هل يلتفت الوزير الشياب للمحافظات؟!

مالك عبيدات - شهادات قاسية ومؤلمة تلك التي استمعنا إليها في جو24 من عدة مصابين خلال أحداث محافظة الكرك الأخيرة، وبخاصة في اليوم الأول من الأحداث والذي شهد اصابة 34 شخصا بين مرتب أمن عام ودرك ومدنيين وسياح، الأمر الذي جعلنا نتساءل ونطالب بثورة بيضاء في مختلف المؤسسات والوزارات الرسمية لتدارك حالة التداعي التي تنذر بخطر داهم قد يُكلّفنا الكثير من الخسائر في حال تعرضت المملكة لأي طارئ لا سمح الله.

الشهادات تؤكد أن المصابين الذين خضعوا للعلاج الطبي والعمليات الجراحية في مستشفى الكرك الحكومي لم يجدوا أول أيام العمليات الأمنية في الكرك الرعاية الصحية المطلوبة واللائقة بالانسان، فقد بدت مظاهر نقص الكوادر الطبية واضحة للمصابين وذويهم، وظلّ بعضهم ينتظر دوره لتلقي العلاج فترة طويلة.. ولم تكد معاناة المصابين تنتهي مع مجيء دورهم في العلاج حتى انصدم ذووهم بعدم توفّر أسرّة وبطانيات ووسائد تصلح للنوم عليها، الأمر الذي اضطرهم لتغطية ابنائهم بما تيسّر من "قمصان ومعاطف وعباءات".

ويروي أحد المصابين أن زميله كان يضع تحت رأسه "بنطالا" بدلا من الوسادة، لعدم صلاحيتها.

تلك الوقائع لا تختلف كثيرا عن مشاهداتنا للمستشفيات الحكومية المنتشرة في المحافظات، وهو ما يجب على وزير الصحة الدكتور محمود الشياب أن يدركه جيدا.. فماذا كان سيحصل لو لا قدّر الله شهدت محافظة الطفيلة بمستشفاها العسكري الصغير احداث مشابهة؟!

في الحقيقة إننا وإذا ما أردنا تقييم الحالة الرسمية خلال عملية الكرك، فلا يمكننا أن ندين التعاطي الأمني والاعلامي مع الأحداث وتبرئة مستشفيات وزارة الصحة، فالواقع فيها كان سيئا للغاية، ويستوجب تحركا غير اعتيادي للوزير الشياب.