قصص مؤثرة بتفجير الكنيسة: تنبأت بموتها.. وآخر ذهب إلى دورة المياه فنجا!
قصص إنسانية مؤثرة خلفها تفجير الكنيسة البطرسية بمصر والذي وقع صباح الأحد، وأسفر عن مقتل 25 قبطياً وإصابة العشرات.
إليكم أبرز هذه القصص، التي رواها شهود عيان وبعض المصابين:
عايدة ميخائيل، تبلغ من العمر 60 عاماً ذهبت لآداء صلاة الأحد، ولقيت حتفها في التفجير لتلحق بزوجها القس إثناسيوس بطرس، كاهن كنيسة ماري جرجس، ومازالت ابنتها مونيكا وحتى الساعات الأولى من صباح الأحد تنتظر مفتش الصحة لاستخراج تصريح الدفن.
ونشرت "مونيكا" صورة لوالدتها وعلقت عليها: "أمي ماتت وحصلتك يا بابا ماتت شهيدة.. في أحضان القديسين يا ماما".
فيما نجا طفل كان مع جدته، وتدعى إيمان يوسف، ونجا الطفل الذي ذهب لدورة المياه البعيدة عن مكان الصلاة فيما توفت جدته.
"رينا هاني جرجس" نشرت صورة لخادمتين بالكنيسة، وعلقت عليها: "في أحضان القديسين فخورة بكما".
أما الطبيبة نيفين عادل أخصائية أمراض النساء والتوليد بمستشفى الشيخ زايد بمدينة أكتوبر، والبالغة من العمر 31 عاماً ولقيت مصرعها في الحادث فقد كانت قلقة قبل الحادث بيومين، وقالت إنها تشعر بشيء غريب، يجعلها محبطة وحزينة من دون سبب ونعتها نقابة أطباء مصر في بيان رسمي.
رامى جمال قال إن عمه نبيل حبيب عبد الله 45 عاماً، والذي سقط فى التفجير يعمل خادماً بالكنيسة ومقيم وأسرته بالقاهرة منذ نحو 20 عاماً، وله شقيق آخر يعمل بالكاتدرائية، مضيفاً إن عمه رُزِق منذ أيام قليلة بطفل ذكر كان ينتظره منذ سنوات، حيث رزقه الله بابنتين 15 عاماً و13 عاماً، وظل يدعو ربه أن يرزقه ولداً.
وأضاف إن عمه كان يدعو الله أن يرزقه بطفل ذكر يتحمل مسؤولية شقيقتيه بعد رحيله، وبالفعل ولدت زوجته منذ أيام قليلة طفلاً سمّاه فادي، وتوفي بعدها عمه في الحادث، مشيراً إلى أن عائلته المقيمة بقرية تندا التابعة لمركز ملوي بجنوب المنيا، تلقت الخبر المأساوي من أقارب لهم بالقاهرة.
فيرنا عماد تنبأت بموتها وقالت لصديقتها إنها تفتقد جدها الذي توفي منذ فترة كبيرة، وتشعر بأنها ستذهب له، وقالت زميلتها المسلمة آية عماد إن فيرنا قالت لها قبل الحادث بيوم إنها ستفتقدها كثيراً، وستشعر بوحشة نحوها وطلبت منها أن تحتضنها وهو ما اندهشت له وتصورت أن زميلتها تمزح معها لكنها كانت تشعر بدنو الأجل.
وكتبت آية تدوينة مؤثرة تقول فيها "كنتي بتقولي لي إن جدي وحشني بس مش لدرجة إنك تسيبيني وتروحي له مين هيجي معايا الجامعة، إنتي كنت حاسة بالموت عشان كدة كنتي بتقولي لي هاتي بوسة كبيرة وحضن كبير واخذتيهم فجأة طيب كنتي متفقة معاي على إننا نفطر تونة اليوم الرجل جاب التونة مين هياكل معاي".
وفي مشهد إنساني هناك سيدة مصابة في الحادث فقدت الذاكرة، توافد عليها المصريون والعاملون بالمستشفى لرعايتها، ونشروا صورها في كل مواقع التواصل الاجتماعي لإبلاغ ذويها وأقاربها، فيما تطوع الكثيرون لطلب استضافتها ورعايتها لو لم يتعرف عليها أحد.
مشهد إنساني آخر خارج الكاتدرائية كان لافتاً حيث توفد عشرات المصريين من المسلمين للتبرع بدمائهم للمصابين من الأقباط، في موقف يجسد وحدة وتلاحم المصريين.
هذا وقررت مدرسة مصرية وقف الدراسة الاثنين، واعتباره يوم إجازة لطلابها، حداداً على وفاة معلمة التربية الفنية بالمدرسة، روجينا رأفت، ووالدتها في حادث تفجير الكنيسة.
وكتبت إدارة مدرسة القديس ميخائيل بالظاهر بوسط القاهرة على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، رسالة تقول "نظراً للأحداث المؤلمة التي حدثت بوفاة الزميلة روجينا رأفت ووالدتها قررت إدارة المدرسة اعتبار اليوم الاثنين حداداً وإجازة على روحهما".
الكنيسة التي شهدت الحادث الإرهابي شهدت قبل يومين تجمعاً فنياً، حضره عدد من نجوم الفن في مصر للاحتفال بالعيد الـ30 لتأسيس كورال المسرح القبطي، وشارك في الاحتفالية من الفنانين أمل رزق وأنوشكا ولقاء سويدان وسهير المرشدى ونجلتها حنان مطاوع ومنال سلامة وسمير الإسكندراني وميرفت وجدى.
المثير أن الحفل شهد غناء أوبريت بعنوان "عديتى يا مصر فوق كل المحن"، للتعبير عن وحدة الشعب المصري ضد الإرهاب، من دون أن يعلم الحاضرون أن المكان الذي تجمعوا فيه سيتعرض لحادث إرهابي بعد 48 ساعة فقط، وسيشهد تكاتفاً من جميع المصريين.
(العربية)