ارتفاع اسعار الغذاء العالمية وتذبذب بالاسعار المحلية
أظهرت بيانات الإحصاءات العامة الأردنية والبنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" خلال الربع الأول من العام الحالي أن نمو متوسط أسعار الغذاء المحلية ارتفعت عن العالمية مقارنة بالربع ذاته من العام الماضي، حيث بلغ الفارق بين نمو متوسط أسعار الغذاء المحلية حسب الرقم القياسي لأسعار المستهلك ومؤشر متوسط السلع الغذائية العالمية 32% ، فيما بلغ فارق النمو مقارنة بمؤشر أسعار الغذاء العالمية للـ "فاو" نسبة 9,1% .
أما بالمقارنة بالربع الأخير من العام الماضي، فقد خالف نمو متوسط الأسعار الغذاء المحلية الأسعار العالمية، ونما بشكل اقل من العالمية، حيث بلغ الفارق مقارنة بمؤشر متوسط أسعار الغذاء العالمية الخاص بالبنك الدولي بنسبة 2%، فيما بلغ فارق النمو مقارنة بمؤشر "فاو" نسبة 2,1%.
وكشفت البيانات عن اتجاه صعودي لمتوسط أسعار الغذاء العالمية بشكل عام، فيما سيطرت حالة التذبذب على متوسط أسعار الغذاء حسب الرقم القياسي التراكمي لأسعار المستهلك.
وأوضحت بيانات الإحصاءات العامة ارتفاع الرقم القياسي التراكمي لأسعار الغذاء للمستهلك خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة بذات الربع من العام الماضي بنسبة 3,8%، فيما ارتفعت مقارنة بالربع الذي سبقه بنسبة 1%.
وأضافت البيانات أن متوسط أسعار الحبوب انخفض خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 2,3% مقارنة بالربع ذاته من العام الماضي، فيما ارتفع متوسط أسعار اللحوم والدواجن بنسبة 8% خلال الربع الأول من العام 2012 مقارنة بنفس الربع من العام الماضي، في حين بلغ ارتفاع متوسط أسعار الألبان ومنتجاتها والبيض خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة بذات الربع من العام الماضي نسبة 15,5%.
اما عن متوسط اسعار الزيوت فقد ارتفعت نسبة 3,8% خلال الربع الأول من العام 2012 مقارنة بنفس الربع من العام 2011، فيما انخفض متوسط أسعار الفواكة بنسبة 4,5% خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة بنفس الربع من العام الماضي، وانخفض أيضا متوسط أسعار الخضراوات نسبة 13,5% لذات الفترة، في حين ارتفع متوسط أسعار السكر بنسبة 5,1% خلال الربع الأول من العام 2012 مقارنة بنفس الربع من العام 2011.
ويلاحظ في بيانات الإحصاءات، أن الأهمية النسبية للتبغ والسجائر مازالت تحتل المرتبة الرابعة ضمن مجموعة الغذاء ، حيث بلغت اهميتها النسبية ضمن هذه المجموعة 10%، وقد حقق متوسط اسعار نموا خلال الربع الأول من العام 2012 مقارنة بنفس الربع من العام الماضي نسبة 1%.
وأشار بيانات دائرة الإحصاءات إلى ارتفاع متوسط أسعار الغذاء المستهلك بنسبة 3.4% لشهر آذار 2012 مقارنة بنفس الشهر من عام 2011، ومن أبرز المجموعات السلعية التي ساهمت في هذا الارتفاع كل من مجموعة "الألبان ومنتجاتها والبيض" بنسبة 17.2%، ومجموعة "اللحوم والدواجن" بنسبة 5.6%.
في حين انخفضت أسعار المجموعات السلعية التالية: مجموعة "الخضروات" بنسبة 10.5%، ومجموعة "الفواكه" بنسبة 7.8%، ومجموعة "الحبوب ومنتجاتها" بنسبة 1.7%.
وعلى المستوى الشهري، ارتفع متوسط أسعار الغذاء للمستهلك لشهر آذار 2012 بنسبة 1.3% مقارنة مع شهر شباط الذي سبقه، بعدما ارتفعت أسعار مجموعة "الخضروات" بنسبة 8.5%، ومجموعة "الفواكه" التي ارتفعت أسعارها بنسبة 4.2%، ومجموعة "الألبان ومنتجاتها والبيض" التي ارتفعت أسعارها بنسبة 1.8%.
اما عن أبرز المجموعات السلعية التي انخفضت أسعارها فضمت مجموعة "اللحوم والدواجن" بنسبة 1.6%، ومجموعة "الاسماك ومنتجات البحر" بنسبة 1%.
هذا على مستوى الاسعار المحلية، اما على صعيد العالمية فقد اظهر مؤشر اسعار السلع الذي يصدره البنك الدولي تراجع مؤشر اسعار السلع الغذائية العالمية خلال الربع الاول من العام 2012 بنحو 28.2% مقارنة بالربع ذاته من العام الماضي، فيما استقر المؤشر رغم الارتفاع الطفيف الذي لامسه مقارنة بالربع الرابع من العام الماضي، حيث بلغت النسبة 3%.
واوضحت بيانات المؤشر انخفاض متوسط اسعار الزيوت والدهون خلال الربع الاول بنسبة 31.6% مقارنة بذات الربع من العام 2011 مقابل استقرار متوسط الزيوت مقارنة بالربع الذي سبقه، فيما انخفض متوسط اسعار الحبوب خلال الربع الاول من العام 2012 بنسبة 22.5% مقارنة بالربع الاول من العام الماضي مقابل استقراره مقارنة بالربع الرابع من العام 2011، اما عن بقية السلع الغذائية فانخفض متوسط اسعارها خلال الربع الاول من العام 2012 بنسبة 28.6% مقارنة بذات الربع من العام الماضي مقابل استقراره مقارنة بالربع الاخير من العام الماضي.
اما على المستوى الشهري، فأشارت البيانات الى ارتفاع طفيف لامس متوسط اسعار الغذاء خلال شهر اذار مقارنة بشهر شباط بلغت نسبته 2.9%، جاء ذلك نتيجة ارتفاع متوسط اسعار الزيوت والدهون خلال اذار الماضي مقارنة بشباط الماضي بنسبة 4.9%، وارتفاع متوسط اسعر الحبوب خلال الشهر الماضي مقارنة بالشهر الذي سبقه بنسبة 1.3%، اضافة الى ارتفاع متوسط اسعار باقي السلع الغذائية خلال اذار الماضي مقارنة بالشهر الذي سبقه بنسبة 1.5%.
ومن جانبها، بينت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «FAO» ان متوسط اسعار الغذاء ضمن المؤشر العام لها خلال الربع الاول من 2012 تراجع بنسبة 5,3% مقارنة بذات الربع من العام الماضي ، لكنه ارتفع بنسبة 3,1% مقارنة بالربع الاخير من العام الماضي، محافظا بهذا على الاتجاه الصعودي لاسعار الغذاء.
وبينت فاو انه لم يطرأ أي تغيير على أسعار المواد الغذائية العالمية في غضون آذار 2012 مقارنة بمستويات شباط، حيث بلغ المتوسط العام لمؤشر المنظمة «فاو» 216 نقطة في آذار بعدما سجل 215 نقطة في شباط.
ومن بين شتى المجموعات السلعية، عكست أسعار الزيوت وحدها بعض الارتفاع بينما تراجعت أسعار الألبان.
وبلغ متوسط مؤشر المنظمة «فاو» لأسعار الحبوب 227 نقطة في آذار، إذ سجلت أسعار الذرة بعض الزيادة بدفع من تراجع المخزونات وتعزُّز أسواق فول الصويا. وفي الوقت ذاته، ظلت أسعار القمح بلا تغيير مع استمرار وفرة الأرصدة، في حين عادت أسعار الأرز إلى الانتعاش نسبياً إثر عدة أشهر من الانخفاض المتواصل، نظراّ إلى الارتفاع الكبير في كميات المشتريات من جانب الصين ونيجيريا.
وكشف مؤشر المنظمة «فاو» لأسعار الزيوت والدهون عن ارتفاع في آذار إلى 245 نقطة، أي بما يزيد بمقدار 6 نقاط أو 2.5% عن مستواه في شباط، سواء كاستجابة لحركة الأسواق إزاء بوادر التأزّم خلال عام 2011 / 2012 أو نتيجة لضعف النمو في الإنتاج العالمي من زيت النخيل، ومحدودية الصادرات المتاحة من زيت الصويا، وهبوط إنتاج زيت بذور اللفت... وقد ساهمت هذه العوامل معاً في دفع حركة ارتفاع أسعار الزيوت على الساحة التجارية الدولية.
وسجل متوسط مؤشر المنظـمة «فاو» لأسعار اللحوم 178 نقطة في آذار فيما يعكس ارتفاعاً طفيفاً عن الشهر السابق، وعزز ذلك ارتفاع هامشي في سعر اللحم البقري وإن ظلّ ذلك أعلى مستوى يسجل لها من قبل.
وطرأت بعض الزيادة على أسعار لحوم الخنزير والخراف، بينما تراجعت الأسعار قليلاً في حالة الدواجن وسط تباطؤ الطلب على الاستيراد وفي حالة إمدادات التصدير الكبيرة عموماً. وكمعدل عام، سجلت أسعار اللحوم في الربع الأول من العام ارتفاعاً بنسبة 3.5% عن نفس الفترة من السنة الماضية.
وفي تلك الأثناء بلغ متوسط مؤشر المنظـمة «فاو» لأسعار الألبان 197 نقطة في آذار ، أي انخفض بمقدار 5 نقاط أو 2.5% عن شباط مسجلاً بذلك المستوى الأدنى منذ آب 2010.
وأظهرت جميع منتجات الألبان ضعفاً خلال الشهر الماضي، وخصوصاً الزبد ومسحوق الحليب المنزوع الدسم والمجبنات الكاملة الدسم. ومنذ وصولها إلى أرقام قياسية في آذار 2011، أخذت أسعار الألبان عموماً منحى الانخفاض، أيضاً مع تزايد إمدادات العرض من بلدان إقليم المحيط الهندي، وأوروبا، وأمريكا الشمالية. وكنتيجة لذلك فأن الأسعار خلال الربع الأول جاءت 12% أقل في عام 2012 عن مستواها في السنة الماضية.
على صعيد آخر، ثبت متوسط مؤشر المنظـمة «فاو» لأسعار السكر عند 342 نقطة خلال نفس الشهر، وبقي بلا تغيير عن مستواه لشهر شباط، حتى وإن ظل 30 نقطة أو 8% دون مستواه خلال آذار 2011.
ويذكر أخيرا، وطبقا للتقرير الاخير الصادر عن منظمة «فاو» ، انه رغم الهبوط في إنتاج القمح المتوقع خلال عام 2012، والمقدر بحوالي 690 مليون طن، والذي يقل بمقدار 1.4% عن الرقم القياسي المسجل في عام 2011، الا انه من المنتظر أن تتجاوز إمدادات القمح لعام 2012 / 2013 الاحتياجات المتوقعة نظرا إلى ضخامة الأرصدة، يضاف الى ذلك وفرة امدادات الأرز لعام 2012 / 2013، عقب سنوات من الإنتاج القياسي الذي عزز مستويات الأرصدة المتاحة.الراي