لعنة الجسد.. تراجع ميسي وصمود رونالدو
ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو اسمان حكما عالم كرة القدم منذ سنة 2008،حكماه بالألقاب الفردية المستحقة والألقاب الجماعية التي ملأت خزائن برشلونة وريال مدريد.
ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو شكلا انقسام الكرة الأرضية في ليالي الكلاسيكو، ونقاش دائم رُبما لن ينهيه اعتزال اللاعبان. كتب اللاعبان جزءً كبيراً من تاريخ كرة القدم الحديثة لا يمكن اختصاره بكلمات بسيطة، بأسلوب مختلف وشخصية مختلفة ومع كثير من الإشاعات وكثير من كلام الصحف، كان رد الثنائي دائم في الملعب بما يمكن وصفه أهم مواجهة ثنائية في تاريخ اللعبة،لكن السؤال الكبير من سيحكم المستقبل القريب؟
تعد النهايات أصعب من البدايات وفي كرة القدم يُعد إنهاء المسيرة في الوقت المناسب قراراً صعباً، وتزداد صعوبته حين يكون اللاعب نجماً أساسياً في فريقه، فيرتفع مستوى التحدي وتصبح المسؤولية أكبر.فكيف سيستمر ميسي مع برشلونة؟
لا يوجد توقيت محدد لاعتزال ميسي أول على الأقل رحيله عن برشلونة وانتقاله إلى الأرجنتين حيث فريق الطفولة، لكن ومع استمرار المباريات سيكون ميسي في مكان آخر على أرض الملعب. ستتغير المساحة التي يلعب فيها، لن يستطيع تجاوز خمسة لاعبين بلمح البصر كما وصفه بول سكولز، وسيتحول إلى لاعب حاسم بأمور أخرى على أرض الملعب.سيلعب بمركز أقرب إلى وسط الملعب يُرسل الكرات الطويلة الحاسمة التي يجيدها ويبتعد عن الاحتكاكات المؤذية، يحسن ركلاته الحرة المباشرة ويساعد فريقه بالاستحواذ على الكرة.
ميسي سيتحول إلى نجم أكثر هدوءاً وأكثر تأثيراً، أقل جذباً للكاميرات وأقل تأثيراً في منطقة العمليات الأمامية، سيتحول ميسي من نجاح غدّار إلى لاعب وسط ممتع.
أما كريستيانو رونالدو فستكون القصة معاكسة تماماً، سيتنقل النجم البرتغالي من مركز الجناح إلى مركز رأس الحربة.فأسلوب لعب الـ CR7 لا يحتمل ابتعاده عن منطقة الجزاء وقوة جسده تساعده أن يكون متواجد في الأمام دائماً. تشير دراسات إلى أن رغبة رونالدو باللعب إلى عمر الـ 41 ممكنة وهو ما سيسعى لتحقيقه. لن يستطيع الركض بالسرعات ذاتها على مدار 90 دقيقة مع تقدّم السن، لكنه بالتأكيد سيستطيع تسجيل الأهداف بالأسلوب الذي يحبّذ.
ارتبط اسم كريستيانو دوماً بالشباك، بعدد الأهداف وقوّة التسديد والتمركز الصحيح وهو ما سيستغله لأقصى حد بمساعدة جسده.سيكون رونالدو أقرب إلى الإعلام بالأرقام والأهداف سيكون أكثر تأثيراً بالمعنى الرقمي وأقرب إلى المرمى، سيستغل طول قامته وسرعة قفزته وحنكته بالتحرك داخل المربع، لن يحتاج لتجاوز سلسلة من اللاعبي ولا إرسال كرات طويلة، رونالدو يُبدع أمام المرمى ولن يحتاج إلى ما هو أكثر من ذلك.
يحكم الجسد لاعب كرة القدم مع تقدم العمر، وإن كان اللاعبان يملكان اللياقة البدنية العالية فإن طبيعة قوة جسد كريستيانو رونالدو ستمنحه التفوق على ليونيل ميسيفي السنوات المقبلة وإن كان الحديث عن نوع التفوق هنا مختلف، فكريستيانو سيميل أكثر إلى التهديف بينما ميسي سيميل إلى ضبط الإيقاع وصناعة اللعب، ستزداد الأهداف التي يصنعها ميسي وتقل التي يسجلها وتحافظ الأهداف التي يسجلها رونالدو على غزارتها، هي لعنة الجسد التي ستؤدي إلى تراجع ميسي وصمود رونالدو.