شهامة الرقيب الاردني الهزايمة تنتقل الى الجزائر لتنقذ حياة طفل
جو 24 :
نشر الموقع العالمي هافنغتون بوست عربي قصة قال إنها حدثت في الجزائر لشرطي سير قام بالتبرع بالدم لصالح ابن أحد السائقين الذين استوقفهم لتحرير مخالفة بحقه.
اللافت في القصة مكتملة العناصر أنها حدثت بتفاصيلها قبل تاريخها المزعوم بـ14 يوما في الأردن (28 تشرين ثاني 2016) وكان بطلها رقيب السير محمد الهزايمة والذي كرّمه مدير الأمن العام اللواء عاطف السعودي.
وفي تفاصيل القصة بنسختها الأردنية المعروفة، فإن الرقيب الهزايمة أوقف مركبة بداخلها شخص يتحدث بالهاتف أثناء القيادة، وأنه عندما نزل منها وجده يبكي بحرارة، ولدى سؤاله عما أصابه رد بأن ابنه في مركز الحسين للسرطان يصارع الموت وأنه كان يتحدث مع أحدهم ليجمع أكبر عدد من الأشخاص للتبرع بالدم لابنه الذي دخل في وضع صحي خطير.
الشرطي الهزايمة طلب من السائق الذهاب حينها إلى المستشفى بعد التخلي عن تحرير مخالفة بحقه، ليتفاجأ بعدها بأن الرقيب قد جمع عددا من زملائه وتوجهوا للتبرع بالدم لابنه على أمل الشفاء له.
وأما القصة بنسختها الجزائرية فتقول حسب هافنغتون بوست عربي إنه في ذكرى المولد النبوي الشريف 11 ديسمبر/ كانون الأول 2016، كان الجزائري عبد المجيد بوروبة متوجهاً بسيارته إلى المستشفى الجامعي "سعادنة عبد النور" بسطيف (300 كم شرق الجزائر)، ولكن عند المدخل الجنوبي لهذه المدينة أمسكه الشرطي وهو يتكلم بالهاتف.
صفَّ عبد المجيد بوروبة سيارته على يسار حاجز الأمن التابع لجهاز الشرطة بولاية سطيف، وهذا بأمر من الشرطي الذي رصده يتحدث بهاتفه الجوال وهو في حالة سير، حيث اعترف مباشرة بالمخالفة التي وُجّهت إليه، ولم ينكر كلامه بالهاتف؛ بل وقال للشرطي:" والله، منذ خرجت من البيت وأنا أتكلم في الهاتف"، الأمر الذي استغربه الشرطي وأجابه: "أتعلم أن القانون واضح في هذه النقطة، سحْب رخصة القيادة، زيادة إلى غرامة مالية بـ2000 دينار جزائري (15 دولارا)".
في الوقت الذي بدأ فيه الشرطي يحرر إجراءات المخالفة، انفجر السائق الأربعيني باكياً وبحرقةٍ كبيرةٍ، استغرب لها الشرطي، وراح بفضول كبير يسأل السائق عن سبب بكائه، وجاء جواب عبد المجيد: "لم أكن صراحةً أبكي لحجم المخالفة، والعقوبة المسلَّطة عليَّ، ولكن في الواقع كنت غارقا ًفي التفكير لإنقاذ ابني القابع في المستشفى منذ السابع من ديسمبر 2016".
وأوضح للشرطي أن سبب استعمال الهاتف الجوال، هو محاولته البحث عن شخص يتبرع بدمه، لإنقاذ فلذة كبده، فإدارة المستشفى كلّمته هاتفياً وطالبته بإيجاد حل لكمية الدم التي يحتاجها ابنه يعقوب وهي من فصيلة "o-".
فسأله الشرطي إن كان قد وجد حلاً لهذه المشكلة/ فأجابه عبد المجيد:" منذ مغادرتي البيت بمنطقة قلال جنوب ولاية سطيف، وعلى مدار نصف ساعة، وأنا أكثّف مكالماتي مع الأهل والأقرباء والأصدقاء، لكن لا جديد، وولدي قد يفارقنا".
مأساة عبد المجيد جعلت قلب الشرطي يلين، وأرجع الوثائق، وتغاضى عن المخالفة بسبب حال الرجل المهموم، ولكنه لم يكتفِ بذلك، فقد توقف الشرطي قليلاً لما رُويت له القصة، وطلب إخباره بمكان تواجد الابن في المستشفى، قبل أن يرجع الوثائق لصاحبها ويطالبه بالمغادرة.
ويضيف: "لمحت في وجهه تأثراً واضحاً بالقصة، وكان ذلك بادياً في عينيه، قبل أن أرحل عن المكان بينما يتحدث مع زملائه".
حالة الطريق داخل مدينة سطيف، بسبب أشغال التروماي، جعلت عبد المجيد يتأخر عن الوصول إلى المستشفى، إضافة الى كونه كان يقود السيارة ويتوقف لإجراء مكالمات؛ من أجل البحث عن دم من فصيلة "o-".
استغرب عبد المجيد ساعة أخرى قبل دخول المستشفى، ويداه خاويتان من أي حل قد ينقذ ولده من الموت.
في أثناء دخوله المستشفى، توجَّه إلى الإدارة للاستفسار عن الولد، وعن الحلول الممكن الوصول إليها، ففوجئ عبد المجيد، بحل المشكلة؛ إذ أخبرته الممرضة بأن "رجليْن دخلا مصلحة حقن الدم للتبرع بالكمية المطلوبة خصيصاً لهذا الولد".
ويضيف عبد المجيد: "لم يهدأ لي بال حتى أعرف هذين الرجلين الشهمين، وإبلاغهما شكري، وكانت المفاجأة كبيرة لما اكتشفت أن المتبرعين هما الشرطي الذي أوقفني في الحاجز الأمني وأحد زملائه".