تفاصيل جديدة عن حياة سفاح برلين العماري
-تبين أن منفذ الهجوم الإرهابي الذي استهدف سوقاً في العاصمة الألمانية برلين، أنيس العماري، وهو تونسي قتلته الشرطة الإيطالية صباح الجمعة، لم يكن متديناً أصلاً، لا متطرفاً ولا معتدلاً، وكان يشرب الكحول ووقع في حب جارته خلال فترة المراهقة، بحسب الشهادة التي أدلت بها عائلته، التي لا تزال تعيش بالقرب من القيروان في تونس.
وأمضت أجهزة الأمن الأوروبية الأيام الماضية في البحث عن العماري، حتى تمكن رجال شرطة إيطاليون في مدينة ميلانو من توقيفه، إلا أنه بادر بإطلاق النار عليهم، فردوا بقتله على الفور صباح الجمعة، فيما يسود الاعتقاد أن العماري هو الذي قاد شاحنة، ونفذ هجوماً بها ضد متسوقين في ألمانيا قبل أيام، في عملية تبناها تنظيم داعش.
وبحسب مقابلة مطولة مع عائلة العماري نشرتها جريدة 'التايمز' البريطانية واطلعت عليها 'العربية.نت' فإن شقيقته نجوى تصفه بأنه 'جيد ولم يسبق له أن تبنى أياً من الأفكار المتطرفة'.
وأضافت: 'كان يشرب ولكن باعتدال (في إشارة إلى المشروبات الكحولية)، وكان يتعلم الطبخ، والتمثيل عندما كان في إيطاليا'، كما كشفت أنه كان مولعاً بالشعر الجاهلي، ويحب قصائد الغزل العربية القديمة، كما أنه وقع في حب ابنة الجيران عندما كان في سن المراهقة.
وتقول نجوى إن أنيس ترك المدرسة في وقت مبكر، ليساعد والده الفقير في العمل وإعانته على تكاليف المعيشة والإنفاق على 8 من الأطفال.
وتتابع نجوى: 'كان يحب قصائد الشعر كثيراً وهو في المدرسة، كنتُ أنا في الجامعة عندما كان هو لا يزال في المدرسة، وكان يأتي إليَّ طالباً مني أن أقرأ له قصائد الشعر الجاهلي وأشرح له معناها. كان يُقدر الجمال بشكل كبير وكان شغوفاً به، وكان شغوفاً أيضاً بالفلكلور التونسي، وكان معتاداً على الرقص الشرقي على أنغام الموسيقى التونسية، وكان يحب كرة القدم، لكني لا أتذكر أي فريق كان يُشجع'.
وتقول 'التايمز' إن العماري تحول لاحقاً خلال فترة إقامته في أوروبا حتى وصلت به الحال إلى أن يُقدم نفسه لأحد الإرهابيين المتطرفين في ألمانيا من أجل تنفيذ عملية انتحارية.
وبحسب شقيقته نجوى فإن أنيس لم يسبق له أن تبنى أية أفكار متطرفة، بل إنه لم يسبق له أن عبّر لها عن أية أفكار محافظة تجاه المرأة أو أن دعاها إلى الحجاب، وأضافت: 'كان داعماً بشكل كبير لي عندما كنتُ أدرس من أجل الحصول على شهادة الماجستير في القانون، كما كان داعماً لي عندما فزت في مناظرة مع الحزب الحاكم بحكم كوني في حزب معارض، ولم يحاول مطلقاً أن يجبرني أو يدعوني لارتداء الحجاب'.
وتلفت الصحيفة البريطانية بحسب المعلومات التي جمعتها من بلدته بالقرب من القيروان إلى أن العماري غادر تونس مستقلاً قوارب الموت إلى إيطاليا في العام 2011، لكنه فعل ذلك بعد أن أصبح مجرماً في بلده، خلافاً لأقرانه من المهاجرين الباحثين عن الحياة، حيث كان هارباً من حكم بالسجن 5 سنوات، كما كان قد تم اعتقاله عدة مرات قبل أن يصل إلى إيطاليا بطريقة غير شرعية.
يشار إلى أنَّ معلومات مشابهة انكشفت سابقاً عن بعض المنفذين للعمليات الإرهابية التي ضربت فرنسا وبلجيكا خلال الشهور الماضية، حيث يتبين أنهم كانوا يرتكبون العديد من المحرمات، ومن هؤلاء أحد المطلوبين على خلفية هجمات بروكسل الذي شوهد يحتسي المشروبات الكحولية في أحد ضواحي المدينة بعد ساعات من تنفيذ الهجوم.العربية نت