بيان زمزم ..كيف يكون خيار المنح خيارا اصعب
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية - اصدر حزب زمزم بيانا حاول فيه ان يبرر للرأي العام لماذا منح نواب الحزب حكومة هاني الملقي الثقة، على قاعدة ويكاد المريب يقول خذوني..
فلم يسأل احد احدا، فالجميع كان يتوقع النتيجة ويعرف ان نواب زمزم سيمنحون الثقة، كما أن العملية مرت بالنسبة للناس والنخب مرور الكرام، ولم يتوقعوا ان يتوافق موقف زمزم مع موقف نواب كتلة الاصلاح، ولذلك لا نجد مسوغا لاصدار بيان لن يساعد على تفهم القرار بقدر ما يشير الى ان الحزب قد شعر -وهذا شعور في محله- ان قرارهم لن يقبله الناس، ولن يتفهموه، ولن يساعد في وضع الحزب على خريطة الفعل والتأثير السياسي.
على الحزب ان يخرج من دائرة الخصومة مع التنظيم الذي انبثق عنه قبل فوات الاوان، ليس منطقيا ان تستمر المناكفة على نحو تدفع زمزم للتماهي مع الموقف الرسمي وهو امر سيضعها في مأزق وجودي، ما الفرق الذي يمكن ان تحدثه اذن؟
كيف يكون قرار منح الثقة اصعب من قرار الحجب، اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان الثقة تعني اقرار اتفاقية الغاز ومنح الحكومة هامش لتلتف على الموقف الشعبي والنيابي من التعديلات التي ادخلتها الحكومة على مناهج الطلبة، ناهيك عن ملف رفع الضرائب والرسوم الذي ستشرع به الحكومة بعد حصولها على الثقة-الخيار الاصعب-؟
لدينا تجربة مع اشباه الكتل التي اختارت المحادثات والمناقشات مع حكومة عبدالله النسور سيئة الذكر والصيت وصولا الى تفاهمات ترضي الطرفين، دعونا لا ننسى تجربة المبادرة النيابية التي اشبعتنا حديثا عن التنسيق والحوار والتشارك مع الحكومة والنتيجة ان الكتلة تحولت الى ذراع حكومية ضاربة داخل مجلس النواب. هل هذا ما تريده زمزم فعلا، ان تتحول الى نسخة مكرورة لا تقدم ولا تؤخر؟!
التعايش مع بشاعة الواقع لا يساهم ابدا في احداث التغيير المنشود، زمزم تعترف في بيانها ان البرلمان ليس افرازا حزبيا سياسيا -بالرغم من ان زمزم بات حزبا سياسيا تأملنا منه الكثير- ،وتقول ان جهدا سياسيا يجب ان يبذل للتعامل مع هذه المرحلة الصعبة وفق مقتضيات الواقع المعقد والمليء بالعوائق السياسية والاضطرابات التي تعصف بالاقليم بعيدا عن منطق الاستعراض والمناكفة الاعلامية -وهنا تغمز من قناة نواب الاصلاح وهذه هي المناكفة بعينها- ، فاذا كانت زمزم مدركة لهذه المعطيات فهل موقفها سيساعد فعلا باحداث الازاحات المأمولة؟