بعد 10 سنوات زواج.. هل يتلاشى عبق الرومانسية؟!
تخلق الحياة الزوجية المتواصلة نوعاً من الروتين، فتأخذ رومانسية البدايات شكلاً آخر يتمثل في الإحساس بالاطمئنان والاستقرار بعيداً عن باقات الورود وأشعار الغزل والمواعيد المبهجة.
هذه الأفكار التقليدية باتت شائعة، لكن ألا يمكن للأزواج الاحتفاظ بجذوة الحب متقدة، رغم مرور السنوات؟!
تروي الكاتبة والصحافية الأميركية هيثر هافليسكي جانباً من تجربتها، في محاولة للإجابة عن هذا السؤال الشائك، فتقول إنه بعد مرور عشر سنوات على زواجها، وجدت نوعاً جديداً مختلفاً من الرومانسية، فقد أصبحت العلاقة أكثر عقلانية، يغلب عليها طابع الهدوء والتروي".
وتشدد على أن "الأزواج ليسوا بحاجة إلى أي دليل على وجود الرومانسية في حياتهم"، مشيرة إلى أنه "بمجرد استطاعتكما تحمل بعضكما، لكل هذه السنوات وتحمل الرائحة والأصوات والتصرفات، فإن ذلك سيولد شعوراً بالاطمئنان، وقناعة بأن أيا منكما لن يهجر الآخر".
الرومانسية ليست الورد والغزل
وتمضي هافليسكي في تعداد مظاهر الرومانسية الحقيقية بالقول إنها تتمثل بالجلوس بقرب شخص وهو يحتضر، ممسكاً باليدين الضعيفتين مقدماً له أي نوع من المساعدة لإشعار المُحتضر بالوقوف إلى جانبه.
وتضيف أن الرومانسية ليست فقط شراء الزهور والمشاركة في وجبة عشاء وكلمات الغزل، وممارسة الجنس، وإعادة هذا الروتين مراراً وتكراراً، بل هي مشاركة الشريك والخوض معه في خضم صعوبات الحياة ومحاولة التغلب عليها.
وتتناول هافليسكي موضوع الحمل والولادة، كمؤشر آخر على الرومانسية، فتقول: ليس من السهولة حمل شيء غريب في رحمك. فأثناء فترة الحمل، تمر الأم في مرحلة عصبية وضيق، وبعد الولادة، تقدِّم الأم الرعاية والحب لطفلها، وهذا مستوى آخر من الشعور الرائع.
قمة الرومانسية أن تكونا معاً بصمت
وبمرور الأيام والسنوات وتقلص الالتزامات بعد أن يكبر الاطفال، وعندما تتقدمين في العمر وتطرأ عليك بعض العوارض الصحية، فإن هذا الأمر لا يخلو من الرومانسية. فعندما يشكتي أحدكما من أمر ما، متفوهاً بكلمات غير متوقعة ثم تضحكان، فهي رومانسية حقيقية حيث تستمر الحياة على هذا المنوال.
وتخاطب الكاتبة الأميركية النساء، قائلةً: لاتصدقي إن قيل لك أن الزواج مصدر للراحة والاطمنان لكنه يفتقر إلى الرومانسية، ولا تصدقي أن العيش والموت معاً ما هو إلا مشوار يؤدي إلى نهاية حزينة.
عندما تضحكان لشعوركما بالإرهاق، فهذا من مظاهر الرومانسية، وعندما لا تشعرين بالحاجة للجنس لكن تعرفين أن الشريك، رغم كل هذا، يعتقد بأنك مثيرة، فهذا بالتأكيد دليل على صدق شعوره.
وتخلص الكاتبة إلى أنه في نهاية اليوم، وأنتما في الفراش تتحدثان عن الأشياء الغريبة التي قالها الأبناء وتضحكان، فهذا من مظاهر الرومانسية. كما أنه عندما تلتقي نظراتكما وتتمنيان أن لا تنتهي هذه اللحظات، فهذه قمة الرومانسية، وحافظي عليها ما استطعت.
(وكالات)