نادين تقهر السرطان وتلتحق بالجامعة

في يوم بارد في مطلع العام الماضي استيقظت «نادين» ذات السبعة عشر عاما استعدادا للذهاب الى المدرسة لتجد كتلة غريبة في فخذها فيسارع والدها ليحجز لها موعدا مع الطبيب الذي يؤكد لهم بعد اجراء الفحوصات اللازمة ان تلك الكتلة سرطانية.

تقول نادين «عندما كنت اسمع عن السرطان كنت اخاف من اصابة الكبار به.. ولم اتوقع ان اصاب انا به في هذه السن».

وتتابع « وفي اليوم الذي تلقينا فيه خبر اصابتي انقلبت حياتي وحياة عائلتي رأسا على عقب فلم اتخيل يوما ان يكون هذا هو التحدي الذي سأضطر لمواجهته في سنتي الدراسية الاخيرة في المدرسة حيث خضعت لعملية استئصال الكتلة تلتها 14 جلسة كيماوي واشعاعي.

وتصف نادين الجلسات بانها «ابغض ما واجهت في حياتها». وتتابع» لكن في ظلمة السرطان وجدت ذاتي... ووجدت فيضا من الحب والايمان والشجاعة وسط كل الالم والمشقة التي تحملتها بين وجودي في غرفة الطوارئ وتورم ساعدي وعجزي عن المشي».

وتكمل « لقد حولني خوفي من ان اخسر كل شي امام هذا المرض الى انسانة تقدر اصغر النعم..وبت اشعر بقيمة الاشياء الرائعة في حياتي وببساطة اصبحت اقدر انني على قيد الحياة ورغم انني فقدت شعري في هذه المواجهة الا انني افتخر بتغلبي على المرض الذي اصبحت بفضله اقوى من ذي قبل».

وتتابع نادين «انا مدينة بحياتي لفريق الاطباء واصدقائي المرضى في جناح الاطفال في مركز الحسين للسرطان «فلن انسى الساعات التي تشاركنا فيها مخاوفنا وافكارنا واحلامنا وما امضيناه معا من ايام رسمنا فيها اروع الذكريات الحلوة والقاسية التي بكينا فيها الى ان جفت دموعنا». اما عائلتي فستبقى دائما السند القوي لي وخاصة امي التي كنت اراقب ابتسامتها التي لم تفارق وجهها خلال الاشهر المضنية التي مضت حيث ضربت بمخاوفها وارهاقها عرض الحائط واثبتت انها بطلتي الاولى والاخيرة دون اية مبالغة.

وبعد عام محفوف بالصعوبات تلقت (نادين) خبر نجاحها في امتحانات A Level - شهادة الثانوية البريطانية - وباتت خططها المستقبلية واضحة حيث تنوي (نادين) الالتحاق باحدى الجامعات لدراسة ادراة الاعمال.

تقول نادين «كوني ناجية من السرطان ارى في نفسي ارادة قوية لبدء حياتي من جديد.. فانا مستعدة لمواجهة العالم واتمنى ان يستمر هذا الشعور لدي مدى الحياة».الراي