السمنة.. هل تؤثر سلبا أم ايجابا على العلاقة الحميمة؟
أصبحت السمنة من الأمراض الأكثر نمواً وانتشاراً في جميع المجتمعات، وتؤثر على كل شرائح المجتمع وبجميع الأعمار. وينتج عنها العديد من الأمراض ما يدعو إلى التوعية بخطورة السمنة وضرورة تغيير نمط الحياة والحرص على المحافظة على الوزن المعقول للرجل والمرأة على حد سواء.
وتؤثر السمنة على العلاقة الحميمة لدى الرجل والمرأة، وأظهرت النتائج أن التأثير السلبي للسمنة لا يتوقف عند النظرة السلبية للشكل الخارجي للجسم، وإنما يشمل التأثير السلبي حتى على أعضاء الرجل وبصورة أكبر عند المرأة، والذي يلعب دوراً أساسياً في العديد من حالات العقم.
السمنة عائق أمام العلاقة الحميمة؟
قد يصاب الزوج أو الزوجة في بعض الأحيان بالسمنة وزيادة الوزن، وهو ما قد يراه شريك الحياة أمرا مقلقا خاصة فيما يتعلق بأداء الشريك المصاب بالسمنة حيال العلاقة الحميمة، حيث يعتقد البعض أن السمنة سوف تمنعهم من التمتع ببعضهم البعض كما رغبا أو قد تمثل عائقا أمام إظهار حبهما.
وفي هذا الشأن نشير الى أن كل شيء إن زاد عن حده أصبح غير مقبول، وقد تترتب عليه عواقب وخيمة، وهو الأمر الذي ينطبق على السمنة بالطبع، فإذا زاد وزن الزوج أو الزوجة بطريقة مبالغ فيها فإن هذا لن تترتب عليه آثار سلبية في العلاقة الحميمة فقط، بل على صحة أي منهما بشكل عام.
السمنة واضطرابات الهرمونات
أشارت الدراسات أن السمنة ترتبط ارتباطا مباشرا باضطراب الهرمونات الذي قد يسبب قلة الرغبة الجنسية، كما يسبب اضطرابات في الدورة الشهرية وفي الحالة المزاجية لدى السيدات، وقد يسبب قلة الخصوبة وقد يصل الأمر إلى العقم الثانوي أحياناً.
السمنة وإعاقة العلاقة الجنسية
قد تتسبب السمنة في عدم القدرة على ممارسة العلاقة الجنسية بصورة مرضية نتيجة لتراكم الدهون في منطقة البطن وزيادة الوزن، الذي قد يعيق الحركة مما يؤدي إلى عدم الشعور بالرضا لدى الطرفين.
السمنة والاكتئاب
أشارت الدراسات أن نسبة كبيرة من السيدات اللاتي تعانين من السمنة يتطور لديهن الشعور بالاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس والميل إلى العزلة، مما يجعلهن أقل رغبة في ممارسة العلاقة الحميمية.
السمنة والعقم
تؤثر السمنة عند السيدات على القدرة على التبويض وتسبب تغيرات في البويضات مما يقلل من نسبة الإخصاب. كما أن السيدات التي تعاني من السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بتكيسات المبايض والتي تسبب إنتاج بويضات غير ناضجة مما يقلل من فرص الحمل.
وفي دراسة أجريت وجد أن نسبة حدوث الإجهاض ترتفع في السيدات التي تعاني من السمنة مقارنة بالسيدات الأقل وزناً.
السمنة والنشوة الجنسية
أشارت بعض الدراسات التي أجريت على مجموعة من السيدات التي تعاني من السمنة أن الشعور بالنشوة الجنسية يتضاءل مع زيادة الوزن نتيجة لقلة تدفق الدم في الأعضاء الجنسية، مما يسبب عدم الشعور بالرضا أثناء العلاقة الحميمية.
إرشادات لعلاقة مثالية على الرغم من السمنة
بالنسبة لمن يعاني من زيادة الوزن ويرى أنها زيادة مرضية بالنسبة له، فيمكنه الاستفادة من هذه الإرشادات التي تجعل العلاقة الحميمة أقل تأثراً بالسمنة وزيادة الوزن:
- الحرص على المحافظة على الوزن المقبول في الحدود التي تناسب عمر وطول الجسم لدى الزوجة والزوج، مع التأكيد على ضرورة اتباع برامج واقعية، لمحاربة السمنة والتي يفضل أن تكون تحت إشراف طبي منتظم، ومن الأمور التي يجب التنبيه هنا عليها مدى مناسبة العمليات الجراحية لمعالجة مثل هذه الحالات التي تعاني من السمنة.
فهذه العمليات لها معايير طبية يجب أن تتبع في اختيار الحالات حتى لا تحدث مضاعفات خطيرة للمريض.
- الحاجة إلى تغيير نمط الحياة، وجعل الرياضة جزءاً أساسياً في الجدول اليومي، وأفضل أنواع الرياضة المناسبة هي المشي السريع.
- تحفيز الرغبات يتم عن طريق التحدث عن المشكلة، والتي من الواضح أنها تؤثر على الزوجين دون أن يتحدثا عنها مسبقاً، من المهم عدم اتباع أسلوب اللوم أو الشكوى فقط، وإنما التحدث عن الحلول ومعرفة ما إذا كانت السمنة فقط هي المسبب الرئيسي لهذا الخلل في العلاقة الحميمة، أم أن هناك أسباباً أخرى غير ظاهرة مثل الضغوط النفسية في مكان الابتعاد.
فيجب التعرف على الأسباب التي تؤثر على القدرة والرغبة، والعمل على وضع الحلول لها من جانب الزوجين معاً.
(صحتي)