رزان المغربي: لبناني سُرق مني
جو 24 :
رزان المغربي صاحبة الوجه المُشرق هي أيضاً صاحبة العقل الرزين والقلب المُحبّ. بعد برنامجها الناجح "الحياة حلوة" على قناة "الحياة"، تقدّم حالياً "ضربة حظ" على المحطة نفسها. هي تحضر إلى لبنان مرّتين في الشهر لتمضي الوقت مع ابنها "رام"، عرفنا بوجودها فاستغلّلنا الفرصة وكان هذا الحديث.
■ تزورين لبنان ثمّ تعودين إلى مصر من دون أن يعرف أحد بوجودك!
- أحياناً أتعمّد ذلك.
■ كي نشتاق إليكِ أكثر؟
- (تضحك) أنا أشتاق كثيراً إلى لبنان. لكني بتّ أشعر أخيراً أنّ وجودي في لبنان يقتصر على أن أكون أمّاً! وأنا أسعى إلى أن أعيش أمومتي حتّى الذروة، فلا أريد لأيّ شيء أن يأخذ مني وقتي مع ابني. قد أقوم باستثناء لإنجاز بعض الأمور الضرورية جداً، لكن ليس الواجبات الاجتماعية.
■ ألا تخافين أن يتّهمك البعض بالتكبّر؟
- أعرف أنّني مقصّرة مع الأصدقاء، ومقصّرة مع الصحافة ومع مَن يدعونني الى المشاركة في برامج أو مقابلات تلفزيونية، لكني لا أستطيع أن أفعل خلاف ذلك حالياً. في كلّ مرّة يكون عليّ أن أختار بين تمضية الوقت مع ابني أو صرفه على أي أمر آخر، أختار ابني!
■ هل ذلك نابع من شعورٍ بالتقصير تجاه ابنك؟
- حتّى الأمهات اللواتي يمضين وقتهنّ كلّه مع أولادهن يشعرن بالتقصير، فكيف أنا؟ أضطر إلى السفر كي أعمل، وفي كلّ مرّة أشعر بالتعب، أعزّي نفسي بأنّني أبني مستقبلاً لابني، وأقدّم أعمالاً تجعله يفتخر بأمّه حين يكبر.
■ ألا تستطيعين أن تبني مستقبلاً لك ولابنك هنا كما يفعل معظم الإعلاميين والإعلاميات؟
- لم يُعرَض عليّ في لبنان ما يلبّي طموحي المهني. صار الجوّ العام، ويا للأسف، يوحي بمستوى سطحي، رغم وجود أكثر من برنامج له مكانته. لكن القلّة النافرة تصبغ الأكثرية الرصينة، فصوت التَنَك أعلى من صوت الذهب. أنا في مصر غالباً ما أدافع عن صورة لبنان التي يراها كثيرون بطريقة مغلوطة بسبب بعض الحالات الخاصّة التي تؤثّر في الصورة العامّة، سواء في ذلك صورة المرأة، أو الرجل، أو عرض الأزياء أو الإعلام أو التمثيل أو السياسة أو الصحافة...
■ إذاً لا تعملين في الخارج لأنّ المحطّات التلفزيونية في لبنان بالكاد تدفع الأجور، وبعضها يتأخّر أشهراً؟
- وهل تظنّ أنّ الوضع في مصر أفضل بكثير؟ إيّاك أن تظنّ أنّ المحطات العربية تدفع الملايين. أحبّ أن أقدّم برنامجاً ينطلق من وطني ويكون مشاهدوه الأساسيون أبناء وطني.
■ هل من محطة مفضّلة تحبّين أن تطلّي عبر شاشتها؟
- بصراحة عيني على شاشة الـ"أم تي في". أحبّ صورتها ونمطها، أشعر بأنّها تشبهني.
■ أخبرينا عن "ضربة حظ".
- بصراحةٍ، كنت أريد أن أتابع موسماً ثالثاً من "الحياة حلوة" بعد نجاح الموسمين الأولين، وتساءلتُ: لماذا نغيّر برنامجاً ناجحاً لا يزال مرغوباً من المشاهدين؟ لكن إدارة قناة "الحياة" ارتأت الانتقال إلى برنامج آخر، فكنت قلقة وأشعر بأنّ نسبة المشاهدين قد تتراجع. لكن بعد الحلقة الأولى، اتّصلوا بي من الإدارة كي يبرهنوا لي أنّه لم يكن ثمة مبرر لقلقي، وأنّ المشاهدين أحبّوا البرنامج.
■ كيف تتعاملين مع وسائل التواصل الاجتماعي؟
- إنّها كالقصاص! لا أحبّها، لكنّي أعرف أنّي إن لم أستعملها سأصبح خارج الزمن. أحاول استثمارها من أجل تسهيل عملي.
■ لافتة جداً صراحتك وعفويتك...
- هذه أنا، عفوية حتّى أمام الكاميرا، لكنّ الأضواء تفرض عليك أموراً لا تريدها. فما إن تُطفأ الأضواء حتّى أنزع الماكياج وأكون على طبيعتي.
■ لكنّ عيون الناس كاميرات وأضواء. فهل تستطيعين أن تكوني على طبيعتك في الشارع؟
- لن أسمح بأن تكون الشهرة سجناً لي، وخصوصاً ليس الآن! فأنا حين دخلت الإعلام في الخامسة عشرة من عمري حافظت على ثبات قدميّ على الأرض، فهل أترك الشهرة تسيّرني اليوم بعد كلّ هذه السنوات؟
■ ألا تتعرضين للانتقاد لأنّك لا تتصرفين مثل "نجمة"؟
- بلى، كثيراً! مثلا، أنا أحبّ تناول المنقوشة كلّما أتيت إلى لبنان، فيقول لي المقرّبون إنّ الناس سيظنّون أنّي آكلها من باب التوفير، وأن ذلك "مش كلاس"! في الصيف أخذت ابني إلى شاطئ الرملة البيضاء، أردته أن يلعب على الرمال وأن يلتقي الناس من كلّ الطبقات. ألم أكن أستطيع أن آخذه إلى أغلى مسبح في لبنان؟ لكني أقوم بما يريحني، ببساطة.
■ هل تشعرين بأنّك غريبة عن السائد؟
- أنا أردّد دائماً: "لبناني قد سُرِق منّي"! صحيح أنّ هناك بعض الذين يشبهونني، لكن هؤلاء صاروا زائرين في البلد، أشبه بسيّاح!
■ ما سبب اختلافك عن "النجمات" العاديات؟
- (تبتسم) أعتقد أنّي حين وصلتُ إلى النجومية في صغري، في محطّة الـ"أم بي سي" في لندن، حظيتُ بتوازنٍ سليم "فلم تكبر الخسّة في رأسي". كنت أدخل إلى التلفزيون وأُعامَل مثل "نجمة مكسّرة الأرض بنسبة المشاهدين العالية"، ثمّ أخرج من المحطّة فأعود إنسانة عادية تستقلّ الباص لتعود إلى بيتها.