المنخفض الجوي القادم..اختبار الجاهزية ودقة الأرصاد و(التهافت)على الشراء
تقول المؤشرات الاولية الصادرة عن دائرة الارصاد الجوية والمستندة ايضا الى ارصاد دولية معتمدة ، الى احتمالية لمنخفض جوي سيؤثر على المملكة مصحوب بكتلة هوائية باردة نهاية الاسبوع باذن الله ، وهذا امر طبيعي فنحن في فصل الشتاء ، وهذا الفصل كان على مدار السنوات والعقود الماضية يحمل معه الخير والغيث وايضا الزائر الابيض بمستويات مختلفة كان في كثير من الاحيان يغطي البلاد كلها بحلة بيضاء.
لكن السنوات الاخيرة ، شهدت انماطا غير معتادة من السلوك وارتباكات شديدة ، مع ورود اي توقعات بمنخفضات جوية ، خصوصا تلك التي تحمل توقعات بان يرافقها تساقط الثلوج ، وازداد الامر اختلافا في هذه السلوكات العامة ، مع تعدد الجهات التي تمتهن الرصد الجوي ومتابعة احول الطقس ، وقد سهل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي الدخول الى هذه الحلبة للمحترفين والهواة على حد سواء ، في ظل وجود دائرة الارصاد الجوية التي اجبرت في بعض الاحيان الى الدخول في هذا السباق تحت وطأة تعدد المصادر والتفات المواطنين اليها بشكل واسع.
في كثير من الاحيان خلال السنوات الاخيرة ، فشلت التوقعات للاحوال الجوية ، من جهات عديدة ، نشرت توقعاتها على الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ، ولحق بعدم دقة التنبئوات ما صدر عن دائرة الارصاد الجوية ايضا لانها ، في ظل الموج الهائل من التوقعات ، خرجت بعض الاحيان مجبرة ، عن القواعد المعتادة بالنسبة لها وهو التأني لاقرب وقت لاعلان اخر قراءات الخرائط الجوية وتحديث البيانات ، الى الظهور بشكل مبكر والاعلان عن احتمالات لعدة ايام اضافية وهو ما يقلل نسبة الدقة في التوقعات الجوية المتغيرة يوميا وفي بعض الاحيان كل عدة ساعات حسب المختصين في الرصد الجوي ومنهم دائرة الارصاد الجوية.
وفي موسم الشتاء الحالي الذي لا زلنا في بدايته ، فان اول مسؤولية ، يجب الايفاء بها ، هو ان يكون الجميع ، من محترفي رصد الاحوال الجوية ، على قدر عال من المسؤولية ، في اصدار التنبؤات والقراءات ، وعدم ترك الامر للهواة والمنجمين لارباك البلاد والعباد ، كما حدث اكثر من مرة خلال السنوات الماضية ، والتي دخل فيهاالجميع في حالة الطوارئ القصوى استعدادا لمنخفضات كبيرة وثلوج متراكمة ، ليتبين ساعة الحقيقة ، ان لا شيء مما ذكر ، وان كافة الكلف للاستعداد وارتباكات السير والتهافت على السلع والمواد الغذاية والخبز ، والتزود بالمحروقات على غير العادة ، وكافة الاستعدادات كانت كلها رهن اهواء تنبؤات لا اساس لها في الواقع او جاءت وفق قراءات اولية لا يمكن الركون اليها الى النهاية.
وبما ان الحديث عن منخفض جوي قادم ، فلا بد من ايجاد الية ، للتعاون ، بين الجهات المحلية التي تتابع الاحوال الجوية ، وكذلك على المواطنين مسؤولية ، الالتفات الى المرجعيات العلمية والمعتمدة ، للرصد الجوي وفي مقدمتها دائرة الارصاد الجوية ، فهذا النهج يجب ان يسود ليس فقط للحالة الجوية المتوقعة نهاية الاسبوع بل الى فصل الشتاء حتى نهايته ، فلم تعد الامور تحتمل ما ساد من ارتباكات خلال السنوات الماضية على كافة الصعد ، تحت ضغط ووطأة تنجيم وتوقعات هواة ، ان كرروا ما فعلوه في المواسم الماضية فلا بد من الية لمحاسبتهم على ذلك.
والاختبارات لا تتعلق فقط ، بالتنبؤات الجوية ودقتها ، خلال ما هو قادم من فصل الشتاء الحالي ، فالدورس والعبر ، من المواسم الماضية ، متعددة ، والاسئلة كذلك عن اختبارات الجاهزية للجهات المعنية في التعامل مع الاحوال الجوية خصوصا الى ترافقها تساقط الثلوج وتراكمها وكذلك في حالة الامطار الغزيرة ، التي تسببت اكثر من مرة في كشف عيوب البنى التحتية ، وهي التي تحتاج الى صيانة مستدامة ، في ظل الاحوال الجوية العادية والصعبة على السواء.
والسؤال الكبير الذي يبقى هو المتمثل ، بعادات وسلوكات الاستهلاك ، لدى الناس ، مع كل توقعات بمنخفض جوي ، واعتراف الغالبية ، ان هذه العادات والسلوكات بشراء كميات كبيرة من الخبز والمواد الغذائية والمحروقات ، انما هي عادات ثبت انها غير واقعية بالمطلق ، وانه يمكن التحوط للاحوال الجوية التي يرافقهاعلى وجه الخصوص تساقط الثلوج بما تحتاجه العائلة من تلك المواد ، بعيدا عما تختزله الذاكرة ، من صور ومشاهد لاسواق نفذ منها كل شي ، وملايين من ارغفة الخبز زائدة عن الحاجة وارباك للحياة العامة لا ضرورة له ابدا.