jo24_banner
jo24_banner

العقبة قبلة البحرالاحمر... والاردنيون يتحدون الارهاب

العقبة قبلة البحرالاحمر... والاردنيون يتحدون الارهاب
جو 24 :
لا شيء يشغل المملكة الاردنية في الايام الاخيرة اكثر من الهاجس الامني الذي يقلق سلطاتها ومؤسساتها وفئات مجتمعها كافة التي استنفرت له جميعاً وخصوصا بعد احداث الكرك واستشهاد نخبة من العسكريين الذين تصدوا لمجموعة من تنظيم "داعش"، الذي اراد هذه المرة ان يوسع عبر خلاياه "النائمة" و"المستيقظة" من مساحة شعاع عملياته ليستهدف القطاعات العسكرية والسياح الذين تجذبهم المواقع الاثرية فضلاً عن الصحراء والبحر حيث تحولت الاردن في الاعوام الاخيرة قبلة لافواج سياحية من الاجانب والعرب بفعل وضع مشاريع وخطط مدروسة وبعيدة المدى وخصوصا في العقبة الواجهة البحرية للمملكة والتي تستقطب افواجا كبيرة من الزوار ومن بينهم اعداد لا بأس بها من اللبنانيين، ولذلك تم فتح خط جوي بين بيروت ومطار الملك الحسين الدولي في العقبة في الاسبوع الفائت. واقلت الرحلة الاولى نحو 50 ممثلا لشركات سياحية وصحافيين بدعوة من المكتب السياحي في سلطة اقليم العقبة.

ومن يزر المدينة المفتوحة على العالم يلمس روح الاصرار عند اهلها والمسؤولين عنها على النهوض بالمدينة التي تشكل العاصمة الاقتصادية للمملكة وهي احتلت بالفعل موقعا مرموقا في الخريطة السياحية في المنطقة مستفيدة من رمال الصحراء وصخور جبالها وبحرها الازرق.

وبينما كان الاعلام الاردني مشغولا في تغطية ما احدثه الهجوم الارهابي في الكرك تدفق السياح ولم يقطعوا حجوزاتهم على وقع بث الاناشيد والاغاني الوطنية على التلفزيون الرسمي واستنفار المواقع الالكترونية لمواكبة مضاعفات هذه الاحداث التي اصابت صميم العائلة الاردنية جراء الدماء التي ذرفتها بخسارة مجموعة من الضباط والعسكريين في جهازي الدرك والامن العام وبمساندة من المدنيين كانوا جنبا الى جنب في مواجهات الكرك.

ومن يتجول في العقبة يلمس ان اسواقها تعج بالمواطنين والسياح الاجانب على مدار الساعة، وكأن شيئا لم يحدث في المملكة قبل ايام وسط انتشار لعناصر الاجهزة الامنية في محيط الفنادق وعلى طول الشاطىء ومن دون ضجيج او ازعاج وان كانت تنصب بعض الحواجز عند الحاجة ليلا.

ويبدو ان الجميع في العقبة يصممون في الحفاظ على صورتها وعدم تأثير العمليات الارهابية على الحياة اليومية. ولم يخف المواطنون التحدي الذي يواجههم لكنهم لم يستسلموا و"نحن نتعلم من تجربة اللبنانيين". ويتحدثون في المقابل عن ثقتهم العالية بعزيمة جنودهم وتصديهم لكل محاولات تخريب المملكة واحداث بلبلة فيها. ولا يغيب عن بالهم "الدرس السوري" المقلق وهم الذين اكتووا بنيرانه اخيراً. ويأتي رد ابن العقبة ولا سيما عند الذين يعملون في قطاع السياحة والمتحمسون لتقديم الوجه الجميل عن بلدهم ومن دون تصنع ، ولسان حالهم "لن نستسلم" وان الارهابيين لا يمثلون الاسلام في اشارة الى تنظيم "داعش" واخواته.

ولا تنفك المحطات الاذاعية عن بث الروح المعنوية وفتح الاثير مع المستمعين وتلقي اتصالاتهم، ولا سيما من عائلات الشهداء والمواطنين وشهادات الناجين في الكرك الذين يلتفون حول جيشهم وتحت شعار " لبيك يا أردن" الذي يشهد جملة من المصاعب والتحديات الاقتصادية بفعل الازمات المفتوحة التي تشهدها المنطقة والجغرافيا التي وضعت المملكة في هذا الشريط الساخن من احزمة النيران المشتعلة حيث تمتد حدودها على طول مئات الكيلومترات مع العراق وسوريا.

ويتحدث الادلاء السياحيون بفرح عن جمال العقبة وسحرها واثناء اشارتهم الى حدودها البحرية والبرية مع ثلاثة دول مصر والسعودية واسرائيل لا يتلفظون باسم الاخيرة ويشيرون اليها بالقول فلسطين المحتلة ولا سيما عند مشاهدة انوار الاضاءة من المنتجعات السياحية الاسرائيلية في إيلات.

استقبل المكتب السياحي التابع لسلطة العقبة في المطار الوفد اللبناني بارتشاف القهوة العربية وتناول حبات من التمور "واهلاً وسهلاً بضيوف المملكة" . وتستغرق الرحلة من بيروت 80 دقيقة على متن خطوط الاجنحة الملكية الاردنية بدل التوجه الى عمان ومصحوبة بابتسامات المضيفات ومن دون تكلف، مع ابداء عناية خاصة باللبنانيين اينما حلوا في ربوع المملكة. وتوجد في المدينة عشرات الفنادق والمنتجعات المطلة على البحر وهي تناسب مختلف الطبقات مع تشديد من المسؤولين عنها للحفاظ على البيئتين البرية والبحرية وعدم التساهل في هذا الحقل وتقديم افضل الخدمات للسائح واحتضانه.

بوابة السياحة

واضافة الى الفنادق العاملة في العقبة ثمة منتجعات في مراحلها الاخيرة من البناء والتجهيز وابرزها "سرايا العقبة" المطلة على البحر. وفي حلول العام 2018 سيبلغ عدد غرف الفنادق في المدينة 7 الاف. ويوضح مفوض السياحة والاستثمار في العقبة شرحبيل ماضي لـ" النهار" ان سلطة الاقليم تسعى لأن يكون مطار الملك حسين والميناء منطلقا الى الاماكن السياحية في الاردن. ونجحت العقبة في العام 2015 في استقطاب 513 الف سائح. وكانت بوابة السياحة الى الاردن وهي الان تشهد نجاحا في استقطاب المستثمرين الذين يصنعوا المنتجات في المدينة ويعيدوا تصديرها الى الخارج . واستطعنا جذب كبار الصناعيين في الهند في مجال الالبسة على سبيل المثال اضافة الى مشتثمرين من البحرين وسلطنة عمان وبلدان اخرى. ونعمل على ان تكون العقبة نقطة لانطلاق المستثمرين الى كل بلدان العالم من خلال موقعها الاستراتيجي".

وهل من تحضيرات لتطوير العلاقات بين المملكة ولبنان؟

يرد ماضي "نسعى الى برامج تسويقية بين البلدين و تطوير الاستثمار في المنطقة الاقتصادية الخاصة في العقبة ورفع التبادل التجاري .ونحن نفتخر كأردنيين على تحقيقنا هذا الحلم لتكون العقبة مدينة مميزة واستثمارية على البحر الاحمروتنافس المناطق الاستثمارية في العالم".

من جهته رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ناصر الشريدة الساهر على ادارة المدينة وتطويرها. يقول لـ" النهار" ان طموحاتهم "لم تنته عند هذه الحدود".
وما هي رسالتك للسياح بعد موجة الاحداث الارهابية الاخيرة في الكرك؟ يجيب "سنقف ونتصدى بالطبع لهذه الموجة من الارهاب ولن تنجح محاولات الارهابيين. ثمة مجموعة من الخوارج عن القانون والدين حاولت التخريب ولم تنجح اعمالها وسيطرت اجهزتنا الامنية عليها. ورسالتنا الى الجميع واخوتنا اللبنانيين : يا أردن ما يهزك ريح"."النهار"

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير