من مارثا إلى ميلانيا.. شاهد أزياء نساء أميركا الأُولَيات
فيما لا يمانع مصمم الأزياء جان بول غوتييه في إعداد ملابس سيدة أميركا الأولى المُقبلة، ميلانيا ترامب، ترفض صوفي ثيليت، وهي واحدة من مُصممي ميشيل أوباما المفضلين، ذلك.
وتبرر صوفي رفضها بأنها لا ترغب أن ترتبط علامتها التجارية برئاسة دونالد ترامب، بحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية "BBC".
ولكن يبدو أنه على أي حال سيُغدِق خبراء الأزياء على سيدة أميركا المقبلة بالكثير، بالرغم من أن غوتييه لا يعتقد أن ميلانيا تحتاج الكثير من العون، حيث قال إنها "ترتدي أزياءها بعناية بالغة بنفسها"، وأضاف أنه ليس لديه شيء سيئ ليقوله ضدها، وأن المسألة ليست مُتعلّقة بالسياسة.
ويرى المصمم، المعروف بتصميمه أزياء المغنية الشهيرة مادونا، أن ميلانيا "قد تأنّقت على نحو أفضل مما فعلت هيلاري كلينتون، فعندما ذهبت للتصويت كانت في معطفها الجملي، وفستانها الأبيض، وكانت جميلة"، حسب وصفه.
"الرسمية" شرط أساسي
وليس ثمة شك في أن يتوافر بما ترتديه السيدة الأولى عنصرُ الرسميةِ، حيث تقول ليزا كاثلين غرادي، المؤرخة السياسية من متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الأميركي، إن "الشيء الأساسي هو أن تلك الأزياء يحتّم أن تكون مبجّلة، ويُحتّم كذلك أن تكون لائقة".
وتضيف ليزا "نحن نستشعر أننا نملك هذه السيدة، فهي ممثلتنا، لذا فنحن نعتقد أنه من المقبول أن نحكم ما إن كان ما ترتديه ملائماً أم لا".
وفي ظل هذا ربما حان الوقت لإلقاء نظرة على اختيارات بعض نساء أميركا الأُولَيات السابقات للأزياء.
مارثا واشنطن
في عام 1789 لم يكن عليك أن تقلق كثيراً بشأن كاميرات الهواتف المحمولة التي تلاحقك في كل حركة، ومع ذلك كان لا يزال هناك ضغطٌ هائلٌ على مارثا واشنطن، زوجة الرئيس الأميركي جورج واشنطن، كي تبدو بمظهر جيد.
فتقول ليزا إن مارثا "فوجئت بقدر الاهتمام الذي تلقاه ملابسها، فهي لم تكن مُعتادة على ذلك. وشعرت بأنها سجينة الدولة، وغالباً ما ستبقى في المنزل بدلاً من طرح نفسها لهذا التدقيق العام"
ماري لينكولن
وتضيف المؤرخة السياسية أن أول سيدة أولى "كانت تمثل سابقة للطريقة التي على الأمة أن ترى نفسها بها. ومن الواضح أن الهروب من الإطلالة الملكية لم يكن سهلاً؛ فتجد هنا ماري لينكولن، زوجة الرئيس الأميركي أبراهام لينكون، تبدو بوضوح في صورة التُقِطت لها نحو عام 1865 بمظهر شبيه لإطلالة ملكة".
وتلك الأزياء التي ترتديها سيدة أولى للبلاد تقول الكثير عن كيفية تصوّر دورها.
لوسي هايز أول "سيدة أولى"
كانت لوسي هايز، أول زوجة رئيس أميركي (رذرفورد هايز) يُطلق عليها بشكل فعلي لقب "السيدة الأولى".
حيث تقول ليزا "كان هذا الثوب الذي ارتدته في حفلات الاستقبال لا يُصدّق، فقد كان به كل شيء بإمكانك أن تضعه على فستان، ولكنك تنظر لاحقاً كيف كان الفستان ضيّقاً بجزئه الخلفي، وتُدرك أنه من شبه المُستحيل أن ترفع هذه السيدة ذراعها فوق خصرها بينما ترتديه".
"فلم يكن له فائدة عملية على الإطلاق، فأنتِ تقفين، وتحملين الزهور، وربما تصافحين الناس". تتابع ليزا.
مامي أيزنهاور
ودعونا نقفز نحو 70 عاماً إلى الأمام، وحينئدٍ كانت اختيارات الأزياء تعكس بوضوح أزمنتها.
ولإجراء مقارنة كبيرة ألقِ نظرة فحسب على الاختلاف بين الفساتين التي ارتدتها مامي أيزنهاور، زوجة الرئيس دوايت أيزنهاور، في منتصف الخمسينات من القرن الماضي، ثم انظر إلى أزياء جاكي كينيدي في السنوات العشر التالية لذلك.
ويرجع الأمر كُله إلى ما كان يُعتبر ملائماً في هذا الوقت.
جاكي كنيدي
لا تزال جاكي تُذكَر بنمطها من الأزياء، إذ تقول ليزا إنها "قد تلقّت بعض الانتقادات خلال الحملة الانتخابية بشأن قدر الأموال التي تنفقها على ملابسها".
وتردف: "عندما طُلِب منها تأكيد رقم كبير على نحو غريب زُعِم أنها تنفقه على الأزياء، قالت ردّها الشهير: أنا ليس بإمكاني أن أنفق هذا القدر إلا إذا كُنت أرتدي ملابس داخلية من فرو المنك".
"أرادت (جاكي) هناك أن تكون بمثابة بريق ونمط مميز في بيت كينيدي الأبيض، ولكنها لم ترغب في أن يكون ذلك محور ما ترتديه، فهي أرادت أن تُسلّط الضوء على أفضل ما في أميركا". توضح ليزا.
ميشيل أوباما
على عكس ما جرى مع ميلانيا ترامب؛ تكالب مُصممو الأزياء كي ترتدي ميشيل أوباما أزياءهم، فقد قال مُصمم الأزياء جيسون وو ذات مرّة، في حديث أجراه لمجلّة Vogue، إنه أدرك أن حياته ومساره المهني "لن يكونا مثلما كانا من قبل أبداً" بعدما بدأت ميشيل في ارتداء إبداعاته.
كما أتقنت ميشيل فن ارتداء الأزياء لتوضيح نقاط سياسية خفيّة.
فكان ذلك هو الفستان الذي ارتدته بآخر عشاء لها كسيدة أولى للبلاد، حين استضافت عائلة أوباما رئيس الوزراء الإيطالي ماتّيو رينتسي، وكان الفستان من إعداد دوناتيلا فيرساتشي، وهي مصممة أزياء إيطالية أيضاً.
ولكن انظر إلى التصميم، المُعد من سلسلة حلقات معدنية متصلة ببعضها البعض، وبالنسبة لسيدة قضت الكثير من الوقت في البيت الأبيض تناضل من أجل حقوق النساء، فهي حرفياً ترتدي درعاً.
وقد ارتدت ذلك الفستان في أوج حملة الانتخابات الرئاسية التي انعقدت بين كلينتون وترامب، والتي سيطرت عليها مزاعم كراهية ترامب للنساء.
وبحسب ما أشارت صحيفة نيويورك بوست، أعلنت دوناتيلا فيرساتشي مؤخراً أن مجموعتها كانت بالكامل "بشأن حرية النساء، وحرية الحركة، وحرية النشاط، وحرية النضال من أجل أفكارهن، وحرية أن يكون المرء من أراد أن يكونه".
فهذا الفستان لم يكن من قبيل الصدفة.
(bbc- هافنغتون بوست)