ماذا يحصل عندما يختار أهلك زوجةً لك؟
جو 24 :
تتدخّل الأسرة عادةً في حياة الأولاد الشخصية، وتصل درجة التدخل الى ابداء الرأي في خياراتهم العاطفية، وبالأخص الاقدام على التدخل في تفاصيل الزواج ومحاولة اختيار الشريك المناسب لهم. فهل في هذه الخطوة ايجابية مرجوّة؟ لا شك في ان الاجابة على هذا السؤال سلبية.
ـ الخيار المبني على الضغوطات العائلية يدمّر علاقتك بأسرتك مع الوقت: قد تكون العائلة هي السبب او الدافع او المشجع الذي يفتح الابواب امامك للزواج، من خلال دعمك مادياً ومعنوياً. لا شك في ان ذلك يحفّزك للاقدام على خطوةٍ جريئة كهذه. لكن تأكد أن خيارك في هذا الاطار سيكون خاطئاً، وان كنت لا تؤمن بمبدأ الحب كمعيارٍ للاقدام على هذه الخطوة. ذلك لأن قرارك لم ينجم عن قناعة شخصية. وفي حال غياب المحفزات او الدعم الذي نلته في هذا الاطار، او في حال ساءت العلاقة بينك وبين الشريك، قد ينجم ذلك عن تفكك في العلاقة مع اسرتك كخطوة اولى، وتحميلهم مسؤولية ما يجري كونهم العامل الاساسي الذي ساهم في زواجك. مفاد الأمر ان لا تربط مطلقاً بين حياتك الشخصية وحياتك العائلية. ربما يمكنك الاعتماد على اسرتك في الحصول على نصائح معيّنة من قبلهم لها علاقة بمؤسسة الزواج ، لكن بعد أن تكون قد اتخذت قراراً صريحاً باللجوء الى هذه الخطوة واخترت الشريك المناسب بنفسك.
ـ علاقة الزوجة بالأسرة تختلف عن علاقتها بزوجها: فقد تلجأ الأسرة عادةً الى اختيار زوجة مسالمة ومطيعة يمكن لها أن تتعايش بسهولة مع ذوي زوجها. الا ان هذا المعيار الذي يهم العائلة، لا يهمك شخصياً، خصوصاً في حال لم تجد ضرورة للتخالط الدائم بين اسرتك وزوجتك. في حين ان اكثر ما يهمك في هذا الاطار هو الاقتناع الذاتي بانها هي الفتاة التي تريد الزواج منها. ولا يمكن ان ينجم اقتناعك هذا عن فكرة مفادها انك تضمن علاقة جيدة بين اسرتك وزوجتك.
ـ خيار الأهل مبني على قناعاتهم الشخصية التي قد تتعارض مع قناعتك: حتى وان قرّرت بنفسك الاقدام على خطوة الزواج، لكن لا تنسَ ان عليك بنفسك اختيار الشريك المناسب دون اللجوء الى اي آراء خارجية، خصوصاً ان نظرة أهلك الى الموضوع مختلفة تماماً عن نظرتك الشخصية. ويعود السبب في التناقضات التي تظهر في هذا الاطار، الى اختلاف النظرة الى مفهوم الزواج بين الطرفين. فأهلك ينظرون عادةً الى هذا الخيار على انه قرارٌ سهل، تكمن الغاية منه في استمراية العائلة، وبالتالي فإن اكثر ما يهمهم في زوجتك هو انجاب الأطفال. فيما تتخطى نظرتك الى هذا الخطوة تلك الحدود الضيقة لتشمل جوانب اوسع كالطباع الشخصية للشريك والاقتناع الكامل بصورتها كزوجة لك، إضافة إلى الظروف المهنية والاجتماعية، والظروف الخاصة التي تحيط بالزوجة.