المحققون بسقوط الطائرة في كولومبيا غير مرتاحين للطيار
فريق التحقيق الكولومبي- البرازيلي بسقوط الطائرة البوليفية مساء الاثنين الماضي في منطقة تلال وأدغال قريبة 43 كيلومترا فقط من مطار José María Córdoba بمدينة "ميديلين" الكولومبية، حيث كان مقررا لرحلتها أن تنتهي هبوطا فيه، غير مرتاح لآخر ما قاله قائدها لبرج المراقبة بالمطار قبل تحطمها، من أنه يعاني من نقص بالوقود، وهي التي لم تكن قد وصلت بعد إلى نهاية رحلتها، وكأنه يعترف أن ما كان بخزاناتها هو أقل من المطلوب لرحلة، علما أنه ملزم بأن يكون لديه وقود احتياطي للطيران 45 دقيقة إضافية، وهو ما تتطلبه أنظمة الطيران المدني في العالم.
وأول من أبدى عدم ارتياحه للطيار بعد تحليل فريق التحقيق المشترك لأقواله، هو Alfredo Bocanegra مدير دائرة الطيران المدني في كولومبيا، فقد قال في ما قرأته "العربية.نت" مما نقل عنه موقع El Deber الإخباري البوليفي: "لا أفهم، كيف يعاني من نقص بالوقود، ولا يعلن ذلك إلا باللحظات الأخيرة" وفق تعبيره.
بوكانيغرا (الى اليمين) يشكك بأقول الطيار، ويعتقد أنه كان يخفي معلومات عن برج المراقبة
وعبّر "بوكانيغرا" عن شكوكه بأن الطيار كان يخفي حقيقة نقص الوقود حين ذكر أولا بأنه يواجه مشكلة في الأنظمة الكهربائية للطائرة، ليبرر طلبه الهبوط اضطراريا في أي مطار، ولما تعذر ذلك اعترف في اللحظات الأخيرة فقط بمشكلة الوقود، وهي سبب سقوط الطائرة "فبعد فحص هيكلها اتضح أن خزاناتها كانت خالية تماما من الوقود" وهو ما نقلته أيضا شبكة Caracol الإذاعية الكولومبية، عن مقرب من فريق التحقيق لم تذكر اسمه.
أيضا، أجمعت وسائل إعلام برازيلية عدة، ومنها محطة Tv Record التلفزيونية، في تقارير بثتها ونشرتها في اليومين الماضيين، على معلومات أشارت الى أن الطيار Miguel Quiroga مالك الشركة المالكة بدورها للطائرة المستخدمة منذ 17 سنة "بدأ منذ عام بتخصيصها لنقل فرق رياضية بين دول أميركا اللاتينية، وطلب في عدد من المرات الهبوط الاضطراري في بعض رحلاته، بهدف أن يزوده المطار الذي يهبط فيه بالوقود، متعمدا بذلك توفير كلفة الوقود عليه".
وراح يتوسل ويطلب النجدة
لهذا السبب يعتقد مدير عام "دائرة الطيران المدني" الكولومبي، أن الطيار لم يتزود بوقود احتياطي لرحلته الأخيرة، آملا أن يحصل عليه من أي مطار يهبط فيه اضطراريا، بذريعة العطل الكهربائي في الطائرة، ولما أخبره برج المراقبة أن 3 طائرات سبقته بطلب الهبوط الاضطراري أيضا في مطارات المنطقة التي كان فيها على بعد 43 كيلومترا من مطار مدينة "ميديلين" ووجد أن الوقت كان قصيرا عليه، اعترف عندها بأنه يعاني من نقص في الوقود ووقته قصير، وراح يتوسل ويطلب النجدة، فمنحته من ردت عليه في برج المراقبة الكولومبي 7 دقائق لهبوط اضطراري، لكنها لم تكن كافية له، فتعثرت الطائرة وفقدت كامل طاقتها وسقطت.
عناوين رئيسة بأمبركا اللاتينية، هنا واحد يقول: ينتقدون الطيار لأنه لم يعلن عن حالة طواريء لأسباب شخصية
وقال "بوكانيغرا" إن الطيار كان ملزما بنقل 10% وقود احتياطي لمناورة الهبوط الاضطراري، ومثلها لإكمال الرحلة فيما بعد، إلا أن مالك شركة LaMia البوليفية وطائرتها الوحيدة، لم يفعل ذلك، بل ربما كان لديه وقود أقل مما يحتاجه للوصول من بوليفيا إلى المطار الكولومبي أصلا.
وأخبر "بوكانيغرا" أنه وغيره من المسؤولين عن الطيران المدني في البرازيل وكولومبيا، ينتظرون نتائج التحقيق الرسمي النهائية، كما وبيانات الصندوق الأسود، وأعاد إلى الذاكرة أن الشركات المالكة للطائرات هي المسؤولة عادة عن أي تحطم إلى أن يثبت العكس.