jo24_banner
jo24_banner

شومان تحتفي بكتاب تاريخ المرأة الفلسطينية في عهد الانتداب البريطاني

شومان تحتفي بكتاب  تاريخ المرأة الفلسطينية في عهد الانتداب البريطاني
جو 24 :
أكدت الكاتبة حنان عسلي شهابي، أن التاريخ والمؤرخين قصروا في إعطاء المرأة الفلسطينية حقها من الاهتمام خلال فترة الانتداب البريطاني، لافتة إلى أن المؤرخين تتبعوا "تاريخ الرجل الفلسطيني ولم يكن للمرأة فيه نصيب يذكر".
وبينت، خلال حفل إشهار كتابها "المرأة الفلسطينية في عهد الانتداب البريطاني"، في منتدى عبد الحميد شومان أول من أمس، وشارك كل من د. حنان إبراهيم ود. إبراهيم عثمان، وقدمهم وأدار الحوار د. أمين محمود، أن هذا الإهمال هو ما دفعها إلى العمل على متابعة نشاطات المرأة الفلسطينية وتسجيلها، والعودة إلى روايات المرأة وتجاربها لتوثيقها، حتى لا يضيع جزء مهم من تاريخ فلسطين.
واستعرضت شهابي العوامل التي ساهمت بالتغيير في فلسطين في بداية القرن العشرين، وأهمها، النهضة الثقافية في مصر التي تجلت بالدعوة إلى تحرير المرأة و تعليمها، إضافة إلى دور الإرساليات الأوروبية في إحداث التغيير، ما أدى إلى بروز بوادر نهضة نسائية في المدن في مجالات متعددة وعلى مختلف الأصعدة الاجتماعية والتعليمية والثقافية والسياسية وغيرها، وظهرت نساء عظيمات جديرات بالتقدير والاعجاب.
وبينت أن تأليف الجمعيات النسائية كان أول بوادر تحرك المرأة، حيث بدأت في الظهورفي مطلع القرن العشرين، لافتة إلى أن أول جمعية خيرية نسائية ظهرت في عكا العام 1903وهي جمعية " إغاثة المسكين الاورثودكسية" برئاسة نبيهة منسى.
واستعرضت شهابي أسماء العديد من النساء اللواتي شاركن في تأسيس الجمعيات وكان لهن الفضل في استمرارها ونجاحها، ومنهن زليخة الشهابي واديل عازر وعندليب العمد وكاترين سكسك وعصام الحسيني وغيرهن. كما لفتت إلى أول مؤتمر نسائي فلسطيني عقد في 26 تشرين الأول (أكتوبر) العام 1929 في منزل طرب عبد الهادي، والذي دعا إلى إنشاء حكومة وحدة وطنية والاحتجاج على وعد بلفور والهجرة اليهودية، مؤشراعلى دخول المرأة الى المعترك السياسي.
وتتبع الباحثة تاريخ ظهور الجمعيات النسائية، كان أولها جمعية النساء العربيات التي أعلنت متيل مغنم ولاتها.
وأكدت على الدور المهم للمرأة الريفية في مقاومة الانجليز، مثل تمكين الثوار من الاندماج في سكان الريف، والمشاركة في المقاومة المسلحة والتدريب على استعمال السلاح، والتبرع بالمال وحماية الثوار وتخبئتهم وامدادهم بالسلاح بعد تهريبه لهم بطرق شتى.
وقالت شهابي، إنه وفي تلك الفترة المبكرة، كان هناك عدد لا بأس به من الفتيات يتحمل عناء السفر ليلتحق بالمدارس في المدن الكبيرة، لافتة إلى أن الانجليز قصروا تقصيرا واضحا في بناء المؤسسات التعليمية والمدارس، وكانت الامية بين البنات في العام 1937 حوالي 93%، إلا ان عددا من الارساليات الأجنبية قام بفتح العديد من المدارس للبنات. وبدأ أيضا بناء المدارس الوطنية الخاصة التي ساهمت في تعليم البنات. واخذ الفلسطينيون يدركون أهمية التعليم بالنسبة للبنات حتى ان بعض الإباء الريفيين كانوا يبعثون بناتهم الى المدارس الأجنبية في المدن، إضافة إلى إسهامات علماء الدين في تعليم بناتهم بشكل خاص.
واستعرضت الباحثة البوادر الأولى لخروج المرأة الفلسطينية إلى العمل، مشكلة بذلك إنجازا كبيرا في تعزيز مكانتها الاجتماعية والاقتصادية، ومدافعة عن حقها في تكوين شخصية مستقلة بعيدا عن تأثير العائلة، ما ساهم في بروز مهن نسائية عديدة، إضافة إلى ظهور حركة ثقافية تمثلت بالنوادي الأدبية، والفرق المسرحية، فضلا عن مشاركة المرأة في الصحافة.
من جهتها، أكدت د. حنان إبراهيم،أن الكتاب يشكل مرجعا معلوماتيا مهما حول خصوصية النهضة النسائية في فلسطين من حيث نشأتها وكفاحها ومنجزاتها ورائداتها والمعوقات التي اعترضت طريقها.
وأضافت أن الكتاب يحفز على إجراء المزيد من الدراسات التي تهدف الى التقصي والتحليل لربط الماضي بالحاضر ولفهم الحاضر على ضوء الماضي، مؤكدة أن النجاحات والاخفاقات الراهنة، سواء في الحركات التحررية للاوطان او التحررية للنساء، لا يمكن فهمها وسبر غورها الا من خلال فهم سيرة هذه الحركات وما قدمته وما لم تقدمه عبر تاريح تطورها والذي لا ينفصل عن السياق
وقالت إن الكتاب يثير الشهية للقيام بدراسات مقارنة جادة ما بين الحركة النسوية في فلسطين ومسيرتها الثقافية والاجتماعية والسياسية ومسيرة غيرها من الحركات النسوية في عدد من البلدان العربية، لرصد أوجه الشبه والاختلاف.
وبينتأن الكاتبة شعرت بمسؤولية تجاه توثيق موضوع يجب توثيقه، خوفا من النسيان والضياع، وأنها لم تغفل عن أهمية الربط ما بين تاريخ المقاومة النسائي في فلسطين والنهضة الفكرية النسوية وكيف أن كلا منهما كان يعزز الاخر بشكلمباشر أو غير مباشر.
بدوره، أكد د. إبراهيم عثمانعلى أهمية الكتاب كونه يتناول النشاطات النسائية في فلسطين في عهد الانتداب البريطاني مؤكداً على أن الكاتبة شملت في وصفها جميع المجالات الحياتية للمرأة ولم تقع في خطأ التعميم حيث فصلت الفئات من ريفي لمدني لذلك كان وصفها افضل من الذين لجؤوا إلى التعميم في وصفهم.
وحول الشخصيات التي تناولتها الكاتبة قال د. عثمان:" ابرز الكتاب العقلية المتفتحة للنساء في تلك الفترة بعكس العقلية المتحجرة التي نراها في الوقت الحالي في العديد من النساء.
ومن الجدير بالذكر أن مؤسسة عبد الحميد شومان أسسها ويمولها البنك العربي منذ عام 1978 وأطلق عليها اسم مؤسس البنك، لتكون مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي، الأدب والفنون، الإبتكار المجتمعي.
 
  • شومان تحتفي بكتاب  تاريخ المرأة الفلسطينية في عهد الانتداب البريطاني
  • شومان تحتفي بكتاب  تاريخ المرأة الفلسطينية في عهد الانتداب البريطاني
  • شومان تحتفي بكتاب  تاريخ المرأة الفلسطينية في عهد الانتداب البريطاني
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير