2024-05-14 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

سمير الرفاعي ..المشخصاتي الماهر!

سمير الرفاعي ..المشخصاتي الماهر!
جو 24 :
كتب المحرر السياسي - اذا قال لك احدهم ان بلادنا تواجه جملة من التحديات الداخلية والخارجية، وأخذ يتلو على رأسك هذه التحديات الواحدة تلو الاخرى، فمن الاوضاع السياسية والامنية في دول الجوار الى ضعف الواقع العربي وتبدل سلم اولوياته، والتطورات المقلقة في الملف الفلسطيني، وتهديدات الجماعات الارهابية المتطرفة التي تتحرك على تخوم دولتنا، وصولا الى التحدي الاقتصادي الداخلي وواقع المالية العامة وتراجع الاستثمار، وتراجع دور الطبقة الوسطى وقدرتها على البقاء، وتزعزع الشعور لدى المواطنين بالعدالة الاجتماعية والتنموية وخصوصا بالمحافظات.

ثم يشرع بفوقية واستذة -في غير محلها- بوضع توصيات فضفاضة وعناوين عامة، وقواعد اقتصادية نظرية لا يختلف عليها اثنان، وذلك دون ان يقدم حلولا عملية وصيغا واقعية نستطيع من خلالها رسم خارطة طريق لتذليل هذه التحديات وتجاوز الازمات التي اسهب في شرحها، على نحو يضاعف من جرعات القلق والخوف على اقتصادنا ومستقبلنا واستقرار دولتنا. فبماذا تجيب المتحدث كائنا من كان؟ أظنك ستقول له: يا أخي "  اللي فينا مكفينا، احنا ناقصينك"، فإما ان تقدم لنا حلولا ناجعة، ووصفات تنهي معاناتنا، أو أعرنا سكوتك، فالحالة لا تحتمل مزيدا من التباكي واللطم.

هذا بالضبط ما فعله رئيس الوزراء الاسبق سمير الرفاعي في الكلمة التي ألقاها في كلية الدراسات الدولية في الجامعة الاردنية، فلقد اوجع رؤوس الحضور بتشخيص يعرفونه ونعرفه جميعا للتحديات الخارجية والداخلية التي تواجه صناع القرار في بلادنا، ولكنه ورغم الوقت الطويل الذي استهلكه في خطبته العصماء، لم يقدم  حلا واحدا، ولم يقترح ولا صيغة واحدة للخروج من دائرة الخوف الآخذة بالاتساع والتي وصفها بمهارة ودقة متناهية.

من منا لا يعرف أن على حكومتنا ان توقف فورا عملية تدفق وتسرب اللاجئين باتجاه الاردن ووقف تسللهم من المخيمات الى المحافظات؟

من منا لا يدرك ان ازدياد المديونية المقلق في السنوات الثلاث الماضية والتي وصلت الى ١٩ مليار دينار ،ستتسبب في تجاوز الحدود الامنة للدين العام ،وعدم قدرة الاردن على الاستمرار في تمويل عجز الموازنة المستقبلي من موارد جديدة وبشروط ميسرة او تفضيلية ؟

من منا لا يطالب الحكومة بتحفيز النشاط الاقتصادي وزيادة الاستثمار وبذل جهود حثيثة وغير تقليدية مع الدول المانحة لشطب الديون وسدادها باي طريقة ممكنة ؟

من منا لم يتثبت من بؤس اللجوء الى الخيارات التقليدية (رفع الرسوم والضرائب)، والتي ستؤدي في المدى المتوسط الى المزيد من المشكلات وستكون لها اثار عكسية كارثية من بينها تسرب الاستثمارات الى الخارج، وتعميق الازمة الاقتصادية ، وتقويض الطبقة الوسطى؟

ألم تكن تنمية المحافظات وفق خطة وطنية شاملة ،مطلبا شعبيا منذ نشوء الدولة،ما الجديد اليوم ؟ وما الفائدة من تذكيرنا بما يشكل هاجسا وحلما نتمنى ان يتحقق ؟
 

هل نحن مستعدون لما بعد المنحة الخليجية ؟سؤال طرحه الرفاعي ولكنه لم يقدم الالية التي يمكن معها ان نتعاطى مع هذا التحدي الكبير!

من منا لا يعرف ان البطالة هي العقبة الكؤود التي تحتاج الى مشاريع رأسمالية كبيرة تستوعب العدد الكبير من الخريجين سنويا ،والاعداد المتعاظمة من العاطلين عن العمل ؟

المطلوب في هذه المرحلة الحرجة دولة الرئيس ليس مشخصاتية، فنحن نعيش هذه الازمات، نحس بها على جلودنا ،ونحاول ان نتعايش مع اثارها الصعبة، ولكن يبدو فعلا اننا قوم مولعون بالكلام فقط، وهذا لن يحل مشكلة ،لا بل على العكس ،فعندما يصدر هذا الكلام من رئيس وزراء اسبق فانه يضاعف من حالة الخوف والقلق وقد يتسبب في هروب المستثمرين وخروج العملة الصعبة ،ورفض تشغيل الارصدة والمدخرات ،فهل هذا الثمن الذي علينا ان ندفعه لمناكفات سياسية الغاية منها العودة الى سدة السلطة؟

صحيح ان الحكومة عاجزة تماما ،وفريقها الاقتصادي يعيد انتاج الفشل تلو الاخر ، ولكننا نظن انها مدركة للتحديات جيدا، لذلك نقول بان ما تحتاجه فعلا هو وصفات وحلول وصيغ قابلة للتنفيذ .

نحن هنا لسنا بصدد انتقاد الرفاعي انتصارا لخصومه السياسيين الذين نظن انهم فشلوا في كل شئ ،فعلى الاقل نجح الرفاعي ابان ترأسه للحكومة في تخفيض المديونية ،ولكنهم اثناء وجودهم في السلطة كانوا جزءا رئيسا من المشكلة وكان ديدنهم  بيع مقدرات الدولة واصولها الثابتة . 
 
تابعو الأردن 24 على google news