jo24_banner
jo24_banner

مشعل في احتفال حماس: مرجعيتنا منظمة التحرير الفلسطينية

مشعل في احتفال حماس: مرجعيتنا منظمة التحرير الفلسطينية
جو 24 :

أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، اليوم السبت، عن الإستعداد، للتوافق السياسي مع الفصائل الفلسطينية على برامج قواسم سياسية مشتركة من دون التفريط بالثوابت، مشدداً على أنه آن الأوان لإنجاز المصالحة بعد معركة غزة الأخيرة.

وقال مشعل في كلمة مطولة له في مهرجان انطلاقة حماس الـ 25 بغزة، بمشاركة مئات آلاف الفلسطينيين "مستعدون يا قادة الفصائل.. أيتها الشخصيات المستقلة، وما زلنا مستعدين للتوافق السياسي فلسطينياً وعربياً على برامج سياسية مشتركة تتقاطع فيها برامجنا.. تكون برنامج القواسم المشتركة كما تقاطعنا في الماضي".

وشدد على أن "أي مشروع وطني ينبغي ألا يكون على حساب ثوابتنا في القدس وحق العودة والمقاومة والأرض ومن دون أن يعني تفريطاً في شبر من أرضنا أو اعترافاً بإسرائيل".

وقال مشعل "آن الأوان لطي صفحة الإنقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية".

ورأى أن المصالحة "تعني وحدة النظام السياسي.. حكومة واحدة سلطة واحدة رئيس واحد، رئيس وزراء واحد.. مجلس تشريعي واحد.. ومرجعية واحدة هي منظمة التحرير فيها الجميع تبنى على أسس وطنية صحيحة وتضم الجميع وتعتمد برنامج يحافظ على الثوابت وفي المقدمة منها حق العودة والقدس".

ووجه نداءه للرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح "تعالوا إلى المصالحة والوحدة الوطنية، تعالوا نبني وحدة وطنية، تعالوا ننظر للمقاومة باعتبارها عزاً وشرفاً وخياراً استراتيجياً".

وقال "نحن مع الديمقراطية والذهاب للانتخابات وصناديق الإقتراع.. الشجعان لا يخشون الإحتكام لصناديق الإقتراع مع الإحتكام للإنتخابات هذه الديمقراطية نريدها على اصولها"، مضيفاً "هناك مفهوم آخر، نريد الشراكة نريد انتخابات وشراكة وطنية بصرف النظر عن نتائج الإنتخابات".

وإلى ذلك، جدد مشعل التمسك بثوابت حماس، معتبراً أن "فلسطين من بحرها إلى نهرها من شمالها لجنوبها أرضنا وحقنا لا تنازل أو تفريط في أي جزء منها". وقال "فلسطين كانت وما زالت وستبقى عربية إسلامية انتماؤها عربي إسلامي فلسطين لنا لا لغيرنا".

وشدد على أنه "لا شرعية للاحتلال ولا شرعية لإسرائيل مهما طال الزمن.. فلسطين لنا مهما طال الزمن لا للصهاينة"، مضيفاً "لا نعترف بإسرائيل ولا بشرعية الاحتلال وكل ما طرأ من فلسطين من احتلال وتهويد وسرقة للتاريخ وسرقة للمعالم كله باطل وستدوسه وتكنسه المقاومة بإذن الله".

واعتبر أن "تحرير فلسطين كل فلسطين واجب وحق وهدف وغاية وهي مسؤولية الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية".

وتمسك بالمقاومة خيار الجهاد لتحرير فلسطين، قائلاً "الجهاد والمقاومة المسلحة هي الطريق الحقيقي والصحيح لاستعادة الحقوق معها كل أشكال النضال السياسي الدبلوماسي الجماهيري القانوني لكن لا قيمة لهذه الأشكال من دون مقاومة".

وقال "السياسي الحقيقي يخرج من رحم المقاومة من قلب البندقية والصاروخ"، مشيراً إلى دلالة خروجه مع رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية للمنصة من قلب مجسم صاروخ m75 الذي وضع على المنصة.

وبدا مشعل متشدداً في مواقفه، قائلاً "الجهاد والمقاومة.. أثبتت الوقائع أنه ذو جدوى ويمكن الرهان عليه وليس سراباً وليس وهمياً"، وطالب الدول العربية بإمداد الفلسطينيين بالمال والسلاح، وقال مخاطباً الدول العربية "فلسطين تحتاح سلاحكم ومالكم ودعمكم".

واعتبر أن كل الخيارات غير المقاومة فشلت، مضيفاً "إذا وجد العالم طريقاً يعيد لنا فلسطين من دون وتضحيات فأهلاً وسهلاً.. جربناكم سنوات طويلة من دون فائدة".

وقال "التاريخ وسنن الله في حياة الأمم تقول لا نصر ولا تحرير من دون مقاومة، من دون معركة، من دون تضحيات".

وأشار إلى أن الفلسطينيين لا يقاتلون اليهود لكونهم يهوداً، وقال "نحن لا نقاتل اليهود لأنهم يهود.. إنما نقاتل الصهاينة المحتلين وسنقاتل كل من يحتل أرضنا نقاتل من يقاتلنا ويعتدي علينا ويحاصرنا ويعتدي على مقدساتنا".

وحذر الأمة من خطوة "المشروع الصهيوني"، وقال "يا قادة الأمة المشروع الصهيوني خطر عليكم وليس علينا فقط".

وأعلن مشعل تمسك حماس بالقدس قائلاً "القدس روحنا، تاريخنا، ماضينا ومستقبلنا وعاصمتنا الأبدية، نتمسك بها وسنحررها شبرا شبرا، حيا حياً، مقدسا اسلاميا، مقدسا مسيحيا ولا حق لإسرائيل فيها".

كما جدد التمسك بحق العودة، ورفض الوطن البديل، مرسلاً تطمينات للأردن ولبنان ومصر، بأنه لا سبيل للفلسطينيين إلى الوجود إلا في أرضهم.

وانتقد بعض وسائل الإعلام المصرية لحديثها عن توطين الفلسطينيين في سيناء، قائلاً "لا يحق لأي إعلامي أو سياسي في مصر أن يتحدث عن نوازع أو اتهامات لفلسطينيين بالامتداد لسيناء.. ليس الشعب الفلسطيني الذي يغادر أرضه لأرض أمتنا العربية والإسلامية.. كفى أيها الإعلام المصري اتقوا الله في مصر واتقوا الله في غزة وفي فلسطين".

وشدد على التمسك بـ"وحدة الأرض الفلسطينية"، قائلاً "لا غنى للضفة عن الضفة ولا غنى لغزة عن الضفة ولا غنى لهما عن حيفا ويافا وصفد والجورة وحمامة ويبنا وكل الأراضي الجميلة".

وعبر مشعل عن التمسك بوحدة النظام السياسي الفلسطيني ومؤسساته، وقال "نحن سلطة واحدة ومرجعية واحدة ومرجعيتنا منظمة التحرير التي نريدها أن تتوحد وان يعاد بناؤها على أسس سليمة لتكون مرجعية بحق للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج".

وقال "التحرير أولاً ثم الدولة والدولة الحقيقية ثمرة التحرير وليس ثمرة المفاوضات لا بديل عن دولة حرة ذات سيادة على كل أرض فلسطين".

وأكد على استقلالية القرار الوطني الفلسطيني وعدم التدخل في الشؤون العربية الأخرى، وقال "لا نتدخل في شؤون أحد، ولسنا تبعاً لأحد لم نكن في الماضي تبعاً لسوريا أو إيران واليوم لسنا تبعاً لمصر أو قطر أو تركيا، الأحرار لا يعملون في مواقع التبعية"، مستدركاً "نقدر كل من دعما ولا ننسى فضل احد والفضل أولا لله".

وقال "حماس التي قدمت قادتها العظماء من أجل مبادئها لا تساوم على المبادئ ولا تفرط في القيم، وبالتالي حماس لا تؤيد سياسة أية دولة أو نظام يخوض معركة دموية مع شعبه.. نحن مع الشعوب أولاً وثانياً وعاشرا".


ومن جانبه، أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، أن حركة حماس ستبدأ وضع إستراتيجية فلسطينية - عربية - إسلامية من أجل تحقيق التحرير الشامل للأرض الفلسطينية.

وقال هنية في كلمته خلال المهرجان إنه "بعد معركة حجارة السجيل (الاسم الذي أطلقته حماس على المواجهة الأخيرة مع إسرائيل) تاريخ جديد.. سنبدأ وضع إستراتيجية فلسطينية - عربية - إسلامية من أجل تحقيق التحرير الشامل للأرض الفلسطينية.. لكل أرضنا الفلسطينية وعودة شعبنا بإذن الله".

واضاف "هذا الانتصار بداية الانكسار للاحتلال ونهاية انتشاره"، معتبراً أن "العدو لن يشهد أي تمدد على الأرض الفلسطينية أو العربية بل سيبدأ بالانحسار إن شاء الله".

واعتبر هنية أن "النصر الذي تحقق في غزة يعود إلى معية الله، ثم إعداد المقاومة الذي استمر ما بين الحربين، ووحدة المقاومة، ووحدة الشعب، واحتضان المقاومة ودعم الأمة بعد الربيع العربي"، ثم جاء ثمرة للإعداد والاستعداد من فصائل المقاومة الرائدة من كتائب القسام،.. "سنوات ما بين الحربين كانت سنوات إعداد واستعداد وعمل بالليل والنهار الآلاف من المجاهدين كانوا تحت الأرض وفوق الأرض منهم من تعرفونهم ومنهم لا تعرفونهم".

وأشار إلى أن "عشرات المجاهدين استشهدوا في مراحل الإعداد وكان يقال استشهد في مهمة جهادية والناس لا يعلمون.. من 40 - 50 شهيد استشهدوا وهم يعدون لهذا اليوم ولهذا النصر وهم يعدون لهذه القواذف الضاربة التي خرجت من تحت البيوت المدمرة في حرب الفرقان وتحدث الرعب في القدس وتل ابيب".

ووجه التحية لمصر رئيسا وحكومة وشعبا لوقفتها مع غزة في "وجه العدوان"، وقال "في سنة 2008 أعلنت الحرب على غزة من القاهرة، وهذه المرة أعلن الانتصار من القاهرة"، كما توجه بالتحية إلى تونس وقطر وتركيا وكل من وقف مع الشعب الفلسطيني وقال "النصر الذي صنع في غزة هو نصر للأمة".

وفي وقت سابق، توعدت كتائب القسام، الذراع المسلح لحركة حماس، بالرد على أي عدوان على الشعب الفلسطيني وقيادته.

وقال رجل ملثم في كلمة قيادة كتائب القسام التي كانت أولى الكلمات في مهرجان الانطلاقة الحاشدة الذي نظمته حماس في غزة "سنقطع اليد التي تمتد بالعدوان على أبناء شعبنا العظيم وقادتنا".

واعتبر أن في "حجارة السجيل دروس وعبر"، وخاطب الإسرائيليين بقوله ""انتصر حقنا على باطلكم ولو زدتم لزدنا"، في إشارة إلى مواجهة الأيام الثمانية الأخيرة التي أعلنت خلالها قصف تل أبيب بصاروخ فجر وصواريخ محلية الصنع.

وقال إن جماعته قاتلت في المواجهة الأخيرة بعشر قوات المقاومة، متسائلاً "كيف لو قاتلناكم بكل قوتنا في غزة والضفة وكل أمتنا".

وأضاف موجهاً حديثه للإسرائيليين " دولتكم المسخ تهوي وإننا نصعد وتهبطون ننتصر وتهزمون ونزداد قوة وتضعفون".

وتابع " زمانكم قد ولى وآن أوان رحيلكم فابحثوا عن جوازات سفركم وارحلوا قبل فوات الأوان".

وأعلن أن كتائب القسام أعدت وستعد لمواجهة إسرائيل، وحث الأمة على "الجهاد بالمال والسلاح والنفس".

وقدرت حماس أعداد المشاركين في مهرجان انطلاقتها بنصف مليون فلسطيني.

وكانت حشود فلسطينية كبيرة توافدت صباح اليوم السبت، إلى ساحة الكتيبة وسط غزة، للمشاركة في مهرجان إحياء الذكرى الخامسة والعشرين لانطلاقة حماس الذي تبدأ فعالياته رسمياً عند الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا.

وقبل نحو ثلاث ساعات من بدء المهرجان، غصت جنبات الساحة بالفلسطينيين الذين قدموا من مدن القطاع في حافلات ومشياً على الأقدام، ولوحوا بالرايات الخضراء والأعلام الفلسطينية، فيما من المرتقب أن يلقي رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل الكلمة الرئيسة في المهرجان.

ويشارك في المهرجان وفود عربية وإسلامية قدمت من العديد من البلدان لأول مرة، حيث حرص أعضاؤها على رفع أعلامها في وسط المهرجان.

وقال مدير عام المعابر في غزة، ماهر ابو صبحة، ليونايتد برس انترناشونال، إن 3 آلاف شخص وصلوا إلى غزة في الأيام الماضية، من مصر وماليزيا وقطر والأردن ولبنان والسعودية والجزائر والبحرين، وبريطانيا، للتضامن والمشاركة في مهرجان انطلاقة حماس، التي اعلنت رسمياً أن 2500 شخصية جاءت من أرجاء العالم للمشاركة في مهرجان الانطلاقة.

وكان لافتاً منصة المهرجان، التي وضع عليها مجسم كبير لصاروخ M75 الذي أعلنت كتائب القسام أنها أطلقته على تل أبيب خلال المواجهة الأخيرة، فيما كانت خلفية المهرجان عبارة عن مجسم حمل اسم حماس، وبدا كبوابة عكا، في إشارة رمزية كما يقول أحد منفذي المنصة بأن صواريخ القسام قد تطال عكا في المواجهة المقبلة.

ورفعت في جنبات المنصة الكبيرة، صور ضخمة لزعماء حماس الذين اغتالتهم إسرائيل في السنوات الماضية، منهم أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وإسماعيل أبو شنب، وسعيد صيام، إلى جانب صور أحمد جعبري الذي فجر اغتياله في الرابع عشر من نوفمبر الماضي موجة مواجهة استمرت 8 أيام انتهت باتفاق تهدئة واعتبرت حماس أنها خرجت منتصرة فيه.

وقال المتحدث باسم حماس، سامي أبو زهري ان كلمة مشعل ستحدد الخطوط العريضة لأولويات حماس في المستقبل ولاسيما تنفيذ المصالحة مع فتح التي أعلنت رسمياً أنها ستشارك في الحفل.

وقال مصدر في حماس، إنه سيكون هناك عدة مفاجآت خلال المهرجان، من بينها إلقاء كلمة لأحد كبار المسؤولين عن كتائب القسام، فيما تحدثت أنباء أن المفاجأة الأساسية ستكون إعلان تجديد ولاية مشعل في رئاسة المكتب السياسي لحماس، بعد أن كان أعلن في الأشهر الماضية عدم رغبته الترشح لتجديد ولايته في هذا الموقع.


(يو بي أي)

تابعو الأردن 24 على google news