2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

سمير سمرين...مذيع لغة الإشارة على الجزيرة يروي أصعب لحظات العمل

سمير سمرين...مذيع لغة الإشارة على الجزيرة يروي أصعب لحظات العمل
جو 24 :
لا يزال مذيع لغة الإشارة في قناة الجزيرة، سمير سمرين، يتذكر الموقف الصعب، الذي تعرض له قبل سنوات عدة، حينما كان يقدم نشرة الأخبار، وانقطع الصوت فجأة، وغاب معه قارئ الشاشة، فاضطر إلى إكمال نشرة الصم على عاتقه.

يقول سمرين عن هذه القصة: "كانت النشرة الإخبارية تبث من استديو، ونشرة لغة الإشارة تبث من استديو آخر، كنت وزميلي المذيع جميل عازر على الهواء، فانقطع الصوت، واختفى قارئ الشاشة معه، لكن لحسن الحظ، أن مخارج الحروف لدى الأستاذ جميل عازر واضحة".

وأضاف: "كنت متابعا للخبر مسبقا، فاستطعت قراءة شفاه المذيع جميل عازر، مدة 40 ثانية، وهي أطول 40 ثانية مرت علي خلال عملي كمذيع للغة الإشارة، حيث استعفتني القدرة اللغوية المتقنة والهادئة ومخارج الحروف الواضحة لديه، على تجاوز هذا المأزق".

لا تختلف نشرة لغة الإشارة، التي يقدمها سمير سمرين، مع زميليه المذيعين ناجي زكارنة ومحمد البنعلي، عن النشرة التي يقدمها زميلهما المذيع الناطق، فالتحضير الجيد للنشرة، ومتابعة الأخبار، قبل ساعات من الظهور على الشاشة، أمر لا مفر منه، وفي هذا الصدد يقول سمرين:"نشرة الأخبار للصم لا تختلف عن النشرة التي تعد لغير الصم، فالمذيع الناطق يقدم النشرة الإخبارية، ونحن نذيع بلغة الإشارة ما يقدمه من أخبار، يقوم بإعدادها فريق كامل، من غرفة الأخبار وبمعرفة رئيس التحرير".


النشرة بلغة الاشارة
يعزو سمرين عدم بث نشرة الأخبار بلغة الإشارة كاملة إلى أسباب فنية بالدرجة الأولى، فنشرة الحادية عشرة، على شاشة "الجزيرة"، تحتوي على موجز اقتصادي، ومن الناحية الفنية هناك صعوبة في الانتقال من مذيع إلى مذيع، والأمر الآخر، أن الحد الأقصى لمذيع لغة الإشارة، ليترجم بتركيز عال، لا يتجاوز 15 دقيقة، لما يبذله من جهد ذهني وعضلي، وهو يرى أن هذه المدة الزمنية مناسبة جدا من ناحية فنية وتقنية، وتسمح بعرض أبرز الأخبار بطريقة ممتازة، مؤكداً أن قصر الفترة الزمنية لا يشكل مشكلة للصم، وأن بإمكانهم تتبع الأخبار من خلال شبكة الإنترنت.

أعداد الصم

تقدر أعداد الصم في العالم العربي، حسب إحصاءات الاتحاد العربي للصم عام 2012، نحو 12 مليون أصم وضعيف سمع، وهي إحصائية لا يعتقد مذيع لغة الإشارة، سمير سمرين، أنها دقيقة، حيث ينتقد قلة الاهتمام بهذه الشريحة العريضة في العديد من الدول العربية، ويقول: "الحاجة الاجتماعية لمترجمي لغة الإشارة، لا تزال ملحة في العديد من المجالات، فنحن نحتاجهم في المستشفيات وفي أقسام الشرطة وفي مختلف مرافق الدولة، وهو ما لا يتوفر في معظم دول العالم العربي إلا باستثناءات قليلة".

ويضيف: "لا يوجد اعتراف إلا في دول قليلة، منها قطر، بمهنة مترجم لغة الإشارة، كما لا يوجد فيها مسمى وظيفي (مترجم لغة الإشارة)، في حين أنه في اليابان مثلاً عُقد أول مؤتمر لمترجمي لغة الإشارة عام 1967 من القرن الماضي، وفي المقابل لا يتجاوز عدد مترجمي لغة الإشارة في العالم العربي الـ 300 مترجم لنحو 16 مليون أًصم، بمن فيهم المترجمون العاملون في محطات التلفزيون".

مراحل تطور النشرة
يرى سمرين أن "قناة الجزيرة" نجحت في تطوير نشرة الأخبار للغة الإشارة من حيث الشكل، إذ أنتج فريق الإبداع فيها " الشكل المفرغ"، وهو ما سمح بالحركة لمذيع لغة الإشارة، وأوجد انسجاما مع الشاشة ووفر صورة واضحة واستماعا جيد من خلال العين، حيث تساعد الصورة في إيصال المعلومة واضحة للأصم. وقد قامت العديد من القنوات، بنقل تجربة "الجزيرة" وتطبيقها في نشراتها الموجهة للصم.

ويفضل سمرين الصورة الصغيرة لمذيع لغة الإشارة على الشاشة عوضا عن الصورة الكبيرة، وهو الشكل الذي تقدم به بعض المحطات المحلية نشرة لغة الإشارة لمتابعيها من الصم، ويقول: "إن التقنيات المستخدمة الآن في البث التلفزيوني، توفر صورة فائقة الوضوح، كما أن مذيع لغة الإشارة يعتمد على الصورة في تقديم الأخبار، والأصم إنسان بصري، والصورة تعني له الكثير".


الخبر العاجل
وعن الكيفية التي يتعامل بها مذيع لغة الإشارة مع الخبر العاجل أو البث المباشر، يقول: "إنها مهمة مشتركة بين المذيع الناطق ومذيع لغة الإشارة، فالمذيع الناطق يختار الألفاظ، ونحن نوصل لمتابعينا المعنى والدلالة، وما يجب أن يفهم هنا، لا نقوم بالترجمة الحرفية، فالترجمة الإشارية والمنطوقة لا يمكن أن تتطابق، وقواعد وتركيب وبنية الجملة الإشارية تختلف عن قواعد اللغة العربية المنطوقة".

وحول اختلاف اللغات واللهجات بين منطقة وأخرى وبلد وآخر، وكيفية التعامل مع ذلك بلغة الإشارة، يقول سمرين: "يعتقد البعض أن لغة الإشارة لغة موحدة، والصحيح أنها ليست موحدة، شأنها شأن كل اللغات وكما في اللغة العربية لهجات، لغة الإشارة أيضا لديها لهجات، ففي شمال أفريقيا مثلا، في تونس والمغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا، وبحكم قربهم من فرنسا، تتأثر لغة الإشارة عندهم باللغة الإشارية الفرنسية، ولديهم مصطلحات إشارية فرنسية، بحكم الاختلاط وتلاقح اللغات".

ويضيف: "ما يميز نشرة لغة الإشارة في قناة (الجزيرة) أنها تتحدث باللغة الإشارية العربية الموحدة، اللغة الإشارية الفصحى، والتي يفهمها الجميع، وهي موحدة بنسبة 80 في المائة، وكافية لإيصال المعلومات والأخبار لكل مشاهدينا".

لغة "الجزيرة"
تعد قناة "الجزيرة" أول محطة فضائية عربية تقدم خدمة نشرات إخبارية بلغة الإشارة، فقد خلقت ثورة في مجال الاهتمام بهذه اللغة، وسلطت الأضواء على فئة كانت مهمشة، ولم يقتصر دورها على تقديم الأخبار بلغة الإشارة، بل أتاحت الفرصة للصم للتعبير عن أنفسهم وطرح قضاياهم واحتياجاتهم من خلال شاشتها. ويفخر سمرين بأن قناة "الجزيرة" أول محطة على مستوى العالم، استضافت وتستضيف ضيوفاً من الصم عبر الأقمار الصناعية.

ويرى أن قناة "الجزيرة" نجحت في تحقيق التواصل مع هذه الفئة المهمشة عربيا، بدليل نسب المشاهدة العالية لنشراتها بلغة الإشارة، ونجحت أيضا في تحقيق التواصل بين الصم أنفسهم، ويقول بهذا الصدد: "أينما ذهبنا في مختلف الأقطار العربية يرحبون بنا ويطالبوننا بالمزيد، وآخر تجربة لي كانت خلال سفري إلى موريتانيا، حيث فوجئت بأن الصم يتواصلون بما يسمونه هم (لغة الجزيرة)، كونهم يدرسون في العديد من الدول الأفريقية وليس لديهم لغة محلية موحدة، والمدرسة الوحيدة عندهم كانت تستخدم لغة الإشارة الأميركية، لأن أول دورة تلقوها كانت على أيدي خبراء من أميركا".


والتحق سمرين بقناة "الجزيرة" عام 2002، بعد أن تقدمت الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، باقتراح للقناة بضرورة استحداث خدمة الأخبار بلغة الإشارة، فكان رد الجزيرة بأننا مع الإنسان ويهمنا أن تُقدَّم هذه الخدمة على شاشتنا، حيث تم التواصل معه للعمل، الذي يرى فيه تحقيقا لحلم أن يصل فيه إلى جميع الصم، ويقدم خدمة لهم هي من حقهم.

مشاهد العنف
وعن الكيفية التي نقل وينقل بها مذيع لغة الإشارة، سمير سمرين، مشاهد العنف والموت في العالم العربي، يقول: "نحن نتعامل مع الأخبار بمهنية، ومذيع لغة الإشارة مثله مثل المذيع الناطق وأي إعلامي، لا يجوز أن يظهر انتماءاته السياسية أو ميوله الشخصية خلال إذاعته الأخبار".

ويتابع: "لكننا نبقى بشراً، ولا بد من أن نتأثر، مثلا مشاهد العدوان الإسرائيلي على غزة كانت تدمي قلبي وتؤلمني لدرجة كبيرة لا أستطيع معها تمالك نفسي للتعامل بمهنية مطلقة مع هذه المشاهد، وفي لحظات كنت لا أستطيع فيها أن أقوم بالترجمة، فأترك المجال للصورة أن تتحدث، وأقول لمتابعي، شاهدوا الصورة!!"-(العربي الجديد)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير