أراب أيدول 4 : إعادة تدوير المراهقة!
جو 24 :
يخال "أراب أيدول" أنّه من المناسب دائماً المَيْل إلى لفت النظر. موسم رابع تغلب عليه تمثيليات اللجنة وانفعالاتها، لا الصوت الجبّار التائه في مناوشاتٍ مقصودة. ثمة أصوات قد تصنع هيبة العودة، لكنّ البرنامج مشغولٌ بدموع نانسي وما تجود به أحلام.
انتهت جولات تجارب الأداء بين الدول، وحصد البرنامج ("أم بي سي") أصواتاً متفاوتة. ركيزة الجذب ليست الصوت كما يبدو، بل ما يدور بين الحكّام الأربعة: نانسي عجرم، وائل كفوري، حسن الشافعي، وأحلام، وبينهم وبين مَن تقدّم للغناء ولحُسن الحظّ نجح، أو تحوّل مادة مُضحكة. لا يفوت البرنامج استثمار ما قد يثير ضجة، وإن على حساب هيبته ومستواه. اللجنة تسأل مشتركاً: هل أنتَ متزوّج أم أعزب؟ يصمت قبل الردّ، وتنطلق الدراما: "انفصلت عني لقرار مشاركتي في أيدول!". تتحمّس أحلام فتمنحه صوتها، وتؤكّد عجرم ضرورة تشجيعه. اللجنة تعشق الاستعراض. مواهب الغناء تكاثرت حدّ الضجر، وإذا بعودة "أراب أيدول" تضرب عصفورين بحجر: غناء وأجواء. فتخيّم صافرة أحلام على الأصوات المشاركة، وشوكولا عجرم على الشجن، ودموعها السخيّة على الحناجر وما تتفضّل به من نغم.
مؤسف أن يترك البرنامج في موسمه الرابع انطباعاً بأنّه مراهق. لا يزال يتمسّك بالخبريات البائسة وسذاجة لعبة العواطف. أحلام تستفهم: "كيف تعرّفتِ على زوجكِ؟". والريبورتاج يصرّ على مشهد الطوابير المزدحمة من أجل "الفرصة الحلم". ذلك هيّنٌ أمام التركيبة - الفضيحة: مشتركٌ هبطت عليه الراحلة ذكرى في المنام ونصحته بالغناء في البرنامج، وبما هو موجّه إلى ضعفاء العقل: "سلِّم على أحلام"(!). لفرط إعجاب البرنامج باللحظة النادرة، كرَّرها ثانية، مقدّماً نفسه مجموعة لقطات من هذه النوعية، لولاها لفَرَط وفقد مُبرر متابعته.
ليس المطلوب لجنة مملّة ولا لجنة همّها المبالغات. لا الجدّ التام ولا الرخاوة. أغنية "وحشتونا" كادت أن توحي بموسم مختلف. النتيجة، حتى الآن، مؤسفة. حان لـ"أيدول" بعد أربعة مواسم أن ينضج
النهار