تربويون لجو24: خطاب الثقة صادم.. ولا مؤشرات على الارتقاء بالتعليم والتعليم العالي
جو 24 :
مالك عبيدات - شكّل خطاب الثقة الذي ألقاه رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي صدمة لدى التربويين الذين كانوا ينتظرون بلهفة اعلان الرئيس خطة للارتقاء بقطاع التعليم كاملا بما فيه التعليم العالي والمهني.
واستغرب التربويون أن يختصر الرئيس الملقي حديثه في هذا القطاع الحيوي والحساس على فقرات قليلة لا تتضمن أية رؤية واضحة للنهوض بالقطاع رغم النكسات الكثيرة التي تعرض لها خلال السنوات السابقة.
السعودي: خطاب مكرر
وفي هذا السياق، يؤكد وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور فايز السعودي على أن خطاب الثقة لم يحمل أي جديد فيما يتعلق بالقطاع التعليمي، وهو مكرر ومستنسخ لخطابات سابقة لم يجرِ تطبيقها، كما أن الملقي يبدو غير جادّ في تنفيذها أيضا حيث أنه لم يتحدث عن الاجراءات التي سيقوم بها في هذا المجال.
وأضاف السعودي لـجو24 إن الحديث عن اصلاح التعليم لا ينعكس -وبكلّ أسف- على أرض الواقع ويبقى حبرا على ورق، فلا الخطط تنفّذ ولا البرامج تطبّق، وأكبر دليل على ذلك هي المناهج الجديدة التي أعيدت صياغتها بطرق تقليدية ولم تضم المحتوى المناسب والمؤثر على عقول الطلبة لتعطي مخرجات سليمة.
وانتقد السعودي نظرة الحكومات بشكل عام إلى التعليم واعتباره مثل أي خدمة تقدّم للمواطنين، رغم أنه في الأصل سبيل لبناء الانسان منتمٍ وواع وقادر على النهوض بمجتمعه وبلاده، مشددا على ضرورة إيلاء التعليم مزيدا من الأهمية واعتبار هذا القطاع على رأس الأولويات.
أبو غزلة: البيان أغفل كثيرا من التفاصيل
ومن جانبه اتفق الخبير التربوي ومدير ادارة التخطيط السابق في وزارة التربية، الدكتور محمد أبو غزلة، مع الوزير السعودي بقوله إن عناصر الخطاب مكررة ولم يجرِ عليها أي تطوير أو تحديث منذ خطاب الثقة الذي تقدم به رئيس الوزراء السابق الدكتور عبدالله النسور.
وأضاف أبو غزلة لـجو24 إن مطلب تطوير المناهج التربوية والعملية التعليمية بشكل عام هو موضع توافق بين جميع التربويين، إلا أن ما شهدته المناهج مؤخرا هو اجتثاث للقيم من المناهج وليس تطويرا، لافتا إلى قول الرئيس بأن الحكومة لن تتراجع أبدا عمّا بدأته.
ولفت أبو غزلة إلى أن تأهيل المعلمين لا يكون من خلال الاكاديميات فقط، وإنما من خلال الارتقاء بالغرفة الصفية نفسها وعقد دورات متخصصة من قبل الوزارة.
وأشار أبو غزلة إلى أن البيان أغفل تفاصيل كثيرة عن وزارة التربية، ولم يحدد متى سيتم التخلص من المدارس المستأجرة والتي تبلغ نسبتها 27% من مجموع المدارس في المملكة، وكذلك نظام الفترتين الذي تبلغ نسبته 16% من مدارس المملكة في حين ان جميع المدارس تعاني من الاكتظاظ الشديد في الصفوف.
ونوه الى قطاع التعليم لم يأخذ حقه من خلال البيان الوزاري مثل القطاعات الاخرى التي جاءت تفصيلية، وهذا يعبّر عن عدم اهتمام الرئيس بهذا القطاع الهامّ والحيوي.
وانتقد أبو غزلة عدم ربط الرئيس بين توصيات لجنة الموارد البشرية في قطاع التعليم العام رغم ربطها في قطاع التعليم العالي، مشيرا إلى أن ذلك الأمر ربما يكون عائدا إلى عدم قناعة الوزير المعني بتلك اللجنة ونتيجة خلافات شخصية مع وزير التعليم العالي السابق الدكتور وجيه عويس.
دعاس: الرئيس تحدث بالعموميات
وانتقد المنسق العام للحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا"، الدكتور فاخر دعاس، عدم تطرّق رئيس الوزراء الملقي لمسألة دعم الجامعات وحديثه عن زيادة دعم الطلبة غير المقتدرين فقط، وذلك بالرغم من كون تلك الملاحظة الأساسية -دعم الجامعات- هي أهم نقطة في مسألة النهوض بالتعليم العالي، وقد أكد عليها وزراء التعليم العالي المتعاقبون.
وأضاف دعاس لـجو24 إن خطاب الرئيس يؤكد مضيّ الحكومة بسياسة رفع يدها عن الجامعات الرسمية وتركها لتحصيل الدعم من جيوب الطلبة بما يحوّلها من جامعات إلى شركات.
وقال دعاس: "الرئيس تطرّق أيضا إلى نظام قبول موحد يستند إلى أسس المساواة بين الأردنيين، ولكننا نعتمد أصلا نظام القبول في الجامعات، فما هو الجديد؟!"، متسائلا في ذات السياق عمّا إذا كان هنالك توجهات لإلغاء التوجيهي كمرجعية أساسية ووحيدة للقبول أم لا.
ولفت الدكتور دعاس إلى أن الملقي "اختبأ خلف مخرجات لجنة تنمية الموارد البشرية دون الحديث عن تفاصيل أخرى حول النقاط التي سيأخذها من اللجنة، بالإضافة لكونه لم يتطرق إلى ملفّ الجامعات الخاصة وكأنها مزرعة لا يمكن الاقتراب منها أو تصحيح أوضاعها".
وحول قطاع التعليم العام، أكد دعاس على أن الحديث عن المناهج كان بالعموميات، إلا أن الرئيس أبدى اصرارا على الاستمرار بـ"تطوير المناهج" حسب الرؤية الرسمية والحكومية ودون الإشارة عن حيثيات التطوير ومدى اقناعها للشعب الأردني والمختصين بقطاع التعليم، مشيرا إلى أن المطلوب هو تعزيز المحتوى العلمي والأكاديمي وليس اختزاله واختصاره بما يضعف مستوى الطلبة.
وفي هذا السياق، قال دعاس إن تشديد الرئيس على أن "تطوير المناهج لن يمسّ الثوابت الوطنية" أمر غير كافٍ أبدا، حيث أن المطلوب هو تعزيز تلك الثوابت لا عدم التطرق إليها أبدا.
وأشار دعاس إلى أن الرئيس تناول في خطابه أمر رفع سويّة امتحان شهادة الثانوية العامة، لافتا في ذات السياق إلى أن ذلك الحديث يتعارض مع الواقع العملي الذي يقول إن الوزارة عادت للعمل بنظام التوجيهي بشكل سنوي رغم أن هذا الأمر قد جُرّب وأثبت فشله.
وقال دعاس إن الرئيس الملقي لم يأتِ على ذكر وتوضيح السبيل الذي سيسلكه لتنمية التعليم في المحافظات، ولم يتحدث عن ذلك بشكل جادّ.
الحجايا: خيبة أمل
وعبّر الناطق الاعلامي في نقابة المعلمين الأردنيين الدكتور أحمد الحجايا عن خيبة أمله من الخطاب الوزاري، حيث اقتصر الحديث عن تأهيل المعلمين بالدورات، متجاهلا مطالبهم المتعلقة بالجانب التشريعي وتعديل الأنظمة والقوانين التي تمسّ هيبة المعلم والتعليم.
وقال الحجايا إن البيان طغت عليه العموميات ولم يشخص المشاكل كما هي، كما أنه لم يعلن عن حجم الدعم بالارقام لوزارة التربية وهي التي تحتضن أعدادا ضخمة من الطلبة والمعلمين.
ولفت الحجايا إلى أن رئيس الوزراء أغفل الحديث عن المناهج الدراسية بشكل تفصلي، وخاصة بعد التشويه الذي جرى عليها، كما لم يحدد المسؤول قانونيا عن تلك التعديات.