أبشر يا مورينيو.. عرفنا من يخون عملك!
بسيناريو متكرر إلى درجة الملل، مانشستر يونايتد يفشل بالحفاظ على التقدم ويقدم المزيد من الهدايا للخصوم، قاضياً على ما بقي من فرص للمنافسة على اللقب.
13 نقطة كاملة تفصل بين يونايتد صاحب المركز السادس والمتصدر تشيلسي، 9 نقاط تفصله عن المركز الرابع المؤهل لدوري الأبطال والذي يحتله مانشستر سيتي، 6 تعادلات من أصل 14 مباراة في البريميرليغ فإلى أين؟!
قائمة التعادلات تضم تعادلين سلبيين أمام ليفربول وبيرنلي، و4 تعادلات بنفس النتيجة 1-1 أمام ستوك سيتي وآرسنال ووست هام يونايتد وأخيراً إيفرتون الليلة، مرة واحدة تأخر الفريق الأحمر بالنتيجة أمام وست هام، بينما فقد تقدمه في الدقائق العشر الأخيرة في 3 مباريات!
بنفس الطريقة ونفس الجبن والتحفظ المعروف عن البرتغالي جوزيه مورينيو، يواصل يونايتد فقدان عقيدته والركون لوسائل لا طائل منها، شوط ثاني تتسيده أمام آرسنال فيكون حلك هو سحب خوان ماتا وإشراك مورغان شنيدرلين، ليتعادل آرسنال من تسديدة وحيدة على مرمى دي خيا في الدقيقة 89، وبالمناسبة حصل شنيدرلين على تلك الفرصة لظروف إصابة نجم مورينيو المفضل ليس إلا.
نعم، فلا بد دائماً من إيجاد طريقة لإفساد المباراة باستخدام مروان فيلايني، مرةً يشركه في الدقيقة 85 أمام وست هام أثناء حاجته للانتصار فلا طائل بالتأكيد، والليلة يقحمه بداعي تأمين الانتصار فيتسبب بركلة جزاء تهدي إيفرتون التعادل بصرف النظر عن صحتها من عدمها.
المشكلة تتعدى مجرد فيلايني أحياناً، فما أشبه الليلة ببارحة آرسنال، حين بدأ مانشستر بـ4-2-3-1 المعتادة، على الأطراف ماتا ومارسيال وبينهما بوغبا وأمامهم راشفورد، ليبدأ الاستثنائي تدخلاته الممهدة بإشراك روني بدلاً من مارسيال ثم شنيدرلين بدلاً من ماتا.
تتحول الطريقة في الدقائق الأخيرة إلى 4-4-2 "Diamond" بـ4 لاعبين في الوسط هم شنيدرلين وكاريك وهيريرا وبوغبا أمامهما ثنائي هجومي مكون من روني وراشفورد، كل ذلك بداعي تأمين النتيجة بواسطة التكدس في العمق لتتعرى الأطراف تماماً ويأتي هدف تعادل الغانرز من عرضية مصدرها الجبهة اليسرى.
ثبت خطأ النظرية بالدليل العملي أمام أعين البرتغالي، انتزع عدوه اللدود آرسين فينغر نقطة غير مستحقة من تحت أنفه بهدية شخصية منه، ولكن منذ متى كان ذلك كافياً لإقناع أعند مَن أنجبت الكرة على الإطلاق؟!
مرة أخرى بنفس الطريقة، وفي مباراة انخفضت خلالها خطورة يونايتد بصورة مرعبة (10 تسديدات منهم 2 على المرمى مقابل 13 منهم 6 على المرمى لإيفرتون)، وبعد البداية بكاريك وهيريرا وبوغبا في الوسط أمامهم مخيتاريان ومارسيال وإبراهيموفيتش.
يبدأ مورينيو تمهيده بسحب مارسيال وإشراك راشفورد، قبل أن يأتي التغيير اللعين المعتاد بنزول مروان فيلايني بدلاً من مخيتاريان لتتحول الطريقة بنفس الشاكلة، ينضم فيلايني إلى كاريك وهيريرا وبوغبا في الوسط أمامهما راشفورد وإبرا، تتعرى الأطراف بنفس الطريقة ليتسبب البلجيكي بركلة جزاء بسبب كرة آتية من الجهة اليسرى مرة أخرى!
عودةً لمسألة فيلايني، طيب الذكر ديفيد مويس المدرب الذي نجح معه في إيفرتون فشل في استخدامه حين أتى به إلى يونايتد، ثم وثق فيه طيب الذكر الآخر لويس فان غال لدرجة الاعتماد عليه كمهاجم ثانٍ وأحياناً تكون خطة المباراة الوحيدة هي لعب الكرات الطولية بلا هدف سوى أن تصل لرأس الشجرة البلجيكية، حالة ميؤوس منها بوضوح ولكن دائماً ما يكون للعبقري الاستثنائي رأي آخر، لماذا؟
"العيب ليس في فيلايني، العيب فيهم جميعاً وسأثبت لهم ذلك، أنا المدرب الأفضل في العالم وسأريهم، اقترابي من الهبوط بتشيلسي ليس شيئاً، صحيح أن تشيلسي هذا بات المتصدر والمرشح الأول لنيل اللقب بعد رحيلي ولكن هذا ليس شيئاً فقد تم خيانة عملي وسأريهم، خسرت أمامهم برباعية نظيفة ولكن هذا ليس شيئاً أيضاً فآخر لقب فزت به كان منذ 18 عاماً -عفواً- 18 شهراً"
هل اكتفيت من الإثبات يا جوزيه؟! ما مبررك الليلة بعد أن حققت فوزاً وحيداً في آخر 8 مباريات بالبريميرليغ؟ ربما أن هناك مدرباً آمناً على وظيفته رغم تحقيقه آخر لقب دوري عام 2004؟! أم أنه قد تم خيانة عملك مرة أخرى؟ الأمر بات واضحاً فلا أحد قد خان عملك الليلة سواك!