jo24_banner
jo24_banner

مختصون يؤكدون أهمية الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية

مختصون يؤكدون أهمية الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية
جو 24 : أكد مختصون ومعنيون أن الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية التي أطلقت أخيرا بحضور جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، تترجم رؤية جلالته لتشكل بداية لتنمية شاملة للموارد البشرية، لتصبح نهجاً ثابتاً للحكومات المتعاقبة.

وقالوا ان الاهتمام الملكي في التعليم تجسد في إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، التي تمثل في جوهرها جهدا وطنيا غير مسبوق، واعتبروا أن الاستراتيجية رسمت خارطة طريق أمام المعنيين لأولويات الإصلاح والتأهيل في النظام التعليمي في جميع مراحله.

وبينوا في لقاءات مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن الاستراتيجية تسهم في تطوير منظومة متكاملة واضحة المعالم لتنمية الموارد البشرية، وتؤطر عمل القطاعات المعنية بالتعليم لتشكل بداية جيدة للتنمية الشاملة ضمن هذا القطاع وفق برامج وخطط قابلة للتطبيق، ومؤشرات قياس واضحة.

وقال العين طاهر الشخشير ان الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية تمثل خلاصة فكر وعمل، لجلسات مطولة عقدتها اللجنة المكلفة بها، ولتسهم في تطوير منظومة متكاملة واستراتيجية شاملة وواضحة المعالم لتنمية الموارد البشرية، وتؤطر عمل القطاعات المعنية بالتعليم.

وبين أن الاستراتيجية تترجم رؤية جلالته لتشكل بداية لتنمية شاملة للموارد البشرية وفق برامج وخطط قابلة للتطبيق، ومؤشرات قياس واضحة، لتصبح نهجاً ثابتاً وراسخاً للحكومات المتعاقبة، مشيرا الى انها جاءت لتنسجم مع مخرجات الرؤية الاقتصادية للسنوات العشر المقبلة والخطة التنفيذية وغيرها من الخطط والاستراتيجيات الوطنية بهدف البناء على الجهود التي بذلت على ذات الصعيد، وصولاً إلى بناء قدرات أجيال الحاضر والمستقبل، وتسليحهم بأفضل أدوات العلم والمعرفة.

ودعا الشخشير الى تبني الاستراتيجية رسميا واعتمادها كخطة اصلاح شاملة للموارد البشرية، باعتبارها أعدت من قبل أهل الخبرة والكفاءة، ولتحقق نهاية رؤية التنمية المستدامة.

وقال وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء الأسبق العين عادل بني محمد ان اطلاق الاستراتيجية يعبر عن الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالة الملك للعنصر البشري الوطني ودوره في جميع مجالات التنمية وبناء الوطن، مشيرا الى الحرص الحكومي على دعم واستثمار قطاع الشباب وخاصة في الموارد البشرية وتأهيلها، ونحن الان بانتظار وضع برنامج عمل من الحكومة لتنفيذ توصيات اللجنة التي شكلت برئاسة الدكتور وجيه عويس وتطبيقها على ارض الواقع.

ودعا الى ايلاء الموهبة والابداع اهمية خاصة، والتي تعتبر من السلع الأغلى في عالمنا كما وصفتها جلالة الملكة، ولها شأن متعاظم في قطاعات المعرفة والتكنولوجيا وهي مقومات لإنجاح اي دولة، داعيا أيضا الى صقل العنصر البشري وتسليحه بكل صنوف المعرفة .

أما رئيس جامعة الزيتونة الدكتور تركي عبيدات فقال ان الاستراتيجية رسمت خارطة طريق امام المعنيين لأولويات الإصلاح والتأهيل في النظام التعليمي في جميع مراحله، بالإضافة الى تفعيل دور مؤسسات القطاع الخاص التعليمية لوضعها موضع التنفيذ الحيوي، وتحديد سبل التمويل المتاحة وخطوات تطوير آليات العرض والطلب لسوق العمل، بحيث تكون هذه السياسات نهجاً ثابتاً وراسخاً للحكومات المتعاقبة للسنوات العشر المقبلة.

واضاف، ان الحكومة اخذت على عاتقها تبني هذه الاستراتيجية، التي اعدت من قبل خبراء ومختصين في هذا المجال، واعتمدتها كخطة اصلاح شاملة للموارد البشرية، وفقا لرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ضمن اسس اصلاحية تحقق التنمية المطلوبة بحيث تكون وثيقة وطنية معتمدة من شأنها اعداد الاجيال القادمة في كافة المراحل التعليمية منذ التعليم المبكر مرورا بالمدرسة والثانوية العامة والتعليم والتدريب المهني والتقني والتعليم العالي للمساهمة في التنمية الشاملة والمستدامة .

وأوضحت أستاذة القانون في جامعة العلوم الاسلامية الدكتورة امل الرفوع ان الاستراتيجية تضمنت مخرجات مهمة ونوعية لعمل لجنة متخصصة من أصحاب الكفاءة والمشهود لهم بالخبرة الواسعة، وقامت على ترجمة الارادة السياسية الوطنية، لمواجهة التحدي المتعلق بتنمية الموارد البشرية، بحيث تستجيب الاستراتيجية لمطالبات وطموحات الاردنيين القائمة على رفعة الوطن وتطوير مستقبله وتحسين المستوى المعيشي لهم.

وقالت ان الاستراتيجية الوطنية هي خلاصة افكار وخطط متطورة، لتسهم في تطوير منظومة متكاملة واضحة المعالم لتنمية الموارد البشرية، وتؤطر عمل القطاعات المعنية بالتعليم لتشكل بداية جيدة لتنمية الشاملة ضمن هذا القطاع وفق برامج وخطط قابلة للتطبيق، ومؤشرات قياس واضحة.

وقال الخبير التربوي الدكتور عويد الصقور ان الاردنيين يتفقون على أهمية التعليم باعتباره قضية وطنية ، فالتعليم هو أساس التنمية البشرية وتطوير الذات وبناء القدرات ، لافتا الى ان اهمية التعليم تنبع من كونه قضية مجتمعية، فالتعليم يهم كل بيت أردني ، لذلك يقال بأن وزارة التربية والتعليم هي وزارة كل بيت، فلا يوجد بيت يخلو من تلميذ أو طالب في مراحل التعليم المختلفة.

واشار الى ان الاهتمام الملكي في التعليم تجسد في إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، والتي في جوهرها تمثل جهدا وطنيا غير مسبوق ، حيث اشتملت على حلول إصلاحية وأولويات ومراحل زمنية وخريطة طريق نحو النظام الفعال لإدارة وتوجيه وتنمية الموارد البشرية، مبينا ان ما يدعم هذه الاستراتيجية توفر الإرادة السياسية وبالتوازي مع الرغبة الشعبية الجامحة في احداث الإصلاح التربوي المنشود والحقيقي.

وقال الصقور : "نحن في حقيقة الأمر بحاجة إلى ثورة بيضاء على كل ما هو تقليدي في منظومة التعليم في كل مراحله، ومن هنا لا بد من معالجة جميع مواطن الخلل، وإصلاح منظومة التعليم"، مبينا ان إصلاح التعليم يجب ان لا يقتصر على الإصلاح المؤسسي والبنيوي والإداري فحسب، بل يجب أن يتعدى ذلك إلى الاهتمام ببناء شخصية الطالب المتزنة والمتوازنة من خلال الاهتمام بالمعلم لما له من دور فعال في عمليات الإصلاح المنشودة.

وعبر عن اعتقاده ان المحرك الأساسي في تحقيق ما تصبو إليه الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية هو الاهتمام بالتنمية المهنية بمفهومها الواسع وخاصة للمعلمين، الذي سينعكس بدوره على أداء المعلم ومن ثم الارتقاء بمستوى تحصيل الطلبة، حيث ان الطلبة يقضون معظم أوقاتهم مع معلميهم ، يتعلمون ويتحدثون ويتفاعلون ، مع عدم الإخلال بمفاصل منظومة التعليم الأخرى من مناهج وبيئة مدرسية وقنوات التواصل المجتمعية والمنظومة القيمية وغيرها.

واكد الامين العام لاتحاد الجامعات العربية الدكتور سلطان ابو عرابي العدوان ان الاردنيين على امتداد مساحاتهم ومواقعهم حققوا نجاحات لافتة، ليس في تخصص واحد او مجال واحد، بل في العديد من الميادين الرياضية والفكرية والصناعية والبحثية والاكاديمية، على الصعد المحلية والعربية والدولية، وكانت انجازاتهم منارات علم فاقت التوقعات.

وأشاد أبو عرابي بدعوة جلالة الملكة رانيا العبدالله من خلال اطلاق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية بتزويد المدارس بالتكنولوجيا وادوات التعليم الالكتروني ليواكب طلابنا تطورات العصر ولمسايرة التطورات التكنولوجية، مشيرا الى أهمية اعادة النظر بالمنهاج كما هو معمول به في الكثير من دول العالم والعمل على بناء اطفالنا فكريا، معينه القيم والادب والاخلاق العربية الاسلامية وصقلها للانطلاق نحو فضاءات الابداع في مختلف المجالات.

واوضح مدير اكاديمية التغير للدراسات الديمقراطية والتنموية كمال المشرقي ان الاستراتيجية تؤسس لمستقبل مشرق في الأردن بكل حلقاته وتشعباته وارتباطاته، حيث أن النظم التنموية هي المزود الرئيس للقوى البشرية الفنية المدربة التي تواكب تطورات العصر وتكون مرتكزا ثابتا للتقدم والتطور التكنولوجي الذي يساهم بشكل رئيس في التطور الاجتماعي والاقتصادي المأمول.

وأكد ضرورة أن تأخذ قرارات وتوصيات اللجنة والخطة التي وضعتها منهجا تنفيذيا استراتيجيا للسنوات العشر القادمة، دون التأثر بتغير الحكومات او حدوث تغيير بمناخ السياسات او الاجتهادات والآراء الفردية والشخصية، بالإضافة الى النظر بتوصيات وعمل هذه اللجنة نظرة عميقة متابعة بأسلوب علمي وعملي وتنفيذ كل ما يخرج عنها فيها من خلال ما تتضمنه من تطوير للحاكمية الرشيدة وتعديل للتشريعات بما يتواءم مع معطيات الاستراتيجية.

وقال مدير الشؤون الادارية بمديرية تربية لواء وادي السير زيد ابو زيد ان هذه الاستراتيجية تعتبر متطلبا اساسيا استباقيا لنجاح استراتيجية العمل والتدريب والتشغيل وبنودها التي تم اقرارها مؤخرا، لمواجهة مشكلات الفقر والبطالة، وايجاد فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل ووضع الاستراتيجيات اللازمة في هذا المجال من خلال توفير افضل السبل والطرق الحديثة وصولاً إلى تنمية بشرية واسعة لبناء قدرات أجيال الحاضر والمستقبل، وتسليحهم بأفضل أدوات العلم والمعرفة.

واوضح ان حرص جلالة الملك عبدالله الثاني على القوى البشرية وتنميتها، يأتي في إطار حرص جلالته على الاستثمار في مورد وطني مهم ، اذا ما اخذنا بعين الاعتبار اسهامات القوى البشرية الاردنية الكبيرة في تنمية الاردن والعديد من الدول الشقيقة، حيث يعتبر الانسان الاردني الرأسمال الحقيقي في عملية التنمية، وهو ما يجب المحافظة على الميزة النسبية التي يتمتع بها الاردن في هذا المجال.

وأكد عضو الجمعية الأردنية للتنمية والتوعية السياسية العميد المتقاعد عمر الزيود ان الرؤية الملكية في تطوير منظومة متكاملة واستراتيجية شاملة وواضحة المعالم لتنمية الموارد البشرية جاءت انطلاقا من الحرص على الوطن وتقدمه ، وأن الدول تعتمد في نهضتها العلمية والعملية على ما تملكه من ثروة بشرية، فلا بد من توجيه الاستثمار نحو تنمية هذه الثروة البشرية وتمكينها بأدوات ووسائل العلم النظري والتطبيق العملي المتقدم .

وبين ان التنمية البشرية تهدف إلى توسيع مدارك الفرد، وإيجاد مزيد من الخيارات المتاحة أمامه، كما تهدف إلى تحسين المستويات الصحية والثقافية والاجتماعية، وتطوير معارف ومهارات الفرد، فضلا عن توفير فرص الإبداع، واحترام الذات، وضمان الحقوق الإنسانية، وضمان مشاركاته الإيجابية في جميع مناحي الحياة .

واشار الى ان الرؤية الملكية جاءت لإحداث نقلة نوعية رغم الإمكانات المحدودة، لايمانها بأن المواطن هو الذي سيحدث الفرق في التنمية والتقدم لطبيعته وامكاناته وتحديه لنفسه وحبه لتراب الاردن، وثقة القيادة الهاشمية في قدرة الإنسان الأردني على احداث التغيير وتحدي المعطيات والظروف، معربا عن امله في أن يتم تنفيذ توصيات اللجنة الوطنية التي تم تشكيلها وفي المدة الزمنية المحددة 2025 .

ودعا عميد كلية الاعمال في جامعة عمان العربية الدكتور يونس عبد العزيز مقدادي الى مساهمة الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية في كل قطاعات ومجالات وحياة الانسان الاردني من خلال تأهيله، فالإنسان هو اساس التنمية وهدفها .

وأكد أهمية ان تكون الاستراتيجية النبراس والهادي الذي يساهم في تأسيس التعليم في الاردن من خلال اصلاح الانظمة التعليمية لجميع المستويات، مطالبا بالاستفادة من خبرات وتجارب المتخصصين في الجامعات والمؤسسات التعليمية لتحديد اولويات الاصلاح في النظام التعليمي.

واعتبر أمين عام حزب الوسط الاسلامي مدالله الطراونة ان الاستراتيجية تتضمن معاني اصلاحية عميقة وتمثل وثيقة وطنية لتنمية الموارد البشرية واصلاح التعليم بكافة مستوياته.

وقال الطراونة انها بحال تطبيقها بشكل جيد ستفعل طرق مواجهة مشكلات الفقر والبطالة، وتؤدي الى ايجاد مخرجات نوعية تخدم كافة القطاعات التنموية على امتداد الوطن.

ونوه الى ان الاستراتيجية بحال نجاح تنفيذها من قبل الحكومات ستكون معبرة عن طموحات ابناء الوطن واحتياجات بلدهم ، وستعمل على تنمية المجتمع والاقتصاد على اعتبار انها استثمار في مورد وطني مهم سيجني ثماره الوطن ومواطنوه.

وقال الناشط الشبابي الفاعل في مؤسسات المجتمع المدني عمرو النوايسة ان الاستراتيجية تمثل رؤية متقدمة نحو اصلاح قطاع التعليم ومعالجة الاختلالات بين الخطط النظرية والواقع الفعلي.

وأكد ضرورة تطبيق نهج التشاركية بين القطاعات المعنية بالتعليم مع مؤسسات المجتمع المدني المعنية والمتابعة بتطوير قطاع التعليم بهدف تعميم النتائج والتطبيق والاستفادة من كافة الخبرات، مشيرا الى اهمية اجراء دراسات معمقة حول احتياجات سوق العمل الاردني ليتم وضع التوصيات اللازمة الفعلية حول اسس القبول الجامعي ووفقا لمتطلبات سوق العمل لتكون النتائج واقعية.

وعن اليات المتابعة والتقييم، اشار النوايسة الى ضرورة وجود تشريع يتفرع عنه هيئة مستقلة لتقوم بمهام المتابعة والتقييم ويمثل دورها كداعم لعمل المؤسسات والوزارات الفاعلة بالقطاع التعليمي على ان تكون شروط عدم الازدواجية وعدم التداخل واضحة بين كافة الجهات.

ونوه النوايسة الى ايلاء قطاع التدريب المهني والتأهيل المهني الاهمية اللازمة لتحقيق التكاملية بين التعليم والتشغيل والتدريب ، وان تكون هناك بلورة لعقلية المواطنين لتقبل فكرة التدريب والتأهيل كبديل للتعليم الاكاديمي.

وشدد على ضرورة التوجيه نحو المشروعات الصغيرة خصوصا في المحافظات لتكون تنفيذا واقعيا وفعليا لمخرجات الاستراتيجية، وان تعمل الحكومة على فتح مكاتب في المحافظات للقيام بعمليات المتابعة والتقييم ضمن هيكلة اللامركزية المنوي تطبيقها مستقبلا بهدف ضمان اصدار القرارات الواقعية البعيدة عن المركزية.

وقال الباحث في قضايا المواطنة الدكتور فيصل غرايبة ان من الضروري ان تدرك الدول اهمية تنمية مواردها البشرية لما يسهم في تطور هذه المجتمعات والدول ويعود عليها بالفائدة وعلى مسيرتها بالتقدم.

واشار الى ان الاردن تنبه الى اهمية التنمية البشرية، ولاسيما انه يتمتع بموارد بشرية خيرة ومفيدة تدفع نحو التقدم والازدهار، وخصوصا ان الموارد البشرية الاردنية تشكل المورد الاساسي المهم في ضوء غياب موارد طبيعية .

وقال غرايبة: "لقد تجلى الاهتمام الاردني في قيام الدولة بمختلف قطاتها في تعزيز خدماتها المختلفة، كما تجلى في انشطة القطاع الثالث (التطوعي) الذي انبرى لتحقيق جوانب متعددة في التنمية البشرية والمبادرات الاهلية في مختلف انحاء المملكة، مشيرا الى ان التوجيهات الملكية السامية والاهتمام المباشر من جلالة الملكة رانيا العبدالله في اتخاذ خطوات جادة وعميقة تأخذ طابعا استراتيجيا بعيد المدى يحقق التكامل والانسجام بين مختلف القطاعات .

من جهته، قال استاذ ادارة الاعمال والتسويق في جامعة عمان العربية الدكتور علي فلاح الزعبي ان اطلاق الاستراتيجية الوطنية للموارد البشرية يشكل نقلة نوعية في قطاعات التنمية البشرية في الوطن .

وأضاف ان اللجنة الوطنية لتنمية الموارد البشرية لا بد ان تأخذ بعين الاعتبار عند الحديث عن منظومة التعليم واقع التعليم من مراحل الطفولة وحتى التعليم العالي، من حيث العمل على تحديث المناهج من قبل خبراء ومتخصصين والعمل والتركيز ايضا على أبرز اقطاب العملية التعليمية وهو المعلم من خلال تأهيله وتدريبه، اضافة الى ادخال التكنولوجيا لكل المراحل التعليمية .

واشار الخبير المصرفي والمالي سامر سنقرط الى أن الموارد البشرية تعتبر أثمن أنواع الموارد في الأردن ولا سيما في ظل ندرة وشح الموارد الطبيعية، اذ لا بد من الاهتمام بتنمية وتطوير هذه الموارد لأنها سبيل الاردن الوحيد للنمو والرقي والتطور وذلك أسوة بالدول المتقدمة كاليابان وسنغافورة اللتين تفتقران للموارد الطبيعية ولكنهما اصبحتا من الدول المتقدمة جدا بفضل الاهتمام بالتعليم وتطوير الموارد البشرية.

واضاف ان انتقال الكفاءات الأردنية للعمل في الخارج يساعد علي تقليص نسبة البطالة المرتفعة، كما يساعد في رفد إيرادات المملكة من العملات الأجنبية بما يسهم في تخفيض العجز في الحساب الجاري لميزان المدفوعات عن طريق زيادة حوالات المغتربين .

وقال الاستاذ المشارك في التربية وعلم النفس في جامعة جدارا الدكتور بسام مقابلة ان البناء السليم على قاعدة سليمة يدفع باتجاه استكمال مراحل البناء خطوة خطوة، ولعل مواجهة المشاكل ضرورة حتمية وخطوة علمية في تجاوز التحديات لان عكس ذلك يدفع باتجاه ترحيل المشاكل وعدم مواجهتها وبالتالي يعد ذلك انحدارا وتراجعا في البناء والتخطيط، وهو الموضوع الذي اشارت اليه جلالة الملكة خلال اطلاق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية عبر دعوتها لمواجهة المشاكل بدلا من تجاهلها .

واوضح انه في ظل قلة الموارد وانحسار وتراجع الاستثمارات وقلة الفرص وقلة دخل الفرد فانه يتعين الاستثمار بالمواطن والعناية بعقله وفكره فهو الكنز الذي يجب البحث عنه واستثماره بأفضل شكل .

ودعا أستاذ التاريخ المشارك في جامعة اليرموك الدكتور محمد عناقره الى اعادة اصلاح التعليم بحيث يتم التركيز على صناعة العقل بجهد غير مسبوق، خاصة ان العملية التعليمية عملية تراكمية ومتداخلة ومتشعبة، والعمل على اعادة النظر في الكثير من القضايا والمحاور المتعلقة بالتعليم، ما يدفع باتجاه استقطاب الكفاءات وبنائها وصقلها ضمن معايير الشفافية والعدالة والمساءلة، معربا عن امله في ان يصار الى الاسراع في تركيب شبكة الالياف الضوئية في المملكة وربط المدارس جميعها.

وقالت سفيرة السلام العالمي ومستشارة رئيس المؤتمر العالمي للسلام من اجل عالم جديد وحديث غدير زهدان ان الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية جاءت لتنسجم مع مخرجات الرؤية الاقتصادية للسنوات القادمة بهدف البناء على الجهود المبذولة سابقا، لبناء قدرات الاجيال في الحاضر والمستقبل، لتسليحهم بأفضل أدوات العلم والمعرفة لتتوافق وتنسجم مع حقوق الانسان مثل حق المرأة والطفل والشباب وكبار السن والاشخاص ذوي الاعاقة والتوحد.

واضافت زهدان، وهي أيضا رئيسة جمعية نبع الغدير الخيرية "تحت التأسيس" وعضو منظمة العفو الدولية لحقوق الانسان، ان الاستراتيجية تمثل رؤية متقدمة نحو اصلاح قطاع التعليم وسد الفجوات والثغرات بين الخطط النظرية والتطبيق العملي اضافة الى تطبيق التشبيك والتشارك بين القطاعات المختلفة المعنية بالتعليم مع مؤسسات المجتمع المدني من اجل ان تنعكس نتائجها ايجابيا وفي تبادل الخبرات وتطبيقها على ارض الواقع.

وبينت ان الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية تعتبر انجازا حقيقيا لتوفير فرص الإبداع، والابتكار لضمان حقوق الإنسان، ومشاركاته الإيجابية على جميع الصعد فتوفير فرص عمل خاصة للأشخاص من ذوي الحاجات الخاصة والذين من بينهم الاشخاص المميزين يحق لهم الدمج بالمجتمع فتأتي الاستراتيجية الوطنية لتعالج الثغرات والاختلالات، ان وجدت، لتتوافق معها وتكون مرجعية لكل ما من شأنه تحقيق الاصلاح والعدالة في كافة مناحي الحياة.

بدوره، بين الاعلامي ناجح الصوالحة ان القوى البشرية تعد أساس التطور والتنمية، وقد جاءت الاستراتيجية لتسد العجز في تنمية الموارد البشرية لتزيد من امكانات الاردن بميزاته التنافسية التي خطتها الكوادر البشرية المتعلمة والمدربة وساهمت ليس ببناء الاردن الحديث فقط، بل في بناء العديد من المجتمعات والمؤسسات العربية .

وقال الصوالحة ان اهم ميزة تحققها الاستراتيجية تتمثل في المحافظة على الميزة النسبية للقوى البشرية الاردنية، وعلى الحكومات تعزيز استثمار هذه الميزة في سبيل رفعة القطاعات المختلفة والتي تنعكس نهاية على تنمية وتطوير المجتمع بشكل افضل.

واشار الى ان تطوير قطاع التعليم بمكوناته المختلفة وفقا للتطور الحاصل عالميا بالقطاع وادماجه بالتدريب والتأهيل المهني والتدريب يعزز فرص التنمية المستدامة وايجاد اجيال قادرة على التعامل مع التحديات المستقبلية، ولاسيما ما تعلق بفرص العمل المتاحة او بمواكبة المستجدات العلمية والتقنية، داعيا الى التشبيك وترجمة التعاون مع القطاعات غير الحكومية بما يخدم مصلحة الوطن العليا، وفي سبيل تحقيق النقلة النوعية بالقطاع التعليمي.

وحث أمين سر نادي نقابة المقاولين مهند أبو ارشيد على أهمية تحقيق الاستفادة القصوى من الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، وصولا الى انجاز الأهداف المتوخاة منها وبما يسهم في تطوير العنصر البشري وتقدم ورفعة الوطن، الذي يتمتع بميزة الأمن والأمان بفضل حكمة قيادته وترابط وانتماء أبنائه.

من جهتها قالت مساعدة عميد كلية الشريعة بالجامعة الأردنية الدكتورة نداء الزقزوق ان الخطة تهيئ للمواطن أن ينشأ واثقاً بنفسه فاهماً لدوره مقبلاً على الحياة، مشيرة الى انه وفي ظل الأحداث المتسارعة في المنطقة، تشكلت منظومة من التحديات التي تتلقف الإنسان منذ مراحل حياته الأولى لترافقه في جميع حقبه العمرية، الأمر الذي يستدعي أن يقف العقلاء الراشدون لاستشراف الأفق من أجل تمهيد الطريق لأبنائهم وأحفادهم.

ونوهت ان "عشر سنوات وُضعت خطتها لتنمية الموارد البشرية منذ العام 2016 وحتى العام 2025 ورد فيها مجموعة من المفاصل التي تخص التعليم، والتي تنبئ عن ظهور جيل جديد أشد تماسكاً في ذاته وأكثر وعياً لما حوله"، مبينة ان الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية اولت الحقبة العمرية المبكرة عناية كبيرة، ووضعت الكثير من التدابير من أجل التوصل إلى إنجاح التعليم المبكر من حيث زيادة إمكانية الالتحاق به، ومن حيث رفع كفاءة هذا النوع من التعليم عبر خطط تفصيلية استراتيجية.

الفتوة والشباب..

والتفتت الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية إلى أن نوعاً جديداً من الثقافة والوعي لا بد من تزويد أبنائنا به، لاسيما وأن الظروف المحيطة بالطالب في الدائرة القريبة والبعيدة قد تغيرت جذرياً، الأمر الذي استدعى تشكيل هيئة عليا من المختصين والخبراء المفكرين الثقات في علمهم وأمانتهم على أجيال الأردن من أجل تطوير المناهج بشكل مستمر يتناسب مع حركة الحياة.

وتنبهت الاستراتيجية إلى الامتحان التوجيهي، فأوجدت مساراً آخر لا يقل أهمية عن المسار الأكاديمي الجامعي ألا وهو مسار الالتحاق بالكليات الجامعية المتوسطة التقنية، الذي يضمن للشاب والشابة فرص عمل مرموقة لا تقل في ذلك أبداً عما تضمنها له الدراسة الأكاديمية.

وبينت أن الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية وقفت بجرأة أمام ملف من أخطر الملفات التي تقرر مصير الفرد، والذي يحكم عليه بنوع الوظيفة التي سيقضي فيها بقية حياته، فأوصت بربط اختيار التخصص في التعليم الجامعي بقدرة الطالب ورغبته؛ وهو أمر لا يكفي فيه الاعتماد على معدل التوجيهي بل لا بد من اعتماد أسلوب آخر كالسنة التحضيرية في الجامعة أو أي معيار آخر تعتمده الجامعات بحسب التخصصات المطروحة فيها، كل هذا من أجل ضمانٍ أعلى للإنجازية التي يمكن للأردني أن يحققها في حياته العملية.

واكدت أن الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية 2016-2025 ترجمت بحق الرؤية الملكية السامية لبناء الإنسان الأردني بناءً متكاملاً متوازناً لا يتطرق إليه اليأس ليبقى الأردني دوماً متقدما.

-- (بترا)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير