شائعة رحيل البلتاجي.. انعكاس لرغبة شعبية ظاهرة وليست امرا واقعا
جو 24 :
كتب محرر الشؤون المحلية - هناك في مهنتنا من يحاول احيانا ان لا يفكر -عن سبق اصرار وترصد- وفق الوقائع الموضوعية العنيدة التي امامه، وهي ذات الوقائع والشخوص الذين يتمنى بعضنا كما يتمنى الناس ان تتغير وتتبدل، لا بل يتمنون -مجازا- ان تنشق الارض وتبتلعهم الواحد تلو الاخرى او جميعهم دفعة واحدة ،فيلجأ في حالات من هذا النوع الى ما يسمى بالتفكير الرغائبي(Wishful Thinking)، وهو عكس رغبته وما يشتهي او عكس رغبة الناس وما يشتهون في المواد الصحفية بعيدا عن الوقائع والحقائق وميكانزمات اتخاذ القرار،عل ذلك يساهم بطريقة او باخرى بدفع صانع القرار الى الالتفات لموقف الشارع وامانيهم وتوقعاتهم ،وهذا غالبا لا يؤتي أكله..
نعرف ان عملية تعيين المسؤولين في بلادنا لا تخضع غالبا لاي اسس ،ولا يحكمها اي منطق ،وهي عملية لا يمكنك حتى ان تتوقع اي نمط لها او تسلسل او ترابط ،فالاسماء تنزل علينا دون اي سياق وعلينا ان "نتشلقب” معهم ،حتى يأتي قرار اقالتهم وتعيين اخرين بذات الشكل والالية والطريقة.
يستكثرون علينا - والحالة هذه - ان نحلم ،ان ننشر ما يفكر به الناس ويرغبون -ونحن لسنا بطبيعة الحال مع نشر هذه الامنيات على شكل خبر وشائعة والاكتفاء في وضعها بسياق المطالبات والامنيات - .
شائعة رحيل عقل بلتاجي التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي بالامس ليست اكثر من انعكاس لتوقعات الناس غير المبنية على اشارات وتسريبات ووقائع ،ولكنها رغبة لا اكثر ولا اقل حولها البعض بشكل غير حرفي الى خبر صحفي.
اما الكارثة التي تضع مئات علامات الاستفهام حول وسائل الاعلام التي نشرت هذه الشائعة ،انها اخذت تروج لخيارات بائسة لخلافة البلتاجي ،الامر الذي دفع البعض للقول بانه خبر موجه ومفبرك لخدمة هؤلاء الاشخاص الذين يتمنون ان يعودوا للمشهد في هذا الموقع الهام .
البلتاجي سيتغير حتما ،ولكننا لا نعرف اذا كان البديل (القادم) خيرا من سابقه؟ دعونا ننتظر ونرى..