء أفضل من الذي قدمه مورينيو. فمن المؤكد أن هذه الأصوات كانت تغني غضباً وتنفس ما يملأ قلبها من حزن. ما قدمه مورينيو لم يكن عادياً، هو أسوأ أداء للفريق منذ زمن بعيد والخيارات التكتيكية للمباراة كانت غير مبررة، حيث أنها كانت مبنية على ما فعله مورينيو أمام ليفربول وهدف إلى اللعب بأسلوب دفاعي لا يليق بقيمة مانشستر يونايتد.
تستحق الجماهير التي بقيت تصفق للاعبين طيلة 90 دقيقة ما هو أكبر من ذلك، فبعيداً عن مورينيو وإهانته الكبيرة لليونايتد وقبلها أمام ليفربول، بعيداً عن هذه الطريقة المقززة بالتفكير والتكتيك التي يجب أن تشكل صفعة الأمس عاملاً أساسياً بتغييرها.بعيداً عن كل هذا الحزن الذي خيم على شمال غرب انكلترا بالأمس، وبعيداً عن عيون السير أليكس التي كان يحاول ضبط إيقاعها في المنصة.