بعد احداث الاردنية.. الموسى يدعو للحزم بتطبيق القانون.. والطراونة: هذه الوصفة الأكثر نجاعة
جو 24 :
مالك عبيدات - عادت مشكلة العنف الجامعي تطفو على السطح من جديد بعد ان غابت عن جامعاتنا الاردنية لفترة قصيرة من الزمن، وكان اخرها ما شهدته الجامعة الأردنية من أحداث مؤسفة استفزّت الشارع الأردني بأسره عقب اقتحام مئات الأشخاص حرم الجامعة بالسيوف والأسلحة النارية والقناوي.
وانتقد المتابعون رئاسة الجامعة الأردنية بسبب الضعف الذي بدت عليه، محملين إياها الجزء الأكبر من مسؤولية ما جرى، خاصة وأنها كانت على علم بما يمكن أن يحدث قبل وقوع الخطب.
الطراونة: هذه هي الوصفة الأكثر نجاعة
وفي هذا السياق، أبدى رئيس الجامعة الأردنية السابق الدكتور اخليف الطراونة رفضه تسمية المشاجرة بين شخصين من أبناء الجامعة بأنها عنف جامعي، وفضّل أن يصطلح على تسميتها "سلوكا طائشا" إذا كانت بين الطلبة أنفسهم، مستدركا بالقول إن ما شهدته الجامعة الأردنية مؤخرا ودخول أشخاص من خارج الجامعة هو "عنف مجتمعي تم ترحيله إلى داخل أسوار الجامعة".
وأكد الطراونة على تضافر جهود جميع الجهات من الجامعة وحتى وزارة التعليم العالي والحكومة والمجتمع للقضاء على تلك الظاهرة، داعيا في ذات السياق إلى ضرورة متابعة التجمعات الطلابية والمناطقية والتعرف على اعضائها كي يتم مساءلتهم في حال وقوع أية إشكالية؛ والحديث هنا عن "تجمع أبناء الجنوب، الدعسة الفجائية، ذبحتونا، وغيرها".
الطراونة والذي سُجّل في عهده انخفاض عدد المشاجرات الطلابية الفردية والجماعية، كشف لجو24 عن النهج الذي اتبعه لتحقيق ذلك الأمر، قائلا إن ادارة الجامعة مطالبة بالانفتاح والاقتراب من الطلبة بشكل أكبر، وعليها تذويب جميع الحواجز بين رئيس الجامعة وطلابه كي يتعزز انتماء الطالب للجامعة ويصير الرئيس قادرا على امتصاص وتجفيف أي بؤرة توتّر يمكن أن تظهر.
وفي هذا السياق لفت الطراونة إلى أنه قام باستحداث عدة مبادرات مثل "تنظيم افطار للطلبة مع الرئيس مرة أو مرتين شهريا، لقاء اسبوعي مع الرئيس عبر اذاعة الجامعة، مبادرة امشي مع الرئيس مرة شهريا والتي كان لها صدى ايجابي، بالاضافة لتخصيص ساعتين يوميا للدردشة مع الرئيس عبر برنامج "المسنجر" وكانت المشاركة متاحة لأي طالب".
وأشار الطراونة إلى أن التعامل مع المشاجرات والسلوكات الطائشة لبعض الطلبة لها ثلاثة مراحل (قبل، أثناء، وبعد)، حيث يفترض على رؤساء الجامعات بداية تأهيل الأمن الجامعي بالشكل المطلوب، وانهاء أي بؤرة توتّر قد تظهر بين الطلبة قبل المشكلة، وإذا ما حدثت المشكلة فالمطلوب حصرها وجعلها فردية وأن لا تتمدد لتصبح مناطقية أو عشائرية، وبعد انتهاء المشكلة لا بدّ من الحزم في انفاذ الأنظمة والقانون دون الأخذ بأية وساطات.
وشدد الطراونة على أن الطالب الذي يتورط في مشاجرة داخل الجامعة لا يفترض أن يتمّ قبوله في أية جامعة أخرى، لكونه لا يستحق حمل لقب "طالب جامعي".
واختتم الطراونة حديثه بالتأكيد على وجود اشكالية في المجتمع الأردني تحتاج حلّا من الحكومة، وهي متمثلة بغياب العدالة الاجتماعية وشعور الناس بالظلم واليأس، داعيا لمعالجة مثل ذلك الأمر وايلاء ملفّ التعليم العام والعالي أهمية خاصة وعدم تهميش دور وسائل الاعلام بالنهوض بالمجتمعات.
الموسى: حزم بتطبيق القانون وتقليل المقبولين على الموازي
ومن جانبه، أكد رئيس جامعة اليرموك السابق، العين الدكتور عبدالله الموسى، ضرورة عدم التساهل في تطبيق القانون على الطلبة المتورطين في المشاجرات الجامعية، وانفاذ الأنظمة بحزم دون قبول أية وساطات، وذلك حتى لا يفقد الحرم الجامعي هيبته.
وأضاف الموسى لجو24 ان ما جرى في الجامعة الأردنية مؤخرا يستوجب إعادة التفكير بمقترح انشاء "شرطة جامعية" في مديرية الأمن العام، تكون موجودة داخل الجامعات لضبط المخالفات كما هومعمول به في معظم دول العالم، أو اعطاء الحرس الجامعي صفة الضابطة العدلية لتوفير مظلة قانونية لهم، بالاضافة لمنح رؤساء الجامعات صلاحية اجراء مناقلات بين طلبة الجامعات بهدف صهرهم وخلق كيان موحّد منسجم بعيدا عن التعصب الاقليمي الذي تشجعه الجامعات في المناطق المختلفة.
وأشار الموسى إلى ضرورة التركيز على المناهج الجامعية لتكون مكتنزة بالمواد العلمية وتشجيع النشاطات اللامنهجية التي تقوي شخصية الطالب.
ودعا الموسى للاهتمام بتقرير لجنة الموارد البشرية والذي أشار إلى ضرورة التقليل من أعداد الطلبة المقبولين على البرنامج الموازي لرفع سوية التعليم في الاردن.